نريد تعليماً يهدف لبناء أمة وليس لإفسادها.. حمود الحطاب متمنياً
زاوية الكتابكتب يناير 14, 2013, 12:22 ص 698 مشاهدات 0
السياسة
جمعية الشفافية: التعليم في خطر
د. حمود الحطاب
في وسط زحمة الحياة واكتظاظها بالأحداث الجسام المتلاحقة يفرض التعليم نفسه على تلك الساحات البشرية المتلاطمة بكل ما فيها من الغليان.
جمعية الشفافية الكويتية تصدر كتبا سنوية بعنوان 'كتاب ضد الفساد' بتشديد التاء, وجاء عنوان كتابها السنوي هذا العام تحت عنوان مؤلم للجميع هو : 'التعليم في خطر' كتبت فيه مجموعة من الخبراء, وتفضل أصحاب جمعية الشفافية بإعطائي الفرصة أن أكون أحد كتاب هذا الكتاب, وأن أكون من الكتاب الذين يكتبون ضد الفساد, وقد سجلت في هذا الكتاب موضوعا حول: السلبيات التي يواجهها العمل التربوي في وزارة التربية وحلول مقترحة لعلاجها.
لقد اخترت الزميل الاستاذ الدكتور بدر العمر من بين مجموعة من الذين كتبوا عن الخطر الذي يواجه التعليم , حيث عنوانه المثير غير المتوقع :' نحو تعليم لإفساد الأمة' حقا إنه عنوان غريب ورهيب في الوقت نفسه!
تعليم يهدف إلى تدمير الأمة وتحطيمها وهو ما ذكر من دعاء' اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع' ولو كان فقط لا ينفع ربما يكون :ولا يضر أيضا, أو يكون ضرره لا يتعدى بضعة أفراد, أما عنوان أخي الدكتور بدر فهو 'تعليم يهدف إلى إفساد الأمة' فأي تعليم هذا ؟ وأي إجرام بهذا التعليم حين يكون الهدف منه إفساد الأمة ومن المسؤول عن هذا التعليم ومن وضعه ووصفه؟
إذا كان تعلم السحر, وهو علم من العلوم قد حرم لما يقع منه من الإضرار بالغير, وضرره فردي نسبيا, وحكم الساحر في الإسلام :أنه كافر, وعقوبته من قبل الحكومة القتل, فما بالكم بتعليم يشمل كل طفل وطفلة وشاب وفتاة, تعليم يشمل الأمة كلها, تعليم يهدف إلى إفساد الأمة؟
أوجه هذا الانتاج الثقافي العلمي الفكري الذي جهدت واجتهدت فيه مشكورة جمعية الشفافية, أوجه إلى أخي وزميلي التعليمي الدكتور الحجرف وزير التربية ليطلع وبدقة على ما جاء من بحوث وآراء في هذا الكتاب الذي حمل اسم 'التعليم في خطر 'رغم تعدد موضوعات الكتاب وتنوعها ,وكلها موجهة الى محاربة الفساد. لعله يجد فيه مدخلا نحو التفكير بإعادة تأسيس العمل التربوي وفق خطى وأسس علمية موضوعية مدروسة تهدف إلى بناء تعليم آني وليس مستقبليا كما هي الخرافة القائلة بالتعليم المستقبلي. تعليم يهدف لبناء أمة وليس لإفسادها.
سأحاول لاحقا, إن شاء الله, تسليط الضوء على ما كتبه الزميل العمر في عنوانه المثير حقا, وكذلك بعض ما كُتب حول الشأن التعليمي الذي قال عنه العمر :'إن الأمم تختلف في أهمية أشياء كثيرة تهم حياتها,في الشأن الاقتصادي أو العسكري, ونحو ذلك ,ولكنها تتفق على أهمية التعليم في بناء مستقبلها ؟' فكيف بالتعليم نفسد به الأمة؟
إلى اللقاء
تعليقات