'إنّ بعض الظن تُهَمْ ..!'
زاوية الكتابكتب يناير 8, 2013, 10:34 م 4235 مشاهدات 0
عبارة نقتبسها من دستورنا السماوي الخالد من قوله تعالى 'إن بعض الظن إثم ' فكيف إن كان هذا الظن تُهَمْ تُدمّر من نسبت إليه ..!
واقعياً ،،
النوايا لا يعلم بها غير الله خالقنا فلا يمكن أن نحكم على النوايا بغياب الأفعال الملموسة وإلا أصبحت عبثٌ بالقصد الخاص لصاحبها عند إخضاعها لتفسير الأهواء الشخصية والأمزجة المُتقلبّة ..للنوايا حُرمَة وخُصوصِّية وعند دخولها وتأويلها وتحويرها تستيقظ الفتن ، فأحياناً النوايا لا تعكس لنا الظاهر الصحيح بمعني أن النوايا لا تكون دائماً مطابقة للظاهر فليس كل ما تَكِنّهُ القلوب يَنطِقهُ اللسان أو تتجسّده الأفعال فمن الصعب أن نحكم عليها أو نستنتج منها مقصودها ..
قانونياً :
فالقانون لا يحاسب على النوايا إن لم يلازمها واقع مادي ملموس ، فالقانون يحاسب الإنسان على سلوكه لا نواياه فإن لم يكن هناك واقع فعلي لا تكون هناك تهمة ولا نكون أمام فعل إجرامي مؤثم قانوناً ، فلا يصح أن نطوّع القانون لما هو خارج حدوده ، فالقانون له قواعده التي تحكم أفعال البشر وهو الأساس الذي نسقطه على واقع تصرفاتنا فان كانت خارج نطاق القواعد العامة وتجاوزه نكون أمام تصرف مؤثم يقابله جزاء وعقوبة ، فالقاعدة القانونية هي مجموعة من القواعد العامة التي تنظم سلوك الأفراد في المجتمع ومقترنة بجزاء يوقع على من يخالفها من قبل السلطة المختصة ..وعَودٌ على بدء ،، النوايا إن لم تُتَرجَم الى أفعال لا تخضع لجزاء ولا لعقوبة فلا يمكن تعويل التُهَم على النوايا في دخول النفوس البشرية ، فـَ المحاسبة تكون على الأفعال وليس على خواطر النفس وتمنيات القلوب وتوارد الأفكار فهذا أمر يناقض القانون ولا يعكس الغاية التي شُرّع من أجله فالقانون كما سلف القول لا يحاسب على النوايا ..أما من ناحية الشرع فالمولى عز وجل هو من يتولى حسابنا عملاً بقوله تعالى
❁ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ الله ❁ ..وأختم بقول النبي صلى الله عليه وسلم
' إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ' ..!
المحامية منى البصري
تعليقات