العراق لن يستقر!!.. شملان العيسى مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 723 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  هل يستقر العراق؟

د. شملان يوسف العيسى

 

اتهم رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي تركيا بمحاولة تقسيم العراق عبر صفقات بائسة مع اقليم كردستان. المتحدث الرسمي باسم كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي مؤيد الطيب صرح بأنه لم يعد هناك امل في التفاهم مع ائتلاف دولة القانون ومع زعيمه رئيس الوزراء نوري المالكي وتوقع ان تبقى الازمات كما هي خلال العام الجديد بسبب ان السياسات التي يتبعها المالكي مع شركائه لا تنم عن روح حقيقية للشراكة. الامانة العامة لمجلس الوزراء حذرت من دعوة بعض مجالس المحافظات الى العصيان المدني وتعطيل عمل الدوائر والمرافق العامة وايقاف الخدمات مؤكدة انها تعد مخالفة للدستور والقوانين النافذة.
ماذا يجري في العراق؟ ومن المسؤول عن تمزق النسيج المجتمعي؟ ويدفع باتجاه تمزق العراق؟
الاجابة على هذه التساؤلات ليست سهلة لان جميع السياسيين العراقيين مساهمون بطريق مباشر وغير مباشر في تدمير بلدهم. السياسيون العراقيون - سواء كانوا من الشيعة او السنة او الاكراد او التركمان او غيرهم - هم المسؤولون لانهم وافقوا على انشاء عراق ممزق مقسم اجتماعيا ومذهبيا وعرقيا وتم تشكل حكومة طائفية تحكم باسم الديموقراطية ودولة القانون ويشارك في الحكومة جميع الحركات السياسية وهم انفسهم يشكلون الحكم والمعارضة في الوقت نفسه، هؤلاء السياسيون في الحكومة والمعارضة يكذبون على الشعب ونهبوا خيراته وثروات العراق ومزقوا ارضه وشتتوا شعبه.
الكتاب والمعلقون العراقيون اكدوا ان الاستقرار سيكون حلما والتعايش السلمي املاً والرفاه الاقتصادي وهماً وحب الوطن اصبح هماً.
لماذا هذه النظرة التشاؤمية لمستقبل العراق الشقيق؟
هنالك آراء ترى ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لن ينجح في دعوته للاصلاح ومحاربة الفساد وبسط سلطة القانون في اجواء مليئة بانعدام الثقة بين الكتل العراقية المتنافسة التي يسعى زعماؤها الى ضمان اكبر قدر من الغنائم من ثروة العراق. رئيس وزراء العراق لا يمكن ان يحقق انتصارا على خصومه الكثيرين لانه - بكل بساطة - لا يملك ميليشيات خاصة به والاحزاب والحركات السياسية المتحالفة معه تعمل هي الاخرى على استغلال حالة التناحر بين شركاء العملية السياسية لتحقيق مكاسب خاصة بها وليس للشعب العراقي.. الغريب والطريف في العراق ان معظم الكتل العراقية لها تمثيل كبير في الحكومة والبرلمان مثل «العراقية» والتيار الصدري والمجلس الأعلى، كلهم مشاركون في الحكومة والبرلمان لكنهم لا يفكرون كفريق لمصلحة العراق وشعبه، سياسة التوافقات التي نجح بها الرئيس العراقي المريض استمرت لفترة طويلة وهو الآن مريض، وكل زعيم يحاول تسوية مصالح كتلته ولا احد يسأل عن مصالح الشعب العراقي.
يرى الكثير من المراقبين ان العراق لن ينعم بالاستقرار ما دامت تركيا وايران والدول العربية تتدخل في شؤونه الداخلية.
يبقى السؤال، هل يستطيع الشعب العراقي توحيد نفسه، واحزابه المختلفة توحيد صفوفها والاهتمام بكل شرائح المجتمع سواء كانوا سنة او شيعة او اكرادا او آشوريين وتركمانا وغيرهم. نحن نرى أن الاحزاب العاملة في الساحة ما دامت ذات نهج ديني وطائفي وقومي اقصائي لا يمكن ان تتوحد الا اذا تم الاتفاق على نهج وطن ديموقراطي بعيد عن الدين والمذهب.
ان دعوة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لانتخابات جديدة لن تحل مشكلة الطائفية البغيضة والتمزق العرقي والقومي، هذه الاجواء المشحونة بالكراهية بين النسيج العراقي سوف تفرز نفس الوجوه في الانتخابات القادمة، هذه الوجوه السياسية الفاسدة التي تتزعم الكتل السياسية المتصارعة ستعود للسلطة ولن يستقر العراق لان العراقيين سمحوا للإيرانيين والاتراك والعرب بالتدخل في بلادهم لتقرير مصالح هذه الدول على حساب العراق.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك