'فيلم أبيض وأسود'.. مرزوق الحربي معلقاً على قضية إسقاط القروض

زاوية الكتاب

كتب 1012 مشاهدات 0


الوطن

أفكار  /  خدعوك فقالوا: مجلس الأمة سوف يسقط القروض

مرزوق فليج الحربي

 

قضية اسقاط القروض اصبحت نفس الافلام العربية بالابيض والاسود والتي عرضت مئات المرات منذ انتاجها في الخمسينات من القرن الماضي الى اليوم ونحن نشاهدها ونعرف القصة ونعرف نهاية كل فيلم وفي الغالب تكون النهايات في الافلام واحدة يركض بطل الفيلم من ناحية اليمين والبطلة من ناحية اليسار ثم يلتقون بالمنتصف ويكون خلفهم قرص الشمس في لحظة الغروب وتنزل كلمة النهاية.
واليوم يعرض فيلم اسقاط القروض الشبيه بأفلام الابيض والاسود التي شاهدناها عشرات المرات وبنفس السيناريو ونفس النهايات ولكن ما يميز قضية اسقاط القروض اليوم هو تفاؤل كبير من الناس خاصة بعد انتشار شائعات واقاويل بأن هناك قرارات شعبية حكومية وبأن هناك حملة لتلميع مجلس الامة والتي سوف ترفع من شعبيته وخلق كريزما مقبولة له لدى الناس ووسط هذا الشعور انطلقت مطالبات اعضاء مجلس الامة باسقاط القروض بآليات مختلفة ومقترحات متنوعة بمنح المواطنين منحاً مالية ترواحت ما بين الالفي دينار الى الخمسة الاف دينار.
طرح قضية اسقاط القروض او اسقاط فوائدها او منح المواطنين منحاً مالية ليست بالامر الجديد وكل ما يعمله اعضاء مجلس الامة اليوم هو اعادة اختراع العجلة واعادة اكتشاف مالطا ولكن مع مجلس الامة والذي غلبت عليه الصبغة الحكومية حتى ان اقرار المراسيم يتم بنسبة عالية جداً تجاوزت 45 صوتاً وما من شيء تطرحه الحكومة الا كانت نسبه تأيده من قبل مجلس الامة الاغلبية القصوي ومع هذا المجلس اعتقد انه لن يتم عمل اي شيء الا برغبه الحكومة ومبادرتها، اما ما شهدناه من طرح لمجلس الامة الحالي والذي افتقد كريزما المجالس النيابية السابقة وافتقد الصوت المعارض القوي وافتقد التمثيل النيابي والسياسي والقبلي بشكل كبير فاعتقد انه لن يرقى الى طرح اي مشروع تنموي ناهيك عن حل معضلة اسقاط القروض.
مهما ارتفعت اصوات المطالبين باسقاط القروض ومهما صرحوا بالصحف ومهما قالوا فان الناس مقتنعة أنه مجلس الصوت الواحد المقاطع شعبياً وأن افضل الطرق لقبوله ليس بدغدغة المشاعر فان من قام باطلاق مصطلح اسقاط القروض وحمل رايته منذ سنوات وبمجالس سابقة وتبنى هذه القضية سقط بالانتخابات وحصل على مركز متأخر بعدما ادرك الناس ان هذه القضية ليست قضية دغدغة مشاعر بكثر ما هي قضية تختفي بها العدالة والمساواة بين المواطنين ومخالفة للدستور وان الحكومة عندما عالجتها في السابق وضعت لها صندوق المعسرين وانها رفضت جميع الاليات السابقة والتي يعيدها اعضاء مجلس الامة اليوم ومع ضجة اسقاط القروض تختفي مشاريع التنمية وتختفي محاسبة الوزراء باستثناء المحاسبة الطائفية والتي يهدد بها وزير الداخلية في كل مجلس واختفى طرح القضايا العامة وقضايا الفساد وان كان هناك نداء لمجلس الصوت الواحد فهو المثل القائل (لن يصلح العطار ما افسده الدهر) المجلس مرفوض شعبياً ولا زال الناس على امل ان يحل ويرد الوضع لسابق عهده مجلس بخمس دوائر واربعة اصوات فمهما عملوا لن يصلح الامر.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك