بعض الديوانيات اليوم تفتقد هيبتها.. هكذا يعتقد سامي الخرافي
زاوية الكتابكتب يناير 5, 2013, 12:13 ص 2967 مشاهدات 0
الأنباء
جرس / المجالس مدارس
سامي الخرافي
كانت الديوانية ولاتزال، تمثل جانبا مهما من حياتنا الاجتماعية اليومية، حتى أصبحت كالمدارس تسهم في تثقيف من يرتادها، ومن العادات والتقاليد التي يحرص الكويتيون على زيارتها، لما لها من أهمية كبرى، وهناك من أطلق عليها أنها مجلس أمة مصغر.
والديوانيات لها أشكال وأنواع مختلفة سواء يومية أو اسبوعية، من حيث ما يدور فيها من مناقشات وقضايا عديدة، وقد جرت العادة في ديوانيات أيام زمان ان كانت لها آداب معينة، حيث كان أحد الأشخاص يعرض موضوعا معينا تتم مناقشته والجميع يستمع له دون تدخل أو مقاطعة، وبعد الانتهاء من الموضوع يتم فتح النقاش للحوار حول الموضوع نفسه، وكل يدلي بدلوه.
وكانت للديوانية قيمة تربوية للشباب من خلال تعليمهم السلوكيات الحميدة، وأدب مخاطبة الكبار، ومعرفة أحوال الديرة، والثقافة العامة التي يتلقاها من خلال حضوره لتلك الديوانية، ولذلك لم نكن نسمع ألفاظا بذيئة، وكان هناك ايضا احترام لآداب الطعام في حالة وجود وليمة لأحد رواد الديوانية، وهو ما جعل الديوانية تؤدي دورا رئيسيا في تأصيل قيم رائعة وفاضلة لدى كثيرين من الشباب، ولذلك كانت تخرج من الديوانية في كثير من الأحيان قرارات مهمة تهم الشارع الكويتي، وهو ما كان يجعل «أصحاب القرار» من قيادات الهيئات والمؤسسات يحرصون على زيارة الدواوين والحديث مع أصحابها لمعرفتها بأهمية هذه الديوانيات المهمة في حياة الكويتيين.
أما اليوم فقد اختلف الوضع، وأصبحت بعض الديوانيات تفتقد هيبتها، فلا احترام للضيف أو المتحدث، بل نجد الأحاديث الجانبية وما أكثرها، وفي التحدث بالهواتف بصوت عال والضيف لا يجد من يستمع له، ولا يوجد أي اعتبار للحضور، وأصبح يأتي إلى الديوانية وهو يرتدي «الشورت»، وكثر الصراخ في توصيل المعلومة، وكأننا في إحدى حلقات برنامج «الاتجاه المعاكس»، وخذ سبا وشتيمة، حتى أصبحت مثل هذه الديوانيات مكانا منفرا.
ما أتمناه حقيقة هو أن نعيد لديوانياتنا هيبتها لتعود كما كانت أيام زمان «المجالس مدارس»، لذا يجب أن نبتعد عن كل ما يسيء لهذا المكان الجميل الذي تفتقده كثير من المجتمعات، ونجعل منه مكانا جاذبا ومفيدا من خلال الجدية فيما يطرح فيها أو حتى في طريقة التعامل والحوار فيما بيننا.
تعليقات