هل تعود أيام السجن؟!.. محمد الجاسم متسائلاً
زاوية الكتابكتب يناير 13, 2013, 12:24 ص 1388 مشاهدات 0
الكويتية
الميزان / أيام السجن.. هل تعود؟
محمد عبد القادر الجاسم
مع عودة منهج الملاحقات السياسية من جديد، وملاحقة الشباب والنواب، كنت أنتظر متى يحين دوري. وفي يوم الأربعاء الماضي تم إبلاغي بأن هناك قضية «أمن دولة» مقيدة ضدي، وأنني مطلوب للتحقيق في النيابة العامة يوم الثلاثاء.
ومن الطبيعي أن تتداعى الأفكار والذكريات أيضا، فأنا كنت قد خرجت من السجن آخر مرة بتاريخ 24 يناير 2011، ويبدو أنني قد أعود إليه مجددا. وكنت قد كتبت عن أيام السجن في كتاب تم منعه من التداول في الكويت، ومما ذكرت في الكتاب عن أيام السجن:
«في السجن، الأيام تتشابه.. تماماً كما هي خارجه، فما إن تشعر بالاستقرار، حتى تبدأ حياتك هناك في الانتظام، وفق روتين محدد. قد يظن من لم يجرب الحياة في السجن، أن خيارات السجين محدودة.. هذا غير صحيح، ففي السجن تقرأ الصحف.. تشاهد التلفزيون.. تلعب الورق.. تثرثر مع الآخرين.. تضحك وتفرح وتحزن.. تفكر وتتأمل.. تأكل وتنام.. تكسب الأصدقاء والخصوم أيضاً. حتى الممنوعات متاحة!
الفارق الجوهري بين الحياة في السجن والحياة خارجه يكمن في الإحساس الداخلي.. الشعور. بالطبع، هناك أشياء كثيرة تنقصك في السجن، لكن إذا تعلمت كيف تتجاهل حاجتك لما ينقصك، فإنك تصبح حراً، سواء كنت في السجن أو خارجه. فحين تكثف التفكير في ما ينقصك وتلح في الحصول عليه، فإنك تصبح سجيناً لهذا النقص، لذلك، ما إن تنخرط في حياة السجن وتتوقف عن التفكير في أنك مسجون، حتى يتلاشى إحساسك بالسجن، على الرغم من وجودك في زنزانة.. هذه هي تجربتي الشخصية، فقد تأقلمت سريعاً مع حياة السجون.
بالطبع، لكل سجين تجربته الخاصة، وأنا هنا أتحدث عن السجن من واقع تجربتي الشخصية، وهي تجربة تحتوي العديد من عناصر الاختلاف عن تجارب غيري، سواء من تم سجنهم في قضايا جنائية عادية أو قضايا ذات طابع سياسي..».
إن تجاربي السابقة في السجن تسهل علي الدخول إليه مجددا!
تعليقات