بعد مرور شهر على طلبه لقاء رئيس الوزراء

زاوية الكتاب

السمكة: ألأني أقف مع النظام وأدافع عنه يتم تجاهلي ويتم الترحيب بالمعارضين؟

كتب 1793 مشاهدات 0

الشيخ جابر المبارك

القبس

قراءة بين السطور
هل هذا صحيح يا بو صباح؟!
في عام 1992 كتبت مقالا شديد القسوة على الحكومة، وعلى اثره استدعاني الشيخ سعد، رحمة الله عليه، يلومني على هذه القسوة، ومن ضمن ما قاله لي: انتم تحملون امانة القلم، وعليكم ان تصونوا هذه الامانة، وإن مسؤوليتكم ككتّاب ان تعلموا بأن ما كل ما يعرف ينشر.
قلت له: هذا صحيح يا سمو الرئيس.. لكن وما حيلة المضطر؟!.. قال: شلون؟! قلت: وزراؤك يا سمو الرئيس لا يردون على احد ولا يستقبلون احدا، وبالذات البعض من ابناء الاسرة، وذكرت له اسم احدهم.. واذا به فوراً يطلبه بغضب، ومما قاله له: الصحافة لا تقلُّ مسؤولية في رسالتها عن اي مسؤول، وبالتالي عليك ان تحترم هذه المسؤولية، وان تقابل من يطلب مقابلتك من الصحافيين.

وبعد ان انهى مكالمته التفت إليّ، وقال: هذا مكتبي مفتوح تستطيع ان تأتي في اي وقت حتى من دون موعد.

قبل اكثر من شهر طلبت موعدا لمقابلة سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك، وحتى كتابة هذه السطور لم يرد علي احد!.. ولمّا سألت عن السبب، قالوا لي: مشغول، قلت: إلى هذه الدرجة؟!.. قالوا: أكثر!.. على الرغم من ان طلبي للمقابلة لم يكن من اجل شيء اطلبه كما يفعل كثير من الذين يقابلهم.. بل من اجل تقديم تصور له يتعلق بالعلاقة بين الحكومة ومجلس الامة، في هذه المرحلة الاستثنائية التي يمر بها البلد، والشاهد على هذا الاخ علي الراشد رئيس مجلس الامة.

حقيقة حاولت ان اهضم الموضوع، لكنني لم استطع في كل الحالات، اذ كيف لمسؤول عن ادارة البلد يُبلّغ بأن شخصاً ما لديه تصور لمصلحة العلاقة بين السلطتين، التي هي بالتالي مصلحة البلد، لا يكون لديه وقت يقابله؟!

في اعتقادي ان المسألة لا تخرج عن احتمالين: الاول، ان مكتب سمو الرئيس، ربما يفتقر الى عناصر متخصصة بإدارة مكاتب كبار المسؤولين في الدولة، وبالتالي لا يستطيع ان يفرق بين الاولويات، ولا يعي معنى مسؤولية التفريط بالوقت، فيسمح بدخول بعضهم حتى من دون مواعيد!.. وهذا امر بلا شك مربك للعمل، ويستهين بالاولويات ويقتل الانتاجية، وبالتالي فليس امام سمو الرئيس الا اعادة النظر في مكتبه، ليصبح واجهة حقيقية لأكبر مسؤول تنفيذي في الدولة.

الاحتمال الثاني، ان يكون ربما موقفا سياسيا من كاتب هذه السطور، كونه توجه ببعض اشارات النقد لبعض سياسات رئيس الوزراء، سواء من خلال بعض الفضائيات، او من خلال الكتابة!.. وهنا أرد عليه بالرد نفسه الذي رددت به على الشيخ سعد رحمة الله عليه، وهو: ما حيلة المضطر؟!... فإذا انت يا سمو رئيس الوزراء لا تعير اهتماما لمن يريد ان يقدم شيئاً لمصلحة الحكم والبلد، فليس أمامنا إلا الاعلام نعبّر من خلاله عن همومنا وهموم وطننا!

وانا هنا اريد ان اهمس في اذن سموك: ترى هناك انطباع آخذ بالانتشار مفاده هو ان الذي يقف ويدافع عن نظام الحكم، وعن مصلحة البلد ليس بذي اهمية عندكم، اما الذي يتطاول ويتآمر ويشتم ويتعدى على النظام والقوانين ويهدد الامن، فهو الذي يحظى بالاهتمام والرعاية!... فهل هذا صحيح يا بو صباح؟!

***

• ملاحظة: ورد في مقالة الاحد الماضي خطأ غير مقصود، الا انه يتكرر للاسف الشديد، وهو «لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك، وان لكل شيء عمرا افتراضيا هذه قواعد كويتية» والصحيح «قواعد كونية»، فاقتضى التنويه.

سعود السمكه

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك