رهان صانعي التلفزيون على شاشات أكبر وأوضح يتقدم بالصناعة بقلم كريس نوتال
الاقتصاد الآنيناير 9, 2013, 3:31 م 947 مشاهدات 0
على الرغم من أنه يوجد مناظر قليلة في مدينة لاس فيجاس الأمريكية أفضل من مشهد الشريط المتلألئ بأضواء النيون في الليل من النوافذ التي تتيح رؤية مشهد بانورامي من أحد المطاعم في الدور الـ 64، حولت شركة توشيبا الأنظار يوم الأحد إلى منظر آسر بنفس الدرجة، من خلال كشف النقاب عن تليفزيون 'فائق الدقة' يتمتع بشاشة مقاس 84 بوصة في أعلى فندق ماندالاى بيي.
كانت العارضات، وأوراق الشجر المنمقة، ومناظر جمال الطبيعة مثل عرض من عروض فيجاس على الشاشة الضخمة. وكان وضوح الصورة مدهشا، حيث كانت الألوان غنية ونابضة بالحياة. ولكن السعر كان غاليا للغاية.
كافحت الشركات المصنعة لأجهزة التليفزيون منذ أن بلغت التليفزيونات عالية الوضوح الذروة منذ خمسة أعوام. وانخفض حجم الشحن العالمي للأجهزة ذات الشاشة المسطحة بنسبة 6 في المائة في عام 2012، ومن المحتمل أن يصبح ثابتا هذا العام بسبب حالة الغموض الاقتصادي، وفقا لشركة الأبحاث، 'إن بي دي ديسبليسيرش'.
ولهذا يبدو أمرا غريبا تقريبا أن القطاع يصير أكبر أجرا من خلال ما يسمى التكنولوجيا فائقة الدقة باعتبارها الابتكار التالي الذي لا بد منه، ويحاول جعلها نجمة معرض 'سي إي إس' الدولي للأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية.
وأعلنت شركتي 'سوني' و'إل جي'، أجهزة مشابهة تساوي عشرين ألف دولار تقريبا– وهو ما يفوق بكثير المقدرة المالية لأغلب المستهلكين. ومن أجل إحياء المبيعات، تشدد الشركات المصنعة لأجهزة التليفزيون أيضا على تقديم المزيد من خدمات الإنترنت وواجهات أجهزة التليفزيون الذكية المحسنة– وقد جاء التحرك الأخير على ما يبدو تحسبا لأن تحاول شركة أبل تلقين القطاع درسا من خلال الأموال الخاصة التي تلقتها مقابل أجهزة التليفزيون في وقت لاحق من هذا العام.
ويقول نائب رئيس تسويق المنتجات، سكوت راميريز، في الحدث الذي نظمته شركة توشيبا: 'نحن متفائلون من الناحية التكتيكية، فنحن نستهدف الأشياء الصحيحة. و[التقنية فائقة الدقة هي فئة جديدة وهادفة في عام 2013'.
ولكن المحللين يقولون إن هذه التقنية التي توفر وضوحا أفضل بأربع مرات من وضوح شاشات 'الدقة العالية الكاملة' الحالية، لن تكون مفيدة من حيث المبيعات. وتتوقع جمعية السلع الإلكترونية الاستهلاكية بيع ثلاثة وعشرين ألف جهاز فقط في الولايات المتحدة هذا العام. وفي حين يمكن لهذا الرقم أن يرتفع إلى 1٫4 مليون في عام 2016، سيشكل 2 في المائة فقط من السوق.
وإضافة إلى السعر، فإنه من المرجح أن يصرف الافتقار للمحتوى المسجل في تقنية الدقة الفائقة أنظار العملاء. ويخشى المذيعون أيضا من أنهم لا يملكون النطاق الترددي الذي يتيح لهم الإذاعة من خلال هذا الأنموذج.
ويقول جيمس ماك كويفي المحلل بمؤسسة فوريستر ريستش: 'لا يستطيع معظم الناس تمييز التقنية عالية الدقة بصريا، وهم أقل تمكنا من ذلك بكثير بالنسبة للتقنية فائقة الدقة، لذلك ما لم يكن لديهم شاشات بحجم حوائطهم وبعض المحتوى بمعيار فور كيه [معيار الدقة الفائقة، الذي تناسب أربعة آلاف بكسل أفقيا تقريبا , أعتقد أن قطاع [صناعة التليفزيون سيكتشف أنها ستتلاشى، إلى حد كبير مثلما فعلت تقنية الأبعاد الثلاثية'.
وتقنية الدقة الفائقة ليست هي محاولة القطاع الأولى لصناعة منتج متميز ينقل صورا أوضح. وفي معرض الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية العام الماضي، تباهت شركتا 'سامسونج' و'إل جي' بأجهزة التليفزيون ذات صمام ثنائي عضوي باعث للضوء التي تنقل صورة نابضة بالحياة على نحو ملحوظ أكثر دون الحاجة لضغط المزيد من وحدات البكسل.
ومع ذلك، فإن مشاكل الإنتاج كانت تعني أن شهر آذار (مارس) سيأتي قبل أن تعرض شركة إل جي تليفزيونا ذا صمام ثنائي عضوي باعث للضوء للبيع في الولايات المتحدة بسعر 12 ألف دولار كمقابل لموديل شاشة بحجم 55 بوصة.
ويتوقع أيضا أن تكون شركة سامسونج قريبة من الشحن هذا العام. ويعتقد المحللون أن تقنية الدقة الفائقة يتم دفعها الآن بسبب الصعوبات التي تواجه إنتاج تليفزيونات ذات صمام ثنائي عضوي باعث للضوء بكميات كبيرة.
وقد فشلت بالمثل محاولات أخرى لجعل التليفزيون أكثر من مجرد سلعة مشابهة لتلك التي تصنعها شركات أخرى وتنتمي للنوع نفسه ولها هامش منخفض، بدءا من التليفزيونات ثلاثية الأبعاد إلى التليفزيونات 'الخضراء' الموفرة للطاقة. ولكن أحد المجالات التي لقيت فيه الشركات المصنعة للتليفزيونات شيئا من النجاح هو التليفزيونات الذكية. وقد مثلت التليفزيونات المتصلة بالإنترنت أكثر من 40 في المائة من التليفزيونات التي تم بيعها في كل من أوروبا الغربية والصين، أكبر سوق للتليفزيونات بالعالم، في عام 2012، وفقا لشركة إن بي دي ديسبليسيرش.
وفي فندق ماندالاي بيي، كشفت شركة إل جي النقاب عن محتوى جديد والمزيد من إمكانيات الإشارة والصوت على السواء بالنسبة للتليفزيونات الذكية المتصلة بالإنترنت، وتباهت بواجهة أكثر نقاء بكثير يمكن الإبحار خلالها بشكل أسهل مصممة للمستهلكين.
ويقول تيم اليسي، مدير تنمية المنتجات الجديدة في شركة إل جي في الولايات المتحدة: 'كانت المرحلة الأولية للتليفزيونات الذكية هي التسابق من أجل الحصول على أغلب المحتوى، والآن كل التليفزيونات المتصلة [بالإنترنت تقريبا لديها شركاء المحتوى الأساسي. لذا فإن تجربة المستخدم السهلة البدهية هي فرصتنا الحقيقية للتميز بين منافسينا'.
والخطر الذي يواجه الشركات المصنعة للتليفزيونات هو أنها تواجه نطاقا قد يكون أوسع من المنافسين عندما يتعلق الأمر باستهلاك مقاطع الفيديو المعروضة على الإنترنت في غرف المعيشة. وتقدم الشركات المصنعة للأجهزة التي تسمح بعرض الإذاعات الرقمية على التليفزيون ووحدات التحكم في الألعاب خدمات منافسة. ووفقا لبحث شركة إي إتش إس سكرين دايجست، فإن وحدات التحكم في الألعاب تحظى بشعبية أكبر بكثير من التليفزيونات المتصلة بالإنترنت فيما يتعلق بمشاهدة مقاطع الفيديو على الإنترنت في المملكة المتحدة.
وتتوقع شركة إنفورما تيليكمز أند ميديا أن أكثر من نصف أجهزة التليفزيون الذكي التي تقدر بثمانمائة مليون سيتم استخدامها في عام 2017 كأجهزة رصد صامتة، حيث سيفضل المستهلكون أجهزة التحكم والبث مثل تليفزيون 'أبل'.
عادة ما يتم شراء التليفزيونات لكي تستخدم طوال ثماني أو عشر سنوات، ولكن شركة إنفورما تقول إنه قد تتحول من كونها ذكية إلى أجهزة متقادمة صامتة خلال ثلاث سنوات؛ لأن الأجهزة لا تواكب متطلبات التطبيقات الجديدة. ويقول نات ويليامز، رئيس تسويق المنتجات في شركة موتورولا هوم، الشركة المصنعة للأجهزة التي تسمح بعرض الإذاعات الرقمية على التليفزيون: 'إن أجهزة عرض الإذاعات الرقمية تثبت أنها الجهاز الأكثر تنوعا والأفضل أداء، وهي تأتي للسوق من خلال مقدمي الخدمات، حيث لا يدفع المستهلك الفاتورة'.
ظل فيل 'أبل' في غرف صانعي التليفزيونات
بالنسبة لفيلق الشركات المصنعة للتليفزيونات ومسؤولي التسويق التنفيذيين الذين تجمعوا في معرض الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية هذا الأسبوع في مدينة لاس فيجاس الأمريكية، تعتبر شركة أبل الفيل الذي يوجد في غرف المعيشة.
وقد ذكر بيتر ميسك، المحلل في شركة جيفريس، في أواخر العام الماضي بعد قيامه برحلة لآسيا أنه كان هناك 'عدة نماذج' لجهاز تليفزيون من إنتاج شركة أبل 'يشبه كثيرا الفيل'. ويشير إلى أن شركة أبل لديها نطاق كبير لتحسين واجهة المستخدم الموجودة في جهاز تليفزيون، إما باستخدام أجهزة آي فون وآي باد التي توجد بالفعل في منازل معظم العملاء المحتملين. أو بتحكم قائم على الإشارة سيكون مثل 'لمس الهواء أمامك'.
وقد تصور تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، المزيد من الشائعات المتواترة بشأن دخول شركته إلى السوق عندما أخبر 'إن بي سي' الشهر الماضي أن التليفزيونات هي 'مجال يحظى باهتمام شديد'.
ويقول السيد ميسك أنه بإمكان شركة أبل 'كيفية إدخال الإنترنت إلى جهاز التليفزيون' أو خلق مسجل فيديو رقمي في سحابة الإنترنت. 'لم يتغير أنموذج البرمجة منذ الستينيات... وبالنسبة لي فإن احتمالات الابتكار غير محدودة. فهناك الكثير يمكنهم القيام به'. ويقول دان كريان، المحلل في شركة أي إتش إس سكرين دايحست، إن سوق التليفزيونات يشبه سوق الهاتف المحمول قبل وصول جهاز الآيفون في عام 2007. وفي تلك اللحظة كانت الأجهزة 'الذكية' موجودة خلال فترة طويلة، ولم تقدم أي منها قفزة للأمام في تجربة المستخدم.
وعلى الرغم من ذلك، فإنه فيما يتعلق بالربح والهوامش بالنسبة للمصنعين، فإن سوق التليفزيونات أكثر تحديا.
ويقول السيد كريان: 'أعمال التليفزيونات ككل تنافسية للغاية. ومن المفارقات أن التحدي الذي يواجه شركة أبل عند دخولها لسوق التليفزيونات هو الشيء الذي تجيده شركة أبل بشكل كبير- إيجاد طريقة لاستخدام البرمجيات وواجهة أفضل لإضافة قيمة حقيقية لمنتج بحيث يستطيعون المطالبة بمبلغ زائد على سعر السوق التقليدي'.
وستكون شركة سامسونج هي أكبر منافسي شركة أبل في مجال التليفزيونات في حال دخلت الأخيرة السوق.
والشركة التي تنتمي لكوريا الجنوبية واثقة من أنه بإمكانها تحرير نفسها من أي تحد.
ويقول جو ستينزيانو، نائب الرئيس البارز في مجال الترفيه المنزلي في شركة سامسونج في الولايات المتحدة: 'نحن في العام الخامس الآن لتصنيع التليفزيونات الذكية، وقد تعلمنا الكثير. وقد استحدثنا واجهة هائلة وتقنيات تليفزيونية، وأنا واثق جدا من أنه في عالم التليفزيون الذكي ننتج المنتج الأفضل، وسيحتاج أي شخص لبعض الوقت لكي يلحق بنا
تعليقات