'اليورانيوم' سر الحملة الفرنسية على مالي.. بنظر سلطان الخلف
زاوية الكتابكتب يناير 25, 2013, 12:29 ص 1046 مشاهدات 0
الأنباء
فكرة / حول أحداث مالي
سلطان الخلف
أحداث مالي جاءت مفاجئة، ويتساءل بعض المحللين عن مغزى تمكن جماعات من الطوارق والإسلاميين يعتقد أن لها صلة بتنظيم القاعدة من شن هجوم مباغت احتلت على إثره مناطق واسعة من دولة مالي ثم اختراق مجموعة صغيرة منها حدود الجزائر والسيطرة على منشأة الغاز في عين أميناس واحتجاز رهائن فيها والتي يفترض أن تكون تحت حراسة أمنية مشددة لكونها مصدرا رئيسيا من مصادر الدخل الوطني الجزائري وقد انتقدت حكومات اليابان والنرويج وبريطانيا الطريقة التعسفية التي تعاملت بها القوات الخاصة الجزائرية في تحرير الرهائن حيث أدت إلى سقوط العديد من الرهائن الأجانب من بينهم يابانيون ونرويجيون وبريطانيون دون أي اعتبار لأولوية المحافظة على أرواحهم.
المعروف أن الحرب على الجماعات الإرهابية مستمرة من خلال الملاحقة والضربات الاستباقية لكن ما حدث في مالي والجزائر يدل على فشل الجهات الاستخباراتية الغربية والجزائرية في الكشف عن مخططات تلك الجماعات في بداية تكوينها وقبل أن تتحول إلى قوة عسكرية تفوق قوة جيش مالي وهو أمر يدعو إلى الدهشة والاستغراب.
إعلاميا، يبدو التدخل الفرنسي في مالي كما لو أنه حملة على الإرهابيين لكن الدافع الرئيسي من هذه الحملة هو ضمان تدفق المادة الخام من اليورانيوم التي تزخر به مناجم مالي والذي يعتبر الوقود الأساسي في توليد الطاقة الكهربائية الفرنسية، وبمعنى آخر فإن التدخل الفرنسي جاء من قبيل المحافظة على المصالح الفرنسية في مالي وهو الدافع الرئيسي لإرسال قواتها العسكرية هناك والاستعانة بالقوات الأفريقية لحفظ الأمن في مالي وهي القوات التي لم تستطع حفظ الأمن داخل حدود بلادها بسبب صراعاتها الدموية على السلطة والفساد المستشري بين زعاماتها.
ودائما تأتي التدخلات العسكرية للدول الكبرى على أساس المصالح الحيوية لها وتدخل روسيا في دعم النظام البعثي الطائفي في سورية عسكريا وسياسيا هو من هذا القبيل ولو أن مصيره سينتهي بالفشل لإصرار شعب سورية على إسقاط النظام القائم فيها، وكنتيجة لهذه التدخلات تقع الشعوب الصغيرة دائما فريسة لهذه التدخلات الديناصورية كالشعب السوري الذي يتعرض في كل يوم لكل أنواع القتل والدمار بعد أن أجاز الكرملين والبيت الأبيض وعلى لسان الرئيس أوباما للنظام السوري كل وسائل القتل والدمار ما عدا السلاح الكيماوي، الأغرب في أحداث مالي أن روسيا التي تدعم النظام الإرهابي في دمشق عرضت على فرنسا حسب تصريح وزير الخارجية الفرنسي فابيوس نقل الجنود الفرنسيين إلى مالي من أجل المساعدة في مواجهة الإرهابيين فيها.
تعليقات