غداً الذكرى الثانية للثورة المصرية
عربي و دولياستعدادات متباينة لإحيائها بين التظاهر والبناء ومخاوف من 'مواجهات'
يناير 24, 2013, 3:13 م 745 مشاهدات 0
قبل يوم من الذكرى الثانية للثورة المصرية التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك، تصاعدت حمى الاستعداد للذكرى لكنها تفاوتت بين دعوات للتظاهر من جانب القوى السياسية المعارضة، وحملات لتقديم الخدمات الصحية والمجتمعية من جانب القوى الإسلامية وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة.
وجاءت تطورات الأيام الماضية وما صحبها من تصريحات ساخنة من جانب محسوبين على المعارضة لتثير مخاوف الكثير من المصريين من وقوع أعمال عنف، خصوصا مع عدم تردد بعض أجنحة المعارضة في التأكيد أنها ستخرج للتظاهر في هذه الذكرى من أجل إسقاط النظام الحاكم مرة أخرى.
وبعد أن كانت الشعارات الغالبة في الذكرى الأولى للثورة هي المطالبة بتحقيق كامل أهداف الثورة، فإن المجال هذه المرة اتسع ليشمل دعوات إلى إسقاط النظام، وإسقاط الدستور (الذي وافق عليه الشعب)، فضلا عن إسقاط الإخوان المسلمين الذين تتهمهم المعارضة بمحاولة السيطرة على مفاصل الدولة.
وعلى مدى الأيام الماضية توالت الدعوات للمصريين بالاحتشاد في ميدان التحرير بقلب القاهرة وفي الميادين الرئيسية بالمحافظات، وخصوصا من جبهة الإنقاذ الوطني التي تنضوي تحتها معظم قوى المعارضة، حيث اعتبرت الجبهة أن مطالب المتظاهرين لن تقتصر على المطالبة باستكمال أهداف الثورة، وإنما ستمتد للمطالبة بدستور جديد وبمنع 'أخونة' الدولة.
أحمد ماهر: حركة 6 أبريل حريصة على موجة ثورية
وبدوره قال أحد قادة الجبهة وهو حمدين صباحي الذي حل ثالثا في انتخابات الرئاسة الأخيرة، إن الشعب المصري لن يسمح لأي فصيل بالاستيلاء على الثورة أو الدولة، في إشارة -على ما يبدو- إلى الإخوان المسلمين. كما أكد ضرورة وضع دستور جديد، مع تحقيق القصاص العادل لشهداء الثورة.
من جانبها أكدت حركة 6 أبريل التي كانت لها دور كبير في إشعال ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، أنها ستشارك في التظاهر بالذكرى الثانية للثورة لمواجهة ما وصفته بالحكم المنفرد والسياسات الفاشلة والحنث بالوعود، وهي الأمور التي أدت -حسب الحركة- إلى حالة من التصارع والانقسام في مصر.
وقال مؤسس الحركة أحمد ماهر في بيان وصلت الجزيرة نت نسخة منه، إن ذكرى الثورة التي تحل الجمعة ستشهد موجة ثورية جديدة تستهدف استكمال أهدافها الثورة، مؤكدا في الوقت نفسه أن الحركة حريصة على سلمية المظاهرات وعدم تشويهها بأي أعمال عنف.
من جانبه، قال المتحدث باسم الحركة محمود عفيفي إن الاعتصام بميدان التحرير عقب مظاهرات الجمعة سيكون مرهونا بما تتوافق عليه القوى المشاركة في التظاهر.
انتقاد لا إسقاط
أما حزب مصر القوية الذي يتزعمه عبد المنعم أبو الفتوح الذي حل رابعا في انتخابات الرئاسة الأخيرة، فقد أكد أنه سيشارك في مظاهرات ذكرى الثورة عبر مسيرة تنطلق من الجيزة إلى ميدان التحرير للمطالبة السلمية بالقصاص للشهداء، وإصدار قوانين تحقق العدالة الانتقالية والاجتماعية. لكن الحزب أكد في الوقت نفسه أن انتقاده لسياسات الرئيس لا يعني السعي لإسقاطه لأنه جاء عبر انتخابات ديمقراطية.
وفضلت معظم الأحزاب الإسلامية -خصوصا الممثلة للتيار السلفي- عدم النزول إلى الميادين في ذكرى الثورة، بينما قالت الجماعة الإسلامية إنها ستنفذ فعاليات شعبية بهذه المناسبة.
في المقابل، اختارت جماعة الإخوان طريقا آخر للاحتفال بالذكرى الثانية للثورة، حيث أطلقت بهذه المناسبة حملة تحت عنوان 'معا نبني مصر' أوضحت أنها ستستمر شهرا وتقوم على ثلاثة محاور تنموية، يستهدف أولها علاج مليون مريض وتقديم خدمات طبية مجانا، وثانيها إصلاح وترميم وتجميل ألفي مدرسة، والثالث تخفيف أعباء الأسرة المصرية بإطلاق حملة بيع السلع للجمهور بسعر التكلفة.
وقال منسق الحملة مصطفى غنيم إن النظام السابق الذي أطاحت به الثورة لم يكتف بإفساد الحياة السياسية، وإنما أورث من بعده تركة متهالكة من المؤسسات والمنشآت، ولذلك فإن الإصلاح يقتضي تضافر الجهود والعمل المتواصل، وهو ما تسعى الحملة إلى تقديم نموذج له من أجل تخفيف الأعباء عن كاهل الأسرة المصرية.
تعليقات