انطلاق القمة العربية الاقتصادية في الرياض

خليجي

الأمير: هناك كارثة تحدث بسوريا ويجب التحرك لوقفها، والرئيس المصري: تلبية مصالح العرب تأتي من خلال التنمية المستدامة

1940 مشاهدات 0

سمو أمير البلاد خلال لقاء الرئيس المصري بالرياض

ألقى حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه كلمة في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة المنعقدة في الرياض اليوم الاثنين الموافق 21 يناير 2013 وفيما يلي نصها ..

   بسم الله الرحمن الرحيم
   الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
   خادم الحرمين الشريفين الأخ الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود
   رئيس القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة ،،،
   صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية الشقيقة.
   أَصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربية الشقيقة ،،،
   معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية ،،،
   أَصحاب المعالي والسعادة ،،،

   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
   يسرني بداية أن أتقدم لأخي خادم الحرمين الشريفين وإلى حكومة وشعب المملكة العربية السعودية الشقيقة بجزيلِ الشكر وعظيم الامتنان على ما أحاطونا به من حسن استقبال وكرم ضِيافة واعداد متميز لهذا اللقاءِ الهام مشيدا بحرص أخي خادم الحرمين الشريفين المعهود بالعمل على كل ما من شأنه تعزيز عملنا العربي المشترك وذلك بِدعوته الكريمة لعقدِ هذهِ القمة في دورتها الثالثة في بلاد الحرمين الشريفين.
   كما أشكر الشقيقة الكبرى جمهورية مصر العربية قيادة وحكومة وشعبا على دورها ومتابعتها في تنفيذِ قرارات القمتين الأولى والثانية والذي يأتي انسجاما ودورها الرائد في العمل العربي المشترك.
   لقد استمعنا باهتمام بالغ الى كلمة أخي خادم الحرمين الشريفين والمبادرة الكريمة لجلالته بزيادة رأس مال المؤسسات التنموية العربية ونعرب عن دعمنا وتأييدنا لهذه المبادرة لما ستسهم فيه من تفعيل دور هذه المؤسسات التنموية الهامة.

   أَصحاب الجلالة والفخامة والسمو ،،،
   أَجد لزاما علي وأنا أستهل كلمتي هذه أَن أُشير بِكل الأسى والأَلم الى المأساة الانسانية التي يتعرض لها أشقاؤنا في سوريا فآلة القتل والدمار لازالت مستمرة في حصد آلاف الأرواح وتدمير كل ما حولها دون تِمييز ولم تحقق جهودنا وعلى كافة المستويات ما نهدف اليه من اطفاء لهيب الأزمة المشتعلة في سوريا لعدم تجاوب النظام مع كافة المبادرات على المستويين الإقليمي والدولي.
   ان هول الكارثة يستوجِب التحرك منَا وبشكل جماعي في اطارِ جهد دولي لنوفر الأموال اللازمة والكوادر البشرية المؤهلة لتخفيف معاناتهم الانسانية. وادراكا من بلادنا لحجم هذه المأساة الانسانية وشدة وطأَتها على أبناء الشعب السوري الشقيق في الداخل والخارج فقد استجابت بلادي الكويت لمبادرة الأمين العام للأمم المتحدة بعقد مؤتمر دولي للمانحين لدعم الوضعِ الانساني للشعبِ السوري وذلك في الثلاثين من شهر يناير الجاري بدولة الكويت وأَدعو من هذا المنبر كافة الدول المانحة للمساهمة الفعالة في هذا المؤتمر والمساعدة على توفير الموارد المالية المستهدفة لمواجهة احتياجات الأشقاء.

   أَصحاب الجلالة والفخامة والسمو ،،،
 نجدد التهنئة لأنفسنا وللأشقاء في فلسطين حصولهم على صفة مراقب في الأمم المتحدة وهو النجاح الذي تحقق بسبب عدالة القضية مؤكدين بهذا الصدد أهمية توحيد الأطراف الفلسطينية لصفوفها ووضع خلافاتها جانبا.
   ان الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي يواجهها أبناء الشعب الفلسطيني نتيجة الممارسات الاسرائيلية التعسفية تحتم علينا ونحن في محفل نسعى من خلاله الى الارتقاء بالأوضاعِ التنموية لعالمنا العربي الالتفات لأشقائنا في فلسطين لنسارع في تقديم الدعم اللازم لهم لتمكينهم من مواجهة تحديات المرحلة الراهنة.

   أَصحاب الجلالة والفخامة والسمو ،،،
   منذُ قمتنا الاقتصادية الأولى ونحن نؤكد على أَن عملنا المشترك ينبغي له أن ينأى بعيدا عن أي تأثيرات لخلافاتنا السياسية وقد تأكد لنا صواب هذا النهج. ولعل استمرار عقد قممنا الاقتصادية وبانتظام يؤكد دِقة رؤية تفكيرنا بضرورة الانطلاق بهذا العمل.
   ان ما تحقق لنا عبر قمتينا السابقتين يعد انجازا نوعيا على مستوى عملنا المشترك ولكنه لازال دون مستوى الطموح المنشود مما يتوجب معه مواصلة الجهد وتجاوز العديد من العقبات التي تعيق عملنا حتى نتمكن من تَحقيق المزيدِ من الانجازات.

