طريق الحداثة والتنمية ليست مفروشة بالورود.. شملان العيسى مؤكداً
زاوية الكتابكتب يناير 9, 2013, 12:07 ص 627 مشاهدات 0
الوطن
ملتقطات / أهمية القيادة للتنمية
د. شملان يوسف العيسى
اجرت الزميلة جريدة القبس حواراً مع الخبير العالمي الامريكي في شؤون القيادة ادريانو بيانسي (الثلاثاء 8 يناير 2013)، وذكر فيه الخبير نقاطاً كثيرة خاصة بالقيادة لا يتسع المجال لذكرها كلها ولكن اهم النقاط التي اثارها هو ضرورة اتباع اساليب قيادية جديدة بعيدة عن مركزية القرار وان نظام العمل القديم في القيادة لم يعد صالحاً للعمل به في عالمنا المتغير، هناك حاجة ماسة في كافة البلدان المتقدمة والناشئة الى تبنى منظومة عمل جديدة في قيادة المؤسسات وان على الشركات والمؤسسات ان تتكيف مع الظروف العالمية كي تستمر بشكل جيد وتحمى نفسها من الانهيار وذلك يمكن تحقيقه من خلال التواصل بين افراد المؤسسة وكل الادارات فيها.
وعند سؤاله عن التحديات القيادية التي تواجهها الكويت؟ أجاب: «الكويت تمر بتحديات كبيرة اليوم في ظل الخطة التنموية التي اقرتها والمسألة ليست محصورة في استقطاب خبراء من الخارج وتقديم نصائحهم بل هي بيد الافراد الكويتيين اللذين من المفترض ان يتفقوا على نقطة ومنها يتجهون معاً في المضي قدماً وهذه الحالة تنطبق على الشركات على حد سواء وليس على مستوى الدولة فقط. اساليب القيادة الحديثة مبينة على التقاء القائد والتابع له في منطقة واحدة.. يتبادلان الخبرات فيها ويتوصلان الى حلول حتماً».. ما ذكره البرفسور من جامعة هوبكنز صيحيح ويأتي من منطلق الخبرة الطويلة في مجال التنمية في البلاد الغربية.
ما مشكلتنا في الكويت حسب فهمي لمقابلته؟ علينا اتباع اساليب جديدة في الملل بعيداً عن المركزية.. مشكلتنا في المركزية في اتخاذ القرار ورثناها نحن عرب الخليج من اخوتنا العرب اللذين جلبوها من التجارب الاشتراكية والشيوعية.. التي ادت الى انهيار التجربة السوفيتية واوروبا الشرقية.. وقد تخلت الصين اليوم عن هذا الاسلوب ونهضت من كبوتها.
لقد اعجبني ما قاله عن الكويت وتجربتها التنموية حيث اكد بان استقطاب الخبراء الاجانب من يحل المشكلة.. الحل يكمن في الافراد من المجتمع الكويتي اللذين من المفترض ان يتفقوا على نقطة ومنها ينطلقون او كما قال المضي قدماً، هذه مشكلتنا الحقيقية في الكويت على المستوى السياسي او على المستوى الاقتصادي والثقافي وغيره، نحن على مستوى القيادة اولاً ومجلس الامة ثانياً والشعب ثالثاً لم نقرر ماذا نريد للكويت ان تكون.. بمعنى هل نريدها دولة مدنية حديثة ذات نظام ديموقراطي اقتصادي حر ام نريدها دولة شبه قبلية – دينية – تقليدية تريد الحفاط على العادات والقيم القديمة حتى لا تفقد هويتها.
قضايا التخلف والتنمية التي ادرسها في الجامعة لطلابي مرتبطة بالقرار الصعب الذي يتطلب من القيادة لاي بلدان تحسمه بقوة، مشكلتنا في العالم الثالث هو اننا متخوفون ومترددون من الحسم التاريخي نحو الحداثة بمعناها الكامل والحداثة هنا تعني تبني مفاهيم وطرق لادارة الدولة والمؤسسات باساليب وطرق جديدة بعيدة كل البعد عن القيم القديمة التي ادت الى تخلف الامم وتردي اوضاعها.
طريق الحداثة والتنمية ليست مفروشة بالورود فهي تطلب توافق مجتمعي وقيادة تملك رؤية واضحة للمستقبل ولاستردد او تتخوف من الجديد في معركة العالم نحو التطور والحداثة.
تعليقات