استغلال العامة لمصلحة الخاصة
زاوية الكتابكتب يناير 26, 2013, منتصف الليل 2262 مشاهدات 0
قد يستغرب البعض من هذا المسمى ولكن هو في حقيقته ليس مجرد عنوان أو قصة تروى بل هو مبدأ قد انتهجته البشرية منذ الأزل بأن تأتي فئة لها السلطة المطلقة على مجموعة من البشر وتقوم هذه الفئة بسلطتها بكل قانون يحمي مجموعة على مجموعة أخرى وتكون دائماً الفئة التي تُحمى وتصان هي المقربة للسلطة من أبناءها أو المقربين لها أو من يخدمون مصالحها ضد الفئة الأكبر التي تكون عادةً المغلوب على أمرها .
لذلك يُنزل الله التشريعات السماوية متى ما انتشرت هذه الظاهرة لحماية المجموعة الضعيفة بأن يبعث رسول أو نبي يحاول أن يرجع الأمور إلى نصابها ولكن دائماً ماتكون هذه الفئة المغلوب على أمرها تنتهج ذات الأمر مع غيرها بعد أن أصبحت قوية رغم ضعفها في سابق الوقت كما حدث في شواهد كثيرة وأشهرها بني إسرائيل مع سيدنا موسى عليه السلام بعد أن كانوا أضعف الناس إلى أن أصبحوا يرون أنفسهم شعب الله المختار والناس جميعهم دونهم .
والشاهد في القصة أننا كبشر لانختلف كثيراً في أطباعنا الشيطانية مهما تغير الزمان والمكان فنحن بالكويت على سبيل المثال يكفيك أن تنظر لقانون الجنسية حتى تعلم كيف هو التمايز الإجتماعي ويكفيك أن تجلس مع متنفذ أو أحد في السلطة تعرف كيف هي النظرة الإجتماعية الطبقية وهي ليست بسبب أن من ينتهجها هو شخص يشعر بالعقدة كما يدعي البعض بل بالعكس من ينتهجها أحياناً أشخاص ليس فيهم أي عقدة من الأصل أو النسب أو غيره بل هي التربية فقط أنه تربى هذا الطفل على هذه العنصرية منذ نعومة أظافره حتى أصبح ذا منصب وسلطة وأصبح من شخص يردد هذه الأفكار إلى شخص يفعلها على أرض الواقع ويطبقها في حياته .
لذلك أتى دستورنا ينادي بروح الإسلام (العدل-المساواة-الحرية)
فنص على مواد صريحة تحقق هذا الشعار في كثير من مواده لايختلف عليها أحد سوى من تضرر منها
كما ورد في المادة (٦) بأن دولة الكويت دولة ديمقراطية .
وكما ورد في المادة (٧) أن العدل والحرية والمساواة دعامات المجتمع .
والمادة (٨) أن تكفل الدولة تكافؤ الفرص للمواطنين .
والمادة (٣٠) الحرية الشخصية مكفولة .
والمادة (٣١) بأن لايعرض أي انسان للتعذيب أو للمعاملة الحاطة بالكرامة .
والمادة(٣٤) المتهم برىء حتى تثبت إدانته .
والمادة(٤٤) للأفراد حق الإجتماع دون حاجة لإذن .
إلى آخر المواد في الدستور التي تؤدي حتماً إلى الشعار سالف الذكر ، ولكن عندما ترى أرض الواقع تعلم أن كل هذه المواد تنسف نسفاً عندما يتعلق الأمر في المصلحة الخاصة لفئة معينة ، ولأن الدولة تطبق القانون عن طريق أجهزتها فعندما تخالف هذه الأجهزة القانون إما أن تقوم السلطة بمعاقبة مرتكب الفعل من أجهزتها أو تصمت وتكون هي الراعي لها وعلى هذه الحالة أيضاً الأمثلة كثيرة فجميعنا يتذكر حادثة (ديوان الحربش) الذي ارتكبت فيه عدة جرائم من قبل وزارة الداخلية وعندما قيل أن التجمعات ممنوعة ويُضرب كل من يقوم بها فقط لأنها ضد السلطة من غير أن يكون ذلك وفقاً للقانون إنما فقط من أهواء البعض وبعد ذلك يكشف للجميع انه لايوجد قانون يمنع تلك التجمعات ومع هذا لم نرى أحداً تمت محاسبته ممن تعدى على القانون بالتعدي على المواطنين حتى نعلم أننا في دولة تطبق الدستور وقوانينه وكما اوهموا العامه بأن التجمعات في ساحة الإرادة ممنوعة وتوجه عقوبة لكل شخص قد يتواجد فيها وبعد أن إنتقلنا إلى مرحلة المسيرات أصبحت التجمعات السابقة مباحة والمسيرات مخالفة للقانون فأصبح القانون يطبق بمزاجية وليس بمساواة ..
كما يأتي شخص يشتم رئيس دولة لم تخذلنا يوماً من الأيام في أكثر من مناسبة ومن أقرب الدول لنا لايحاسب وتتم محاسبة شخص آخر فقط تحدث عن دولة أخرى خذلتنا مراراً وتكراراً فقط لأن مرتكب الفعل الأول من رعايا السلطة والآخر ضدها ، كل هذا التماييز ياسادة هو في حقيقته يعود لنا كمجتمع نصمت عندما يتم الإعتداء على من نختلف معهم ولانعلم أن السلطة كما ضربتهم اليوم قد تضربنا غداً لأن التاريخ أثبت أن السلطة ليس لها صديق دائم ولا عدو دائم ..
فلا نترك انفسنا عرضة لمصالح السلطة ولنقف عند الحق وليس الهوى ..
فعلينا أن لانقول سوف نبتدئ من اليوم في تطبيق القانون لأنها عادةً هذه الجملة فقط تقال عندما يراد معاقبة شخص له آراء ضد السلطة بل يجب أن يطبق القانون على الجميع في الحال ويعاقب فيه رعايا السلطة قبل معارضينها .
لاشك أن جميعنا يخطئ ولكن لايجب أيضاً أن تُقصر التوبه فقط لأصدقاء السلطة وتحجب عن كل شخص يكون ضد السلطة .
فنحن اليوم بحاجة أن نتوحد إن كنا نسعى أن نكون دولة باقية وليست فقط دولة تسعى للتطور وتنتهي ، ومسألة أننا نتوحد بالأزمات فهو أمر لايدعو للسرور أو الفخر كما يقال أنه وحدنا الغزو ، لأنه من الطبيعي أن تتوحد الجماعات في وقت الشدة لتلاقي مصالحها وأن الغزو كذلك ضرب مثلاً لنا آخر في مسألة أخرى وهي مقدرة الله عز وجل في أن يجعلنا من بعد العزة ذلة فإذا كانت لدينا مقدرة في السكوت عن الحق وظلم الآخرين قد نكون نحن تحت ذات السوط .
ونختم في هذه الأبيات :
لاتظلمن إذا ماكنت مقتدراً
فظلم يرجع عقباه إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم
تعليقات