   أَصحاب الجلالة والفخامة والسمو ،،،
   نجتمع اليوم وأمامنا جدول أعمال حافل بالمواضيع الأساسية التي تتناول المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتي ان أُقرت فسيمثل اقرارها اسهاما بمشيئة الله في الوصول الى غاياتنا وأَهدافنا لما فيه الخير لأوطاننا ورفاه شعوبنا ورفعة منطقتنا.

   أَصحاب الجلالة والفخامة والسمو ،،،
   ان أَعمال قمتنا الاقتصادية الثالثة تنعقد في ظل متغيرات سياسية وأزمة اقتصادية عالمية لازال العالم بأسره يعاني آثارها ومعالجة مسبباتها واننا مدعوون لمضاعفة الجهود والتعاون المشترك في التركيز على مجالِ العملِ التنمويِ والاقتصاديِ والاجتماعيِ والتنسيقِ ببرامِجنا وسياساتنا الاقتصادية والماليةِ وسَن القوانينِ والتشريعات اللازمة لتحفيز التجارة البينية وتشجيع وحماية الاستثمار وتيسير حركة رؤوس الأموال وتشييد البنى التحتية المشتركة للمساهمة في خلق اقتصاديات قوية ومتينة توفر فُرص العمل المنتج لأبناء أُمتنا وتكون قادرة على مواجهة تحديات المستقبل. كما أننا نؤمن بدور القطاع الخاص كشريك أساسي في التنمية ودعم العمل العربي المشترك الأمر الذي يتطلب توفير الدعم الكامل له.

   أَصحاب الجلالة والفخامة والسمو ،،،
   أَطلقت بِلادي الكويت مبادرتها الخاصة بانشاء صندوق لدعمِ مشاريعِ القطاع الخاص الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي وبفضل من الله تعالى وبدعمِكم السخِي فقد تم تفعيل ذلك الصندوق وتوفيرِ ما يناهز الستين بالمائة مِن رأسماله البالغ ملياري دولار من خلالِ مساهمة خمس عَشرة دولة حتى الآن في دلالة واضحة على رغبتنا المشتركة وعزيمتنا الصادقة في تعزيزِ عملنا العمل العربي المشترك وتوفير الدعم للمشاريعِ الصغيرة التي يضطَلِع بها قطاع الشباب في وطننا العربي حيث باشر الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي وفي اطار حساب تلك المبادرة عملياته الاقراضية وبَلَغَ مَجموع القروضِ التي خَصصها الصندوق مائتين وخمسة وأربعين مليون دولار. ونود أن نَدعو في هذه القِّمة باقي الدول العربية الى الانضمام الى هذا المشروع العربي الحيوي حتى يستكمل أهدافه المرجوة.
   وفي الختامِ لا يسعني الا أَن أُكرر الشُكر الى أَخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله والى حكومة وشعب المملكة العربية السعودية الشقيقة كما أَشكر معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد نبيل العربي والأُمناء العاميين المساعدين وجهاز الأمانة العامة على ما قَدموه من جهد لانجاحِ أعمال قمتنا هذه متضرعا الى الباري عَز وَجل أن يوفقنا لما فيه خَير وصلاح أُمتنا وما يلبي تطلُعات شعوبنا.
   والسلام عليكم ورحمة الله بركاته ،،،

وبدأت اليوم الاثنين أعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة في الرياض بمشاركة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه الذي يترأس وفد دولة الكويت المرافق لسموه.
وقد غاب عن القمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وأناب عنه في افتتاح أعمال القمة ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وتتصدر قضايا الاستثمار والطاقة المتجددة وأهداف الألفية الانمائية والأمراض غير المعدية والشباب جدول أعمال هذه القمة.
يذكر ان القمة الحالية هي الثالثة التي تقام بعد قمتي الكويت 2009 وشرم الشيخ 2011 وتشارك بها 21 دولة عربية.

