الأخبار عن مشاريع الكهرباء والماء 'إبر تخدير'.. هذا ما يراه الفيروز

زاوية الكتاب

كتب 1109 مشاهدات 0


الراي

إطلالة  /  متى تنتهي الكويت من مشكلة قطع الكهرباء؟

علي محمد الفيروز

 

لا أعرف ما يدور خلف الكواليس من مشكلات وعراقيل تصيب جذور البنية التحتية في الدولة وتعيق تطورها وازدهارها، ولا أعرف إن كانت العيب من مسؤولينا في قطاعات الدولة أم من أصحاب القرار حتى بتنا نرى جميع أمورنا ترجع الى الخلف بدلاً من أن تكون في أول الصفوف بين الدول المتحضرة والمتطورة...
لقد تفاجأنا بتصريح وزير الكهرباء والماء المهندس عبدالعزيز الابراهيم الذي حذر فيه كافة المستهلكين من زيادة الاستهلاك للكهرباء خلال الصيف المقبل والا ستضطر الوزارة لقطع التيار عن البعض وفق نظام القطع المبرمج ومن ثم لا تضطر الى القطع عن عموم المستهلكين.
ومن هنا علينا أن ندرك بأن الأمر فيه «علة» ونريد أن نعرف أين مكامن الخلل، وليس الأمر مقتصراً على ضرورة وجود وعي لدى عموم المستهلكين، أو كيفية التمكن من السيطرة الكاملة على التعامل مع الانتاج او الاستهلاك وإنما كيف طالت فترة حل مشكلة قطع الكهرباء الى هذا الحد؟ والى متى سنعاني من نظام القطع المبرمج خلال فترة الصيف بالذات؟، ولماذا يتحدث مسؤولو وزارة الكهرباء والماء عن قضية الترشيد الى الآن؟ وهل يعقل أن تكون الوزارة غير مستعدة لمواجهة ارتفاع الأحمال أو حالات الطوارئ الى يومنا هذا؟
إن قضية ترشيد الطاقة لتقليل استهلاك الكهرباء أصبحت قضية مستهلكة وغير جادة نظراً لتكرارها على مدى أعوام من دون طرح بدائل أو ايجاد حلول جذرية لهذه المشكلة وكأننا أمام جرس إنذار قد مللنا من سماعه!! وبالتالي بدلاً من تكرار جملة الترشيد علينا جميعاً أن نضع حداً لهذه المشكلة الأزلية قبل أن ينفد صبر المواطنين والمقيمين، واسطوانة القطع المبرمج للكهرباء في فترة الصيف قد صدّعت رؤوسنا في وقت نكون فيه في أشد الحاجة للتقليل من حرارة الجو القاسية علينا والتي تصل الى 58 درجة مئوية، فكيف لا ينظر هؤلاء المسؤولون في هذا الجانب الإنساني؟!!
نحن نعلم تماماً ما يحدث من استهلاك كبير للكهرباء في فصل الصيف حيث تعاني الدولة من ارتفاع نسبة الأحمال والضغط المستمر على المحولات سنوياً ولكن السؤال هنا الى متى والدولة تعاني من مشكلة الزيادة في الأحمال؟ ألا تستطيع الدولة أن تنشأ المزيد من محطات توليد الطاقة الكهربائية؟، وهل يعقل أن يعاني المواطن والمقيم من المشكلة نفسها بعد كل هذه السنوات؟ نريد طمأنة السيد الوزير أن الوعي زائد عند غالبية المستهلكين، ولكن أنتم من ينقصكم زيادة الوعي في كيفية سيطرة الوزارة على مشكلة القطع في فصل الصيف والعمل على إيجاد بدائل سريعة لها، فهل يعقل كلما أتى وزير للكهرباء أعاد نفس الموضوع ونفس الرسالة ونفس النصيحة وكأننا في مدرسة؟، حقاً انه شيء غريب أن يحدث هذا في دولة نجد فيها كل الطاقات والإمكانات والوفرة المالية العالية، فلماذا كل هذا التأخير في عملية الإنجاز، هل مشروع محطة الزور الشمالية الذي سينتهي في سنة 2014، سيكون قادراً على حل مشكلات الأحمال وزيادتها طبقاً لكثافة السكان والتوسع العمراني في المستقبل، أم ما هي إلا مجرد أقاويل سنوية...!
كما سمعنا أيضاً عن أن هناك عقداً جديداً لصيانة التوربينات الغازية الجديدة بمحطة الزور الجنوبية لتوليد القوى الكهربائية وتقطير المياه بكلفة مالية عالية حيث يهدف المشروع للقيام بأعمال الصيانة الجذرية والجزئية لوحدات التوربينات الغازية وتزويد قطع الغيار والمواد الاستهلاكية نتمنى من خلالها أن يكون المشروع ناجحاً على ألا يتوقف مستقبلاً لأننا حقاً سئمنا من سماع الأخبار عن مشاريع الكهرباء والماء ولا نرى إنجازاً على أرض الواقع أي ما هي إلا «إبر تخدير»!!
وعلى ضوء ما سبق نريد أن نبين هنا أن إدارة العلاقات العامة في وزارة الكهرباء والماء ليست بحاجة الى رصد أموال طائلة تصل الى ثلاثة ملايين دينار وأكثر لإطلاق «حملة ترشيد» في جميع أجزاء البلاد من خلال توزيع بروشورات بعدة لغات لتتضمن نصائح توعوية وإنما بحاجة ماسة الى ان تفي الوزارة بوعودها التي تطلقها على المواطنين والمقيمين في كل عام.
فيا وزارة الكهرباء، ارحمونا من التصاريح النارية التي تؤثر على نفسيات المستهلكين، نحن بحاجة الى الكهرباء خصوصاً في فصل الصيف وفي الوقت نفسه نشيد بالخطوة الايجابية للوزارة على قيام مفتشيها بجولات ميدانية تفقدية لرصد أماكن الهدر والاسراف في الكهرباء والماء لتنبيه أصحابها ونشكر الوزير الابراهيم على حرصه ومتابعته هذا الأمر شخصياً.
تقارير عالمية متعددة تصدر عن الكويت وآخرها تم فيها تصنيف دولة الكويت ضمن الدول الفقيرة مائياً بما أنها منطقة صحراوية تعتمد على أجهزة لانتاج طاقتها وبالتالي يمكن لها التعرض لأي مخاطر مستقبلية.
والسؤال هنا: ماذا أعدت الكويت من بدائل للطاقة في حال تعرضها لأي خطر في المستقبل، وهل اتخذت الحكومة تدابير احتياطية لحفظ الطاقة، من النضوب وفقاً لما جاء بالتقرير العالمي الأخير؟!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك