باي. باي. نفط الخليج: بقلم كامل الحرمى

الاقتصاد الآن

765 مشاهدات 0


هذه هي الجملة الدارجة حاليا في الأوساط النفطية بالولايات المتحدة الأمريكية، وفي ولايتي 'نورث داكوتا' و 'تكساس' تحديدا، مع انخفاض معدل استيراد النفط المكافئ العالمي  ليصل إلى أدنى مستوى له وهو 6 ملايين برميل، بعدما وصل إلى أعلى مستوى عند 12 مليون برميل في اليوم مع نهاية عام 2008 ، وهو أدنى مستوى منذ أكثر من 25 عاما، وهي بداية مرحلة استغناء أمريكا عن نفوط العالم و بداية مرحلة الاكتفاء الذاتي، ثم مرحلة تصدير النفط الى الخارج بعد تقريبا 10 سنوات من الآن.

هي مناسبة أمريكية سعيدة لهم وأبرزها بأن المنطقة الخليج لم تعد ضمن أولوياتهم الإستراتيجية الأمنية، ولم يعد النفط الخليجي عنصر مهم، ولم يعد يمثل أي مخاوف اقتصادية لهم، سواء بالتموين اليومي أو في تقلبات أسعار النفط، حيث ستتجنب هذه العوامل التي تؤثر في حياتهم اليومية، أو مخاوف من وقف وقطع الإمدادات النفطية، لتصبح الآن أمريكا محمية من جميع هذه المخاطر، وتعيش مطمئنة بمواردها الذاتية .

مايهمنا الآن ليس فقط الاعتماد والتركيز على الأسواق الآسيوية في الصين والهند و كوريا، لكن الخوف هو من انخفاض في معدل أسعار النفط  أمام التحديات القادمة من دول أمريكا الشمالية من النفط الصخري، هذا هو الذي سيكون مصدر الخوف و الأرق المستقبلي.

وواقع الأمر أن أسعار النفط بالأسواق الأمريكية ستنخفض وستقل عن بقية أسعار نفوط العالم  بداية من العام الحالي، وهذا يمثل واقع مر جديد مع رفض الكونجرس و الحكومة الأمريكية تصدير أي انتاج محلي الى الخارج، الا أن من المحتمل أن يتم تصدير الغاز الصخري الى الخارج خلال الأربع سنوات القادمة، اذا ما تمكنت من تثبيت استمرار انتاج واستخراج الغاز الصخري بنفس المعدلات الحالية أو أكثر.  وتتوقع الأوساط النفطية الأمريكية بأن تنخفض أسعار النفط   الى مادون 100 دولار عالميا، ومن المتوقع أن يصل معدل سعر النفط الأمريكي محليا مادون ال 90 دولار، مما سينعكس لاحقا على أسعار النفوط العالمية، عن طريق  تحكم الولايات المتحدة في أسعار النفط، أو التأثير عليها بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وحتى باستعمال واستغلال القنوات الدولية للتأثير، وعلى إجبار خفض الأسعار ومقارنتها بأسعار نفوطهم  المحلية المنافسة، خاصة وأن معدل إنتاج النفط المحلي في تزايد، ومن المتوقع أن يصل الى أكثر من 8 ملايين برميل مع نهاية العام القادم و بزيادة 3 ملايين خلال ال 4 سنوات الماضية، في حين  انخفض معدل استهلاك النفط  من أعلى معدل من 21 مليون في عام 2007 الي 19 مليون في العام الماضي . والإتجاه العام سيكون في مواصلة خفض معدل الإستهلاك في السنوات القادمة وزيادة الإعتماد على الغاز المحلي الرخيص، وستستغل الحكومة الأمريكية ضعف أسعار الطاقة لصالح مصانعها وزيادة انتاجيتها وفي زيادة منافستها الخارجية بقطاعات النفط والبتروكيماويات والحديد والصلب  وصناعاتها الأخرى، وضعف أسعار النفط والغاز لن يصب ولن يكون في صالح المستهلك العادي بزيادة الدعم،  لكن ومن المؤكد أن يصب في صالح الصناعات الأمريكية المختلفة بزيادة الأداة و الانتاجية والمنافسة العالمية وزيادة فرص العمل وخلق الوظائف الجديدة.

هي رسالة واستراتيجية واضحة المعالم والأسس وضعتها الادارة الأمريكية مع تزايد انتاج النفط والغاز والبدائل الأخرى المختلفة في سبيل غرض وحيد، ألا وهو الإعتماد الذاتي القومي .

الخوف أو التهديد الحقيقي الذي سيواجهننا ليس فقط عدم اعتماد أمريكا على نفط الخليج، لكن سيكون من ضعف أسعار النفط مستقبلا، والمنافسة التي ستأتينا من امريكا و من كندا ومع دخول النفط الرملي في المعادلة، حيث سيباع النفط مابين 50 الى 80 دولار دولار للبرميل، وهذه كارثة أو أزمة خليجية أخرى، مما يعني أننا لن نستطيع أن نعيش، أو نتعايش مع هذا المعدل السعري الضعيف، وجميع دولنا تعتمد على نطاق سعري مابين 85 الى 90 دولار للبرميل في حياتنا اليومية، وكيف ان نستطيع ان ننفق وان نعيش على ميزانية بقيمة 50 دولارو اقل من 90 ، وماذا علينا أن نفعل.

لقد نادينا بخفض وضغط المصاريف وعدم التوجه الى تضخيم الميزانية، ونادينا بخفض الدعم المالي السنوي، وماحاجتنا إلى 20 مليار دينار وأكثر من دون إنتاجية، ومن دون عائد مالي أو بشري، وهل من خطة طوارئ، وهل من تنسيق مع بقية أعضاء دول مجلس التعاون أو مع منظمة 'أوبك'، أم أنها 'تهويشة' ومؤامرة أمريكية؟ وما علينا منهم.

الان -ووكالات

تعليقات

اكتب تعليقك