ومن جانبه قال الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي ان نيل الأمة العربية قدرها الذي تستحقه بين أمم العالم والذي انتظرته طويلا مرهون بتحقيق بالعمل العربي التنموي الاقتصادي المشترك.
واضاف الرئيس مرسي في كلمته أمام اجتماع القادة العرب في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي بدأت أعمالها اليوم في الرياض ان تلبية مصالح المواطنين العرب لا تكون الا من خلال استغلال الفرص المتاحة والسعي نحو التنمية المستدامة.
واوضح ان الفرص التي يتيحها العمل الاقتصادي المشترك لا تنحصر في تحقيق الرفاهية للمواطنين وتحسين مكانة الدول العربية على الصعيد الدولي فحسب بل يؤكد هوية الاقليم العربي.
ودعا الى اطلاق مبادرة عربية لمتابعة قضية مفاوضات وتحقيق التنمية المستدامة والسعي لتنسيق المواقف العربية من خلال تشكيل مجموعة مفاوضين عرب ومجلس وزاري عربي للتنمية المستدامة على ان يعقد اجتماعاته بصفة منتظمة عند انعقاد القمم العربية التنموية.
واشار الى ان القمة التنموية العربية تعد اضافة الى رصيد العمل العربي المشترك وتعزيز لقوة المركز العربي في دفاعها عن قضاياها وامنها وتحقيق مصالحها.
وبين ان تبني الامة العربية لعقد سلسلة قمم تنموية اقتصادية واجتماعية ينم عن 'ادراكها المتزايد لاهمية دفع التعاون وتوثيقه فيما بينها في هذه المجالات ويشير ايضا الى تقديرها لمحدودية النتائج التي تحققت مسبقا'.
وأشاد بما تحقق خلال الدورتين السابقتين للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في الكويت وشرم الشيخ على مستوى البرامج والمشروعات لاسيما مبادرة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت بشأن الموارد المالية اللازمة لدعم وتمويل مشروعات القطاع الخاص الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي.
وشدد على أهمية الدورة الحالية من خلال ما تضمنته بنودها المطروحة من موضوعات تتعلق بالشق الاقتصادي مثل الاستثمار والطاقة والاهداف الالفية الانمائية علاوة على الشق الاجتماعي المتعلق بالحد من البطالة والفقر والارتقاء بمستويات التعليم والرعاية الصحية.
واضاف انه من المهم أيضا ان تتولى القمة الحالية 'صياغة الخطوط الارشادية وتنسيق السياسات الاقتصادية الكفيلة بتوجيه الجهود على نحو يقودنا في خلال مدة زمنية محددة الى مزيد من التكامل والتعاون في الاطار الاقتصادي حتى يرتقي العمل العربي المشترك الى النحو المنشود'.
وذكر ان الدول العربية تجمعها مقومات مشتركة كاللغة والتاريخ والدين والجغرافيا والثقافة فضلا عن الاهداف المشتركة.
واوضح ان مسيرة العمل العربي المشترك في المجال الاقتصادي التي بدأت في منتصف القرن الماضي شهدت انتشارا واسعا للمؤسسات التنموية وتوقيع عدد من الاتفاقيات المشتركة 'لكن هذه المسيرة لم تحقق ما نصبو اليه'.
وافاد بأنه لتحقيق ما تتطلع اليه شعوب المنطقة العربية لابد من وجود ارادة سياسية ترغب بذلك ووضع برامج زمنية محددة ضمن رؤية شاملة مع وجود آليات واضحة يتفق عليها للتنفيذ وقابلة دائما للمراجعة.
وحدد الرئيس المصري ابرز التحديات الاقتصادية والاجتماعية المشتركة التي تواجهها الدول العربية متمثلة في كيفية التعامل مع الاثار السلبية للعولمة والمنافسة القوية للصادرات الاقل تكلفة وتراجع الاعتماد على القاعدة الوطنية للبحث العلمى والتكنولوجيا الحديثة.
وذكر من المعوقات أيضا ضعف حركة البحث العلمي في الدول العربية واتساع الفجوة المعرفية بين العالم والدول العربية وضعف حركة براءات الاختراع.
وأكد ضرورة التنسيق لمواجهة الاضطرابات المالية والتقادمات في اسعار صرف العملات.
وشدد على ضرورة التصدي لمشكلة البطالة المرتفعة خاصة بين الشباب العربي مقارنة بدول اخرى في العالم في ظل عدم تمكن الشباب من ممارسة كامل حقوقه المدنية 'مما ولد لديه مشاعر الاحباط'.
وطالب برفع نوعية التعليم وتوثيق صلة الحركة العلمية في المجتمع والتدريب والتأهيل الى جانب تجاوز اشكالية وضع المراة في المجتمع ودورها في التنمية بحيث يتسنى اضافة جهودها الى عملية التنمية.
وبين أهمية توفير الموارد المائية اللازمة لدعم النمو وتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان لاسيما في ظل الحاجة الملحة لانتاج الغذاء محليا وسد الفجوة الغذائية.
واضاف انه لتحقيق ذلك الهدف يتعين علينا الاهتمام بالاستغلال الامثل للمياه الجوفية ومياه الامطار وانشاء السدود وتحلية مياه البحر واستخدام الوسائل الحديثة في الزراعة والري.
ودعا الرئيس مرسي في ختام كلمته الى تفعيل الآليات العربية لمساعدة دول المنطقة وفي مقدمتها الآليات التي يتخذها صندوق النقد العربي.
كما دعا الى وقف نزيف الدم السوري والمساهمة في ايجاد حل للشعب السوري الشقيق ليعيش وينعم بحياة كريمة.
وعارض الرئيس مرسي التدخل العسكري في مالي مؤيدا الجهود السلمية لحل أزمات العمق الافريقي

الآن- كونا

تعليقات

اكتب تعليقك