عن الإخوان وعبدة الشيطان يكتب عبدالعزيز الكندري

زاوية الكتاب

كتب 855 مشاهدات 0



«الإخوان»... وعبدة الشيطان


بعد أن سدت أمامهم الأبواب... تعتزم كتلة الغالبية السابقة في المجلس المبطل تشكيل وفد شعبي للذهاب إلى البرلمان الأوروبي والكونغرس الأميركي وهيئة الأمم المتحدة، والمنظمات العالمية المعنية بالحريات وحقوق الإنسان، والتواصل مع الصحف الغربية والناس المؤثرين في مجتمعاتهم، والهدف هو «تدويل» الأزمة الكويتية الحالية وشرح ما يتعرض له الناس من استخدام مفرط للقوة ومنهج الملاحقات السياسية، وقد تم تشكيل فريق مكون من اسامة المناور وعادل الدمخي رئيس جمعية حقوق الانسان والنائب السابق مبارك الوعلان والنائب السابق عبدالرحمن العنجري.
وكانت الاستجابة وردة الفعل متباينة من المجلس الحالي، ولا تخلو من الطرفة في الوقت نفسه، فبعض نواب مجلس «الصوت» اتهم الإخوان كالعادة وقال: «نواب حدس وأفراخ الإخوان يهددون بتدويل منع سفرهم عبر الشكوى لمنظمات حقوق الإنسان! فالحمد لله الذي آلف بين الاخوان وعبدة الشيطان»... وقال آخر: «الإخوان رفضوا الاستعانة بالكافر لتحرير الكويت والآن يشكون للمنظمات الكافرة!!»... وكالعادة حينما تحدث مشكلة لا نضع اليد على الجرح والمشكلة الحقيقية المتمثلة بالقمع والملاحقات السياسية وتأخر بل توقف عجلة التنمية، ولكن الأسهل اتهام «الإخوان المسلمين» بأنهم وراء كل ما يحدث، وهو هروب من الواقع والذهاب لأسباب ثانوية بعيدا عن الأسباب الحقيقية، واتهام «حدس» الآن سيزيدهم قوة وسيرجعهم إلى صدارة المشهد السياسي من جديد، حيث أن الحرب التي تشن عليهم الآن لم تعد تخفى على أحد وفيها انتقائية وشخصانية واضحة للعيان، حيث أنهم أصبحوا على صدارة بعض الصحف وهي تحاول الانتقاص من قدرهم، وهذا في صالحهم بكل تأكيد، وسيزيد من تماسك الشارع فيهم.
ومجلس الصوت الواحد اليوم قلق جدا ويعيش حالة من الارتباك ويخاف من أي تسوية سياسة قادمة في الأفق، وهذا يعني انتحارا سياسيا لكثير من السياسيين الجدد، في حين أي تأخير في حل الأوضاع الحالية سيزيد من تداعيتها وتعقيداتها في المستقبل، خصوصا وأن الموضوع سيذهب «للتدويل»، إضافة إلى أن الشباب يزداد قوة يوما بعد يوم ويقوى عوده ولا ينوي ولم يفكر بالتراجع، فماذا نتوقع من شاب ليس لديه شيء يخسره؟
من الواضح بأن هناك بصيص أمل قادم أو بوادر انفراج، حيث شاهدنا كيف تعاملت «القوات الخاصة»، واستخدمت القوة المفرطة في مسيرة «قرطبة» خاصة ونحن شاهدنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي عشرات المقنعين وهم يضربون سلام الرجيب... ثم عدم ذهاب القوات الخاصة لمسيرة «صباح الناصر» و«الرقة» وممشى «عبدالله السالم»... وكلي أمل أن تستقر النفوس والأمور لصالح الوطن، لأن ما يحدث لا يسر أحدا.
هذا علاوة على أننا نعيش في بقعة غير مستقرة إلى الآن، خصوصا بعد رياح وإعصار التغيير والربيع العربي الذي بالطبع ليس من صنع «الإخوان المسلمين»، ولكنه صنيعة الاضطهاد والفقر والفساد السياسي واستئثار القلة بأموال الكثرة... فجاء هذا الربيع الذي ما زال في أوله ولا نعلم أين سيقف، واستقرارنا والإصلاحات السياسية الحقيقية ستجنبنا آثاره بكل تأكيد... وهو ليس من صنيعة الإخوان ولا حتى عبدة الشيطان.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك