علامات الفشل الحكومي يراها الأعمى.. بنظر وليد الغانم

القبس

هل الحكومة عاجزة..؟!

وليد عبد الله الغانم

 

أين تقع المشكلة الحقيقية في مسار العمل الحكومي بعيدا عن الخلافات السياسية؟ لا يبدو ان الحكومة قد استوعبت حتى الآن مكمن الخلل الفاحش في الأداء العام لمرافقها ومؤسساتها المختلفة، هناك فشل واضح في الدولة وانحدار مكشوف للمؤسسات الحكومية، وتقهقر أخلاقي في الواجبات الوظيفية على مختلف المستويات من كبار الموظفين وصغارهم إلا من رحم الله.

علامات الفشل الحكومي يراها الاعمى، لا يوجد انجاز حقيقي على ارض الواقع، خطة تنموية مجهولة المعالم، الاموال غالبا تصرف في غير موضعها، هدر عارم في ميزانيات الوزارات، ركاكة تنفيذ المناقصات والعقود الانشائية والفنية خاصة، وضعف الاشراف عليها، مخالفات إدارية ومالية في الكثير من مؤسسات الدولة، تلاعب بالأنظمة والقوانين وتنفيع لفئات معينة، عجز عن محاسبة المقصرين والمسيئين، عدم القدرة على القيام بالدور الخدماتي المطلوب، ضعف تحصيل اموال الحكومة، عدم القدرة على الوفاء بالوعود الحكومية في أي قضية معلنة، أزمات وكوارث مزمنة لم تحل من عقود، ونتائج هذه الفوضى خطيرة جدا، وأبرزها فقدان المواطن ثقته بالإدارة للبلاد.

هل كانت ستظهر لدينا مطالبات بتطوير آليات تشكيل الحكومة وتغييرها لو ان الكويتي يرى أموال بلده تصرف في الموقع الصحيح، وموارد الدولة تعود عليه بالنفع بشكل عادل وموزون؟ هل كان سيطالب بعض أبناء الوطن بالحكومة الشعبية لو ان الحكومات المتعاقبة استطاعت القيام بواجباتها وحل مشاكل المواطن الاساسية؟ هل استشعرت الحكومة خوف الشباب على مستقبلهم وما ظهر للعلن بشكل غير مسبوق من أحاديث هجرة الكويتيين والحرص على تملكهم عقارا في الخارج؟ أليست العلة الأساسية لدينا سوء الإدارة العامة والفشل الحكومي في توفير متطلبات الحياة الكريمة للمواطن؟ أليست الأزمة الحقيقية في عجز الإدارة العامة عن إقناع الناس بقدرتها على الوفاء باحتياجاتهم المستقبلية وتوفير حياة كريمة للأجيال اللاحقة؟

هل الموضوع صعب؟ هل نحن البلد الوحيد الحي على الارض؟ هل تنقصنا الأموال أو العقليات؟ هل المطلوب منا اختراع امور غير موجودة في المجتمعات الانسانية؟ الامر سهل جدا لو أرادت الحكومة العمل والانجاز، والمعادلة بسيطة للنجاح، فقط المطلوب رؤية لمستقبل البلد وخطط لتنفيذها، ورجال مخلصون يعملون على ذلك، فأين الخلل في الكويت؟

***

• إضاءة تاريخية: 1991/1/25 تحرير جزيرة قاروه، وهي أول أرض كويتية تتحرر من العدوان العراقي الغاشم