احنا أحسن من غيرنا !!

عربي و دولي

مقارنة الوضع المعيشي بين الكويت وبريطانيا

7098 مشاهدات 0


في خضم الأحداث السياسية التي تشهدها الكويت وغيرها من الدول التي تسعى نحو الإصلاح ومحاربة الفساد في شتى المجالات، تبرز بعض الأصوات التي لاتؤيد استمرار الفساد ولا تردي الخدمات، ولكنها تصبر النفس بعقد الآمال على المستقبل وترديد بعض الجمل مثل 'احنا أحسن من غيرنا'، و 'عسى الله لا يغير علينا'، وغيرها من عبارات.
من البديهي حين تضع المقارنات أن تأتي بالنموذج الأفضل، وبالكويت ما أن تطالب بتحسين الأوضاع المعيشية حتى يأتي سيل التحذيرات من قبل المسؤولين وبعض أصحاب الرأي، ولأننا علاوة على الوضع الخدماتي والمعيشي السيء الذي تعيشه البلاد، نضيف إليه النفس العنصري والطائفي الذي يمزق المجتمع شيئا فشيئا دون أن تحرك الحكومة ساكن، ويكفي ضرب المثل بأكثر شريحة عانت من العنصرية والظلم طوال السنوات الماضية وهي فئة البدون التي أصبحت من أخطر القضايا.
الآن لنسلط الضوء على الوضع المعيشي في بريطانيا، يقول أحد المهاجرين أنه أنفق الغالي والنفيس ليدخل إلى بريطانيا، وهي من البلدان التي يحلم المهاجرون العيش بها لأسباب كثيرة، في بريطانيا يعيش الجميع سواسية أمام القانون، لاتوجد مواد تفرز الجنسية على شرائح أو تقسيمات معينة، من حصل على الجنسية قبل 100 سنة له حقوق وعليه واجبات حاله كحال من حصل عليها بالأمس.
المواطن البريطاني منذ بداية حياته الزوجية يحصل على سكن خاص عبارة عن 'شقة' وكلما زاد عدد الأفراد منح 'شقة' تناسب عدد أفراد عائلته، مثلا مع الطفل الأول غرفة وصالة وبعد المولود الثاني غرفتين وصاله وهكذا، أو يمنح بدل ايجار قدره 600 باوند تقريبا اسبوعيا للأسرة متوسطة العدد، و100 باوند تعادل نحو 47 دينار كويتي كما يحصل رب الأسرة على بدل نقدي يعادل 1000 باوند شهريا إذا لم يكن موظفا، بينما تتسلم المرأة المتزوجة من 130 إلى 180 باوند كل اسبوعين حسب العمر، وتحصل على زيادة سنوية قدرها 10 باوند والتعليم والعلاج مجاني لكل مواطن بريطاني، وهناك حالات محددة تدفع تأمين صحي بسعر رمزي تتحمله عادة جهات العمل.
المرأة قبل انجابها الطفل تخطر الجهات المعنية، وقبل موعد ولادتها بشهرين تقريبا تمنح 500 باوند واذا كان الحمل توأم 1000 باوند، وذلك كي تتمكن من تجهيز استقبال مولودها من ملابس وسرير وعربة، والولادة مجانا في المستشفيات، وتمنح بعد ذلك كوبات بقيمة 40 و 60 باوند لمدة تتراوح مابين 3 إلى 5 سنوات لشراء الحفاظات والحليب.
المولود في بريطانيا يمنح اسبوعيا 85 باوند اسبوعيا، واذا كان معاقا فيحسب له على حسب شدة اعاقته، والمعاق له تقدير خاص في بريطانيا ويمنح كافة التسهيلات منها، حصول اسرته على منزل مناسب لذوي الاحتياجات الخاصة، ولهم الأولية في كل شيئ، واذا رغب أحد الوالدين ترك وظيفته ورعايته يعطى راتبا تقاعديا ومميزات أخرى، والمعاق يصرف له من 500 إلى 800 باوند شهريا حسب شدة الاعاقة وراتب اسبوعي قدره 130 باوند ولأسرته الحق بطلب مرافق له، وله مميزات كثيرة منها مثلا دخول كل الأماكن الترفيهية ووسائل النقل العامة الباص والقطارات مجانا، ويدفع باوند واحد فقط للتاكسي الحكومي 'التاكسي الأسود الشهير' مهما بلغ طول المسافة.
ويدفع مالك السيارة البريطاني 400 باوند سنويا ضريبة طريق ويعفى من ذلك المعاقين كما يعفون من دفع رسوم المواقف، بينما تكلف فاتورة الغاز والكهرباء والماء والهاتف مايعادل 1000 الى 1200 باوند للأسر التي تستهلك بشكل معتدل.
وهناك أيضا اهتمام بالغ بالمواهب والمبدعين وتوفر لهم الدولة والقطاع الخاص البريطاني شتى أنواع الدعم، وكذلك هناك جمعيات مدنية فاعلة تساعد الأسر وتدعمهم لمواجهة أي مشاكل تعترضهم.
وفي الختام، السؤال الذي يطرح نفسه بعد ذكر مميزات الجنسية البريطانية، اذا كانت الكويت ترعى المواطن من المهد إلى اللحد وهي الكلمة التي يرددها دائما المسؤولين وكأنهم لم يروا تجارب الدول الأخرى، فماذا يطلق على ما تفعله بريطانيا لمواطنيها؟. 

الآن - تقرير: خاص

تعليقات

اكتب تعليقك