محذرا شيعة الخليج من التورط بالقتال بسوريا

زاوية الكتاب

حيدر: مؤسف الاعتقاد بأن تحرر الشعب السوري مضر بمصالح إيران الاستراتيجية

كتب 2926 مشاهدات 0

خليل علي حيدر

يقال ان بعض ثلاجات ومشارح سورية جثثاً لمقاتلين اسلاميين كويتيين ربما من السلفيين الجهاديين الذين سبق ان شاركوا في «الجهاد» ضد الامريكان وضد الشيعة «الروافض» في العراق.
انباء القتال في سورية تتحدث كذلك عن «مقاتلين شيعة يتصدرون الصفوف الامامية لمعارك ريف دمشق» (الشرق الأوسط. 2012/11/25 – 2013/1/20) ربما كان هؤلاء المقاتلون الشيعة من حزب الله بلبنان او العراق أو إيران.. ولكن هل بينهم خليجيون وكويتيون.. لا قدر الله؟!
وان كان بين المقاتلين كويتيون، فتلك كارثة حقاً، إذ «يجاهد» السُّني والشيعي الكويتي، على طرفي القتال الدائر، ويحرص كل منهما على قتل الآخر او ذبحه! فأي كارثة هذه؟ وماذا سيحل بالمجتمع الكويتي واستقراره الطائفي وامنه ان تفاقم الصراع هناك وهيمن على المساجد والحسينيات في الكويت؟
وقد تحدثت التقارير الصحفية قبل شهر انه «تدور في منطقة السيدة زنيب اشتباكات عنيفة بين مقاتلي «الجيش الحر» الذين يتمركزون في البلدات المحيطة بمدينة السيدة زينب وقوات النظام واللجان الشعبية المشكلة من ابناء الطائفة الشيعية المتمركزة في السيدة زينب، وبينهم عناصر غير سورية» واتهم التقرير من اسماهم بـ «الشبيحة الشيعة» بارتكاب «مجازر قتل طائفي بالسكين واعمال اجرامية متوحشة». واضاف عن انعكاسات الاحداث، «اليوم مقاتلو الجيش الحر في منطقة السيدة زينب ومحيطها يشعرون بالنقمة على الشيعة الموالين للنظام اكثر من نقمتهم على العلويين الداعمين للنظام.. واذ تزامن القبض على شيعي عند حاجز للجيش الحر عقب مجزرة فهو يمثل صيداً ثميناً».
التقاير تتهم النظام السوري بانه«قد جند كثيرين من ابناء القرى الشيعية في ريف حمص وريف حلب وريف دمشق في صفوف الشبيحة، واطلق يدهم في القتل».
بعض شيعة سورية بلاشك، مثل العلويين والمسيحيين، بين نارين. ولكن لا احد يدري ان كان الاقتتال قد شمل كذلك اختطاف النساء، واغتصابهن، وهو سلاح مرعب في هذه الحرب الاجرامية التي ابتلى بها السنة والشيعة وغيرهم على حد سواء، في نظام لم يعد يكثرت باي شيء ما عدا استمراره في السلطة.
في الاول من يناير الحالي، تقول الشرق الاوسط، ظهر على موقع يوتيوب فيديو لفتى مثلم يعلن فيه انشاء «لواء أبي الفضل العباس».. للدفاع عن مقام السيدة زينب الموجود في ريف دمشق. وكان السيد حسن نصر الله، امين حزب الله، قد اشار الى كتائب العباس في 2007 باعتبارها «كتائب مقاومة في العراق»، واذاع تلفزيون المنار التابع لحزب الله عدة فيديوهات لعمليات لهذه الكتائب في العراق.
وبالطبع، كان الاسلاميون والاعلام العربي عموماً، بما في ذلك الاعلام السوري آنذاك، يرحبون ويهللون للنشاط الارهابي البشع في العراق باعتباره «مقاومة» للمحتل الامريكي، حتى عندما كان يسفر عن وجهة الطائفي الاجرامي البشع كما في عمليات «أبو مصعب الزرقاوي». وعندما انسحب الامريكان استمرت هذه «المقاومة الباسلة» ضد الحكومة العراقية نفسها وضد الشعب العراقي، شيعة وسنة واكراداً.. تركمان!
على شيعة بلدان مجلس التعاون في الكويت والبحرين والمملكة العربية السعودية مهمة خطيرة في هذه المرحلة، وهي تجنب التورط المسلح في اي صراع يؤجج الطائفية في هذه المجتمعات الصغيرة التي لا تتحمل مثل هذه المذابح.
لاينبغي للشيعة في الكويت وغيرها الوقوع ضحية لاي سياسة خارجية، مهما تظاهرات بانها تدافع عن الشيعة ومهما زعمت هذه السياسية انها قادرة على «حماية الشيعة» من الجماعات التكفيرية الارهابية.
الشعب السوري يريد الحرية والخلاص مثل بقية شعوب العالم من حكم الفرد والنظام الشمولي.
ومن المؤسف حقاً ان في ايران الاسلامية، التي ناضلت ضد ديكتاتورية الشاه، وقدمت كل تلك التضحيات، من يعتقد ان تحرر الشعب السوري ومن قبله الشعب العراقي، يهدد المصالح الاستراتيجية للجمهورية الاسلامية!

خليل علي حيدر

مقال اليوم - الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك