أزمتنا في أن صوتنا أعلى من أفعالنا.. برأي رياض الصانع

زاوية الكتاب

كتب 1211 مشاهدات 0


الأنباء

مركز رياض  /  عندما صارت 'الفتونة' معياراً للكفاءة

رياض الصانع

 

انبه اخواني وزملائي أعضاء برلمان ومرشحين ونشطاء بأن أزمتنا في أن صوتنا أعلى من أفعالنا، وحناجرنا نختبرها في الصراخ وتلفيق الكلام والسجع والكناية والتشبيه، وكأننا سنفتح بلدانا أخر في كواكب بعيدة.

المجالس النيابية المنتخبة في السنوات الماضية عانى منها الشعب الكويتي، فظهر مصطلح جديد في الساحة السياسية الكويتية وهو «المأزمين»، وهو مصطلح ليس له سند في ابجديات العلوم السياسية، لكن الواقع أملاه نتيجة ما كانت تعرفه الساحة السياسية من شد وجذب، ما بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية، نتج عنه جمود التنمية في البلد، وظهور مشاكل عديدة لم يعرفها التاريخ السياسي الكويتي، كالمال السياسي والإيداعات المليونية والسب والشتم والضرب داخل قبة عبدالله السالم ثم اقتحامها، وظهور التجمعات والاعتصامات والمظاهرات ثم الاعتقالات، مما جعل المشهد السياسي، مضطربا تكسوه الضبابية وعدم الوضوح.

وبعد الانتخابات الأخيرة، التي جاءت نتيجة حكم تاريخي للمحكمة الدستورية في إطار حل مجلس الأمة السابق وتعذر انعقاد مجلس 2009 المنحل، وتوجه السلطة الى استخدام مراسيم الضرورة بتقليص الأصوات الانتخابية لكل شخص إلى صوت واحد ومقاطعة فئة كبيرة ومهمة من الشعب الكويتي للانتخابات ومنهم المعارضة، كانت نتائج الانتخابات أن أفرزت لنا المجلس الحالي والذي قالت عنه المعارضة إنه لا يعبر إلا عن نفسه، وتم تفصيله وفق مقاس الحكومة، ورغم اعتراضنا على كل ذلك، الا ان جميع من شارك في الانتخابات السابقة كان متوسما خيرا في أن يكون مجلس عطاء وإنجاز في وقت فوتنا فيه أشواطا كبيرة من التنمية، خصوصا ان المواطنين الذين صوتوا خرجوا من اجل التغيير ودفع عجلة الانجاز لأنهم سئموا من الصراعات الدونكشوتية السابقة ما بين الحكومة والمجلس، لكن دوام الحال من المحال، فقد عادت هيف لديارها، وعاد المجلس الحالي الذي ربما استفزته أقوال المعارضة أنه يتلقى أوامره من الحكومة، بالتلويح الجدي باستجواب وزير الداخلية وهو لم يكمل في عمره الشهر والنبش في قضايا ميتة لإنعاشها ومحاولة إحيائها، وكأن معيار الكفاءة النيابية هو القدرة على طرح استجوابات واستعراضها بالعضلات الكلامية، فإن لم يتم الخوف على الوضعية التي صار فيها البلد، فذلك مشكلة معقدة من أخوة أتفق عليهم الناس لتمثيلهم، فما هكذا تدار الأمور وما هكذا تمارس السياسة، وهذا يذكرني بما كتبه الشاعر والمرحوم والعبقري نزار القباني على هامش دفتر النكسة فصدح قائلا:

إذا خسرنا الحرب لا غرابة..

لأننا ندخلها..

بكل ما يملك الشرقي من مواهب الخطابة..

بالعنتريات التي ما قتلت ذبابة..

لأننا ندخلها..

بمنطق الطبلة والربابة..

وفي الختام، اتمنى من الإخوة الأفاضل المختصين بوزارة الصحة بتحليل هواء قبة عبدالله السالم، فلربما كان يحمل فيروسا معديا أسمه «الفتونة بالكلام»، وحفظ الله البلد من كل كلام ناضح لا يتبعه فعل.

والله ولي التوفيق.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك