بورسعيد تتعرض لمؤامرة!.. هكذا تعتقد منى العياف

زاوية الكتاب

كتب 969 مشاهدات 0


الأنباء

طوفة عروق  /  مؤامرة على بورسعيد.. أم على قناة السويس!

منى العياف

 

مدينة «بورسعيد» تلك المدينة الباسلة التي حفرت تاريخها بحروف من نور في تاريخ مصر، أصبحت اليوم مدينة دامية، كانت مدينة البطولة والمقاومة والاستشهاد، فأصبحت مدينة الدماء، هذه المدينة قدمت دوما زهرة شبابها للوطن، قدمتها عند حفر قناة السويس، وعند وقوع العدوان الثلاثي على مصر عقب تأميمها، وبالأمس كانت على موعد جديد مع الثورة، والدماء مع حلول الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، ثورة غضب عارمة تزامنت مع النطق بالحكم على بعض المتهمين في أحداث مباراة الكرة بين «الأهلي» و«المصري البورسعيدي»، والتي راح ضحيتها 75 مصريا، فمن سخريات القدر ان يسقط نحو 10 ضحايا حتى قبل النطق بالحكم، وارتفع ذلك العدد بعد ان عقدت الجلسة وقرر القاضي إحالة أوراق 21 متهما في القضية إلى المفتي وتأجيل النطق بالحكم للبقية الى 9 مارس، أي انه حكم غير نهائي، كما اننا لا نعلم إلى الآن رأي المفتي، كل ما نعلمه هو ان عدد الضحايا ارتفع بعد المواجهات الى ما يقارب 24 ضحية أضيفت اليهم في اليوم التالي 7 أو أكثر أثناء تشييع الجثامين، هذا عدا تكسير المنشآت العامة واقتحام أقسام الشرطة والسجون، وما تردد بقوة عن وجود «رجال ملثمين» فوق الأسطح يطلقون الرصاص.

إنها أحداث شبيهة بالأحداث التي وقعت أثناء الثورة الأولى، عندما عمد الاخوان إلى تحويل مسار الثورة من سلمية إلى خلط أوراق، أعقبها انفجار شلال الدماء، وتحولت الثورة من سلميتها الى دمويتها، وهي تقريبا نفس الأحداث الآن في بورسعيد، رغم ان الاخوان الذين يحكمون الآن يصرون على ان من يقوم بذلك هم بلطجية وفلول مبارك.

***

بورسعيد في اعتقادي تتعرض لمؤامرة والأيام حبلى، وهناك من يريد عزلها عن مصر وأصابع الاتهام تتجه نحو ان هناك قوى تريد السيطرة على قناة السويس، هذا المصدر الشرياني الذهبي الذي احترق العالم يوما ما لأجله وإلا لماذا تتجه الى جماعات قوى بعينها تريد السيطرة على قناة السويس، وإلا فليفسر لنا احد لماذا تتجه الأمور في بورسعيد هذا الاتجاه الدموي؟ وقد كان معروفا ان هناك ذكرى للثورة، وهناك محكمة ستعقد ولابد من خطة متكاملة للمعالجة والسيطرة على الأمور قبل الانفجار، وكان لافتا ان الشباب من الثوار والمتظاهرين حذروا الاخوان عبر القنوات المصرية من السماح لجنسيات أخرى بالدخول للمشاركة في فعاليات هذه الثورة لأنها مصرية وليست ثورة جماعة الاخوان المسلمين، ولعله مما يثير الاستغراب بقوة أن شبكة فلسطين للأنباء أعلنت أمس ان جماعة «حماس أرسلت 7 آلاف مسلح لحماية مرسي» أليست هذه خيوط مؤامرة بالفعل؟

***

وكان لافتا أكثر انه عندما خرجت الجماهير في جنازة مهيبة لتشييع ضحايا الأحداث وعددهم 34 قتيلا في بورسعيد وحدها فإن أصوات أهالي المنكوبين تعالت مدوية بصوت واحد «الشعب يريد إسقاط النظام».

وهذا يطرح عدة تساؤلات للمتابع للمشهد المصري لماذا وهل فعلا هناك مؤامرة لا نعلم أبعادها؟

وليس بعيدا عن ذلك ما أعلنه وزير الداخلية «المقال» اللواء أحمد جمال الدين الذي أعلن في شهر أغسطس الماضي ان الممر الملاحي لقناة السويس في خطر، وطالب الوزير رموز القبائل في شمال سيناء بمساندة الجيش والشرطة لبسط نفوذهما لتحقيق الاستقرار وكان من تصريحاته أيضا ان ميناء سيناء هو البعد الأمني لمصر، محذرا من مخاطر شديدة تتعرض لها «القناة»، مشددا على ضرورة حفظ الأمن في محافظاتها كالإسماعيلية والسويس وبورسعيد، خاصة الهجوم الغادر على نقطة الحدود في سيناء والذي أسفر عن مقتل 16 جنديا من قوات حرس الحدود، فهل كان ضروريا إبعاد أحمد جمال الدين ايضا عن هذه المسؤولية؟

***

بالأمس اعلن الرئيس مرسي حالة الطوارئ في هذه المدن الثلاث، والذي كان ـ قبل توليه الرئاسة ـ من أشهد المهاجمين لقانون الطوارئ أيام حسني مبارك فما الذي تغير؟ ربما الذي تغير هو ان محاولات التدخل لوقف نزيف بورسعيد تأخرت ثلاثة أيام كاملة، حتى وقع ما وقع؟ وليس ببعيد عن هذا كله ذلك الحديث الدائر اليوم، بشكل عام، عن رغبة خارجية في استثمار قناة السويس، وهذا ما يؤكده المراقبون محاولة عزل بورسعيد عن مصر وكلها طروحات متداولة لا تخلو من الصحة أحيانا والأيام حبلى بالكثير، لكن وان كنا نتذكر حالة الذعر التي أصيب بها الأميركيون عندما بدا أن هناك احتمالية لفوز شركة موانئ دبي بعقد لإدارة الموانئ الأميركية فإن البركان الأميركي انفجر في الأوساط السياسية والشعبية، واعتبروا ان مثل هذا الأمر يشكل تهديدا للأمن الأميركي، معتبرين انه بالإمكان ان تصبح هذه الموانئ مدخلا لدخول أسلحة الدمار الشامل لأنه ليست هناك قدرة على تفتيش كل الحاويات التي تدخل هذه الموانئ ومن ثم ألغيت هذه الفكرة تماما.. هذه استنتاجات أولية للمعلومات المتوافرة لدينا نطرحها من باب التفكير مع القارئ، لا ندري ماذا سيحدث في العزيزة مصر، لكن يبقى شيء واحد هو أننا حقا لا نعلم ما هو هدف الاخوان المسلمين من تركيع هذا البلد الشامخ!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك