وائل الحساوي محذراً: النار إذا اشتعلت ستحرق الجميع!
زاوية الكتابكتب يناير 10, 2013, 12:26 ص 1048 مشاهدات 0
الراي
نسمات / متى كان الخلاف رحمة؟
د. وائل الحساوي
هنالك حديث مكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم يقولك (اختلاف أمتي رحمة)، والحقيقة التي بينّها العلماء هي ان الخلاف شر لا رحمة، وهل مزق أمتنا الاسلامية منذ عصر التاريخ إلا الخلاف؟!
بالطبع فإن هنالك فرقا بين الاختلاف والخلاف، فلا توجد حياة إنسانية تخلو من الاختلاف والتنوع، ولكن متى ما تحول ذلك الاختلاف الى خلاف ثم الى شقاق ثم الى عراك فإن النتيجة الحتمية ستكون تمزق وحدة الصف والانشغال بالمعارك الداخلية عن الأمور المهمة.
ما يحزنني اننا في الكويت وإن كنا مبتدئين على العمل السياسي والعمل البرلماني إلا اننا تفاعلنا مع الاختلاف يتحول سريعا الى خلاف ثم الى شقاق ثم عراك وانشقاقات في صفوف التجمعات العريقة وتبادل للاتهامات وتخوين، وهذا لا يقتصر على فئة دون الفئة الاخرى او تيار دون التيار الآخر.
وللأسف ان هنالك أطرافا قد ساهمت وتساهم في توسيع شقة الخلاف وزيادة الهوة بين الأطراف المختلفة، ولسان حالها يقول: (فرّق تسد) وما علمت بأن النار اذا اشتعلت فإنها ستحرق الجميع، وللأسف ان الكثير من العقلاء قد انطلت عليهم تلك الخدعة وراحوا يرددون عبارات تزيد من الشقاق وتفرق الصفوف دون ان ينتبهوا الى خطورتها، بل وقد تعجبت من مواقف أشخاص وشخصيات لها مكانتها في البلد فيما تساهم في إشعال الفتنة عبر وسائل الاعلام و«التويتر» و«الفيس بوك» وتتعمد شتم وإهانة الجميع لاسيما رفاق الأمس الذين كانوا أقرب اليهم من الجميع، ولو سألت أحدهم عن المصلحة من التجريح بإخوانه بسبب خلاف في وجهات النظر كان يمكن احتواؤه بسهولة وتجنب آثاره، لما وجدت عنده جوابا!!
لا أعتقد بأن اللوم ينصب على الحكومة فقط وعجزها عن إطفاء الفتنة مع انها تتحمل الوزر الأكبر بسبب تعمدها خلط الأوراق وعدم سعيها لاحتواء المعارضة، لكن نحن كشعب نتحمل جزءا كبيرا من ذلك بسبب ايثار الخلاف على الائتلاف وسرعة السعي في الفتنة واتهام الآخرين، فمن يصدق بأن أخوة متحابين متعاونين على مدى عقود طويلة يتحولون الى أعداء بمجرد ظنون او شبهات او نقاط اختلاف تافهة ويسارع بعضهم الى الطعن ببعض وتخوين الآخرين؟
مبروك على قانون الصوت الواحد!!
لقد أقر مجلس الأمة قانون الانتخاب الجديد (خمس دوائر بصوت واحد) وهو ما أعتقد بأنه أفضل من نظام الاربعة أصوات، لكن حجم التكسير الذي لحق بالبلد بسبب طريقة إقرار هذا القانون قد ترك آثاره السلبية على نفوس الناس وشتت صف مجتمعنا الى الدرجة التي لا يمكن ان تزول بسهولة وقد كان من الممكن الوصول الى هذا التعديل بطريقة سلسة ومتدرجة.
كل ما نتمناه هو ان نستفيد من تلك الدروس الصعبة لإعادة ترتيب أوراقنا ورص صفوفنا، ذلك ان نفسياتنا لا تتحمل المزيد من ذلك الانقسام والتمزق فنحن دولة محسودة لا على ثرواتنا الكبيرة ولكن على المحبة والتآلف بين شعبنا وبساطة حياتنا فلماذا نسمح للشيطان ان يفرق بيننا بسبب مواد دستورية او مواقف سياسية تحتمل الاختلاف؟!
تعليقات