خالد طعمة يطالب بالاعتناء بساحة العَلَمْ والتراجع عن إنشاء الأوبرا

الراي

الكلام المقتضب  /  ساحة العلم

خالد طعمة

 

منذ أكثر من عام ومطالباتي مستمرة بالحفاظ على ساحة العلم نظراً لما تحمله من رمزية يعتز بها كل كويتي وفي يوم الأربعاء الماضي مررت في طريقي خلال فترة الظهيرة بساحة العلم وإذا بها سارية من غير علم.
في الثلاثاء الماضي ابتدأت الكويت موسم الاحتفالات الوطنية والتي تعتبر فترةً مليئةً بالمشاعر الوطنية الخالصة والتي تخلو من أي منغصات ولكنني عندما شاهدت خلو الساحة من العلم لم أتمالك نفسي وكأن الزمن قد عاد بي إلى الوراء وتحديداً في تاريخ 27 /2 /1991 بفترة الظهيرة تحديداً عندما كنت أنتظر رفع علم الكويت بعد أن تحررت في اليوم السابق، حيث كان النهار حالك السواد من حرائق النفط ونحن نتبادل التهاني مع كل الحاضرين ونقول مبروك الكويت رجعت الكويت حرة وما كان منا إلا أن تعلقت أبصارنا ناحية السارية الخالية من العلم حتى ابتدأ عدد من المخلصين في تسلقها لرفع العلم اليوم أشاهد السارية من غيره أين ذهب العلم؟
علمت من خلال وسائل الإعلام أن المجلس البلدي وافق على إقامة دار الأوبرا على أرض ساحة العلم وهنا أتفكر في شجون فناني الكويت من مختلف أنواعهم وكيف يشتكون من قدم المسارح والمراكز المعنية بالفن وكيف اختزلت المسألة بدار للأوبرا إذا ماقارنا فنانيها في ميزان مع فناني الكويت من رسامين أو ممثلين فإننا سوف نجد أن الأخيرين أكثر منهم ومع ذلك لا تلبية لمطالبهم البتة.
أعرف أن المادة الثانية من قانون البلدية الحالي وبفقرته الأولى قد نصت على أن «تعمل البلدية بصفة عامة على تقدم العمران وإبراز الطابع الكويتي العربي الإسلامي والمحافظة على التراث المعماري وإبرازه بصورة متجددة. وتوفير الخدمات البلدية للسكان» وهنا نقولب المشاريع القائمة هل حوفظ على التراث الكويتي العربي والإسلامي أم هرولنا ناحية صنف خاص انطلق من جوقة دينية داخل الكنيسة وهي تراث عالمي وغربي وليست من ضمن تراثنا فكيف لنا أن نقدمه ونحن أساساً نهمل تراثنا ولم نخدمه الخدمة المطلوبة.
ندائي إلى المعنيين بأن ساحة العلم تشكل رمزية لكل كويتي صمد أثناء الاحتلال العراقي وعاصر لحظة خلو الساحة من العلم ورمزية عامة لكل كويتي لم يعاصر تلك اللحظة ويريد أن يتذكر ما مرت به الكويت في عام 1990 لذلك أطالب بالاعتناء بها وإبقائها لا إقامة دار للأوبرا عليها.