العلمانيون والليبراليون يريدون حرق مصر.. بنظر سعد الهاجري

زاوية الكتاب

كتب 1178 مشاهدات 0


عالم اليوم

نقطة نظام  /  المؤامرة الكبرى

سعد حوفان الهاجري

 

إن الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها، والهدف الواضح الذي لا يخفى على أحد، هي المحاولة المحمومة من قبل أعداء الإسلام- من مسلمين وغيرهم- لعزل وتحجيم وإضعاف كل مشروع إسلامي، والمحاولة في جعله دينا مقتصرا على المساجد، وتحويله إلى مجرد دين شعائري. 

ولا شك أن من بين الشعارات التي يرددها أعداء الإسلام وخصوصا- العلمانيين- كيف يلتقي الدين مع السياسة وهو «أي الدين» منظومة من القيم الخلقية والسياسية لا أخلاق لها؟ وتحت هذا الشعار أخذ كل حاقد وناغم على الإسلام التربص بنجاحاته بالتآمر عليه مع أعدائه من غير المسلمين لإسقاط المشروع الإسلامي. 

ففي العالم الإسلامي هناك شواهد كثيرة لمحاولة عزل الإسلام وعدم تمكينه من الوصول إلى مبتغاه، فكثير من الأوقات يتهم الإسلاميون بأنهم إرهابيون وأنه لا يريدون التعايش داخل المجتمع المدني وأنهم لا يرغبون بالحياة الديمقراطية وتقبل الرأي والرأي الآخر، وأنهم جماعة إقصائيه وغيرها من المصطلحات التي ما أنزل الله بها من سلطان، وعندما قرر الإسلاميون الانخراط في العمل السياسي وممارسة حقهم المشروع كجزء المجتمع لهم من الحقوق وعليهم من الواجبات، ماذا حدث لهم وماذا تصرف أدعياء الديمقراطية- من علمانيين وليبراليين – ضدهم. 

في تركيا عندما حاول الإسلاميون المشاركة في العملية الانتخابية في بداية السبعينات من القرن الماضي، عندما حاول نجم الدين أربكان إنشاء حزب للدخول في الانتخابات حيكت ضده الكثير من المؤامرات لإفشال سعيه للوصول إلى السلطة، وعندما أراد الله لهم الوصول إلى الحكم في المرة الأولى لم يرق للمؤسسة العسكرية هناك ذلك فقاموا بمحاولة انقلابية عليهم وانتزاع الحكم منهم بعد أن وصلوا إليه عن طريق صناديق الإقتراع. 

وكذلك في عام 1992 عندما أجريت الانتخابات في الجزائر وقام الإسلاميون بالترشح ممثلين في جبهة الإنقاذ الوطني بزعامة عباس مدني، ماذا عملت القوى العلمانية هناك بالتحالف مع قوى خارجية، بعد أن سيطرت جبهة الإنقاذ الوطني على أغلبية البرلمان هناك قاموا أيضا بالانقلاب عليهم وإبطال الانتخابات وملاحقتهم أمنيا. 

ولم يتوقف هذا المسلسل بل استمر عندما حاولت حركة حماس المشاركة بالانتخابات والتنافس مع حركة فتح من خلال صناديق الإقتراع، وعندما فازت حركة حماس في الانتخابات وقامت بتشكيل الحكومة لم يعجب الكثير ذلك فتكرر المشهد بالانقلاب عليهم وعزلهم وتجريدهم من أبسط حقوقهم وهي المشاركة في صنع القرار من خلال الديمقراطية التي يتغنى بها أدعياؤها، ويرفضون أن يمارسها غيرهم . 

واليوم أمامنا مشهد آخر وليس أخيرا في رفض العلمانيين والليبراليين لكل صوت إسلامي حتى لو معتدل من ممارسة دورة داخل المجتمع المدني، فمصر تخضع الآن ضمن المخطط الكبير في عزل كل انتمائي إسلامي بعيدا عن توجهات هذه التيار الإسلامي، فهم اليوم يريدون حرق مصر وقتل طموح- شعب بأكمله يريد أن يتنفس هواء الحرية لأول مرة منذ أكثر من نصف قرن وذلك من أجل عزل كل فكر إسلامي يريد الوصول بطريقة مشروعة، وللأسف كل من يقف ضدهم في الوصول إلى السلطة في مصر وغيرها هم شركاء في أنظمة قمعية سابقة والآن يتشددون بالديمقراطية التي لا يقبلونها بالأصل. 

لكن اليقين أن كل حركة صادقة مخلصة غيورة على دينها ووطنها سيكون لها التمكين في الأرض، وسيكون لها الدور الكبير في صياغة المشهد السياسي في بلدها رضي أعداؤها أم سخطوا، لأنهم الأقرب للشعوب ويتعاملون معهم دون استعلاء واستبعاد كما تفعل باقي الأنظمة، ونقول لهؤلاء  المخلصين الشرفاء كما قال الشاعر: 

 ضاقت ولما استحكمت حلقاتها

فرجت وكنت أظنها لا تُفرج

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك