مشرف عقاب محذراً: إقحام الفتاوى في الأمور المالية للدولة خطر جدا
زاوية الكتابكتب يناير 18, 2013, 12:12 ص 842 مشاهدات 0
الشاهد
إعادة جدولة الديون
مشرف عقاب
يجب حل هذه المشكلة التي لها فترة طويلة بين الشد والجذب بين الحكومة والمجالس السابقة، يجب انهاء معانات المواطنين وجدولة الديون واسقاط الفوائد.
تم اقرار الكثير من الميزانيات وكانت كبيرة وقد صرح بعض الاعضاء في المجالس السابقة بأنها ميزانيات مبالغ فيها ومهولة، نقول بما انه اقرت الميزانيات الضخمة ومن دون اي بصمات للتنمية واضحة، ما المانع ان تقوم الحكومة بشكل منفرد او بالتعاون مع المجلس الحالي بحل مشاكل المواطنين ومساعدتهم وحل مشاكلهم المالية التي بعضها مزمنة المتمثلة في جدولة القروض.
الملاحظ عندنا بالساحة السياسية الآن أن أزمة ديون المواطنين والشد والجذب الحاصل وتردد الحكومة الحاصل وقيامها برفض إسقاط الفوائد بعدة حجج منها دستورية ومنها فنية يصعب على البنك المركزي التدخل لحلها لعدم وجود أرقام دقيقة مع ان البنك يمثل الدولة وإذا كانت الدولة لا تتوافر لها أرقام محددة فهذه مصيبة، ومن الحجج عدم توافر العدالة بين المواطنين حيث هناك من لم يقترض مع ان مجلس الأمة لا يطلب شطب الديون ولكن جدولة أصل الديون وإسقاط الفوائد الربوية التي أثقلت كاهل المواطنين ومنها تنزيل القسط الشهري، ومن الحجج المهمة والخطيرة عدم شرعية إسقاط الفوائد الربوية وهذا الأمر بحد ذاته يعتبر إقحاماً الشريعة في موضوع ربوي يعتبر خطراً وعواقبه خطيرة لان الموضوع يعتبر تجارياً مع ان القانون التجاري بالكويت يعتمد على الفائدة وهي تعتبر سنام التعامل المالي داخل الكويت، فيفترض من الحكومة عدم إقحام الفتاوى الشرعية في مثل هذا الموضوع لان الحكومة سبق أن قامت بإسقاط وشطب المديونيات الصعبة ودعم البنوك الربوية وقانون الاستقرار المالي مع أن الفرق واضح بين جدولة الديون وإسقاط الديون بالكامل، ولم تطلب الحكومة أي فتاوى من المشايخ المحترمين، مع احترامنا لجميع المشايخ والدكاترة نعزهم ونجلهم، الحكومة ترفع الآن فتاوى الأفاضل وتقول ان هذه هي الحجة الدامغة، وهي ترفعها وتدفع بها بقوة لأمر في نفس يعقوب.
وقد قال - تعالى - »ومن الناس من يقول آمنا بالله و باليوم الآخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون، في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون«.
وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - »إنما اهلك الأمم التي قبلكم انهم إذا سرق فيهم القوي تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد« صدق رسول الله.
واسأل الله أن يحفظ الكويت وأهلها، عندي سؤال يطرح نفسه: ماذا يكون موقف الحكومة لو خرجت فتوى عكس توجه الحكومة وسياستها؟ هل تأخذ بها أم لا تأخذ وتكون مشكلة المشاكل، مع ان الحكومة في موضوع المواطنين ركزت على الفتاوى، في النهاية نقول ان إقحام الفتاوى في بعض الأمور المالية الواضحة غير مجد وخطر جدا وهي فوائد ربوية بالأصل .
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
إن الله يقيم الدولة العادلة وان كانت كافرة ولا يقيم الدولة الظالمة وان كانت مسلمة.
ونسأل العلي القدير أن يحفظ البلاد والعباد ويديم علينا نعمة الأمن والأمان وعلى بلدنا الحبيب المزيد من الرفق والتقدم .
تعليقات