كلفة تأخر الحكم ببطلان الصوت الواحد ستكون باهظة جداً.. بدر البحر متوقعاً

زاوية الكتاب

كتب 979 مشاهدات 0


القبس

زاوية حادة  /  بل نستورد من الأردن فكرة 'رئيس شعبي'

بدر خالد البحر

 

تقدَّم أدولف هتلر إلى أكاديمية الفنون الجميلة في فيينا مرتين وتم رفضه، فدفعه طموحه وفقره إلى الانتساب إلى الجيش فأصبح أكبر دكتاتور في التاريخ، ولذلك، فإن على البشرية أن تحمد الله أن كريستيان ديور، الذي يصادف غداً يوم ميلاده منذ مائة وسبعة أعوام، قد خالف رغبة عائلته بأن يكون سياسياً بعد أن أدخلوه مدرسة العلوم السياسية، ولكنه تحول إلى الفن والأزياء ليؤسس واحدة من أكبر دور الأزياء في العالم، فلو انخرط بالسياسة لصار دكتاتوراً فرنسياً كهتلر وموسوليني. لذا، فنحن نقترح إنشاء أكاديمية للفنون نجمع فيها المجانين والسياسيين الذين رشوا وارتشوا كي نغل أيديهم عن الفساد لتسلم البلاد والعباد.

* * *

يصادف اليوم العشرون من يناير من عام 1962 ذكرى قيام أمير دولة الكويت، آنذاك الشيخ عبدالله السالم الصباح، رحمه الله، بافتتاح أولى جلسات المجلس التأسيسي المنتخب الذي كلّف لوضع أول دستور للبلاد، والذي قدم أعضاؤه في الحادي والعشرين من نوفمبر من العام نفسه مشروع الدستور لعبدالله السالم، فصادق عليه.

إن المراقبين لا يختلفون على أن مشاهد وفصول مسرحية جلسات مجلس الأمة الحالي صارت مثيرة للغثيان، وأن كلفة تأخر صدور حكم ببطلان الصوت الواحد ستكون باهظة جداً، وتنذر بفوضى عارمة، أحد أشكالها حق المعارضة الذي لا ينازعها عليه أحد في الاحتكام إلى المؤسسات الدولية بعد أن أفرطت الحكومة في انتهاك القانون وكبحت الحريات لاستعادة هيبتها، غير عابئة لما ستؤول إليه الأمور إذا انهارت الدولة.

لا ندري إن كان الكويتيون يتابعون ما يجري في الأردن، فإخواننا هناك يتعرضون لما تعرضنا إليه بتغيير نظام التصويت إلى الصوت الواحد، والذين ننصحهم باختيار طريق أقل تكلفة مما اختاره الشعب الكويتي، ننصحهم بعدم المقاطعة والمشاركة في الانتخابات، حتى يستطيعوا إبطال نظام الانتخابات من داخل البرلمان، فالأردن أضعف منا اقتصادياً وسيكون إطالة أمد النزاع مع السلطة ذا آثار معيشية سلبية على المواطن الأردني.

نحن لا نعلم ما حقيقة الرابط بين السلطتين في الكويت والأردن! هل هي صدفة؟ فإنه ثمة علاقة نجهلها فيما يحدث داخل البلدين، فكلا الشعبين يعاني الآن من قيام سلطتيه بقمع المعارضة، ومما وجدناه ذا علاقة بين هذين البلدين، أيضاً، هو ما قرأناه في تاريخ الثلاثينات من القرن الماضي، أنه عندما أراد الكويتيون إقرار الدستور الذي وضعوه وأسموه «القانون الأساسي الكويتي» أصرّت السلطة، آنذاك، على استبداله بدستور شرق الأردن، لأنه يمنحها سلطات أوسع، ما عمق هوة الخلاف وتسبب في حل المجلس التشريعي الثاني.

إن على السلطة ألا تستورد فكرة مرسوم الصوت الواحد من المملكة الأردنية الهاشمية، بل أن تستورد من الأردن فكرة نحن أحوج ما نكون إليها لإنقاذ البلاد، وهي رئيس وزراء شعبي.

* * *

• إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك