مرسي ليس خليفة للمسلمين.. هذا ما تراه فاطمة الشايجي
زاوية الكتابكتب يناير 31, 2013, 12:06 ص 1181 مشاهدات 0
الشاهد
انتهى زمن الخلافة
د. فاطمة الشايجي
كتب زميلنا الفاضل في هذه المساحة الأستاذ عبد المحسن المشاري مقالة بعنوان »هل مرسي خليفة المسلمين؟« بتاريخ 2013/1/27 وقبل أن اعلق على مقالته لابد أن اعترف أنه تظهر علينا بعض الأحيان مقالات وكأنها قنبلة عنقودية تفجر لدينا طاقة التفكير وتثير عندنا بعض الأفكار التي نسطرها لكم اليوم.
الجميل في قلم زميلنا أنه يختار لنا بعض السطور من بعض المقالات لكتاب لهم وزنهم في مجال الصحافة، والأجمل هو عنوان المقال فهو يحمل تساؤلاً قوياً يحتاج الى اجابة مقنعة، وسبحان الله لقد صادف أنه عرض لمقالته بعد أحداث بورسعيد و قبل خطاب السيد رئيس جمهورية مصر العربية الدكتور مرسي هكذا يطلقون عليه أتباعه. بالفعل كان توقيت المقالة جميلا لأنه عرض وحلل لشخصية الرئيس المصري فمن شاهد خطاب الرئيس ادرك أن الرئيس مرسي
لا يتمتع بالكاريزما التي تؤهله لالقاء خطاب سياسي. وقد لاحظ البعض أنه لا يستطيع الالتزام بالنص كما أنه فقد التحكم بنفسه وعلا صوته وهو يتوعد بمن يضر بأمن مصر ويعود يهدأ مرة أخرى ليقرأ الخطاب الذي لم يكن يؤمن به فهو كان يبحث عن السطور وعن الكلمات التي تاهت عنه وهذا يعني أن السيد الرئيس أجبر على هذا الخطاب المتأخر.
المشكلة التي يواجهها الرئيس الحالي لجمهورية مصر هو أن هناك فرق توقيت بين الفعل ورد الفعل لديه، وهذا نهج مستقطب من الخارج ومن السياسة الأميركية الخارجية بالتحديد، ولكن الفرق بين أميركا والرئيس المصري هو أن السياسة الخارجية الأميركية تنتظر ردود أفعال الشارع العربي التي هي بعيدة عنه ولا يؤثر فيها لتستنكر أو تؤيد بعد ذلك، أما الرئيس المصري فهو بعد أن يتأثر بما يحدث يصدر بيانا. أصبح الرئيس يتفاعل مع الشعب ولم يترك فرصة للشعب أن يتفاعل معه وهذه صفة بعيدة كل البعد عن شخصية قيادية.
هل مرسي خليفة المسلمين ؟ زميلي الفاضل اسمح لي أن أجيب عليك، فالسؤال مطروح للجميع لذلك ستجد اجابتين الأولى نعم هو كذلك، فأتباعه يعتبرونه خليفة المسلمين، فبعد توليه منصب الرئاسة ظهر الكثير من أتباعه يهللون فرحين بمن هو مشابه لسيدنا يوسف فهو من السجن الى الحكم فاحتسبوا أن هذه معجزة. وهناك من اعتبره هبة من الله. وهناك من غالى اكثر ويمكنك الرجوع الى المقابلات التلفزيونية التي أجريت مع بعض رجال الدين حيث أكدوا ذلك.
أما الاجابة الثانية فهي لا.. لا يمكن أن يكون مرسي خليفة المسلمين لعدة أسباب منها. أن زمن الخلافة انتهى فنحن في زمن حقوق الانسان، والمعاهدات الدولية التي تلزم الدولة وسلطتها الشرعية والتشريعية والتنفيذية والقضائية بقضايا تتنافى مع بعض التشريعات الاسلامية مثل مسألة الاقتراض من صندوق النقد الدولي وطريقة سداد القرض. لا، لأن جمهورية مصر عربية وليست اسلامية، فيوجد في مصر الحبيبة جميع الديانات السماوية فكيف له أن يخلف غير المسلم هل سيعود الى فرض الجزية عليهم.
لا، لسبب مهم جدا وهو أن المسلمين أنفسهم يختلفون الآن فظهرت لنا الملل والمذاهب والطوائف واختلفت تطبيقات العقيدة عن زمن الرسول وهذا ما يؤكده قول الرسول : افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة فاحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار.. قيل يا رسول الله من هم..قال الجماعة ورغم أننا نجد تفسيرات وتأويلات كثيرة لهذا الحديث، فان ما نشاهده من اختلاف بين المسلمين يجعلنا نستشهد بهذا الحديث. أنت قلتها أستاذ عبد المحسن هو شيخ دين بدرجة رئيس جمهورية فقط وليس خليفة المسلمين، لا وألف لا، لا أنا ولا أنت ولا غيرنا من المسلمين يرضون به خليفة. قد نرضى به رئيسا في حالة واحدة اذا حدّث صدق.
تعليقات