«أبل» ترغب في التسلل بجهاز جامع إلى غرفة المعيشة بقلم ريتشارد واترز
الاقتصاد الآنيناير 4, 2013, 10:49 ص 695 مشاهدات 0
كما هو الحال مع جميع الأشياء التي تتعلق بلاس فيجاس، فإن معرض الإلكترونيات الاستهلاكية الذي من المرتقب افتتاحه الأسبوع المقبل، سيكون صاخبا ومبهرجا، بل إنه يأتي على القمة، ولكن نظرا لكونه دليلا لما سيظهر في غرفة المعيشة في فترة وجيزة، فإن المعرض سيكون غير مكتمل. اتبع التوجهات الساخنة بالقنوات التليفزيونية، كما كان الحال في لاس فيجاس في السنوات الأخيرة لوصول الأجهزة المتصلة بشبكة الإنترنت في عام 2007، إلى الشاشات فائقة الوضوح (OLED) في عام 2008، وبعد ذلك التلفاز ثلاثي الأبعاد في عام 2010، فليس هناك توان في الأفكار لإعادة ابتكار أجهزة متوسطة الحجم. ومع هذا لم تسلك أي من هذه الأفكار الطريق بعد. في الواقع، عندما يتعلق الأمر بوضع ''الذكية'' في أجهزة التلفاز، فإنه سيبدو إلى حد كبير جدا مثل صناعة الهواتف الذكية في العقد الذي سبق أجهزة آي فون. جميع المكوّنات التكنولوجية هناك، يُحتاج فقط لشخص مع رؤية لإظهار الكيفيّة التي يمكن أن تتحوّل بها تجربة التلفزيون - والعضلات للتغلب على أصحاب المصالح الخاصة الذين يعملون على تأخير التغيير. ولذلك لا عجب بأن كانت كل العيون ترقب شركة أبل، حيث رجح على نطاق واسع في العام الماضي أن يكون العام الذي ستعيد فيه ''أبل'' تشكيل التلفزيون وفق رؤيتها، إلا أنه من المفترض الآن أن يكون عام 2013. وتحتاج شركة أبل لاستثمار جهاز التلفزيون، وهذا ليس بسبب الأرباح المباشرة التي يتحتم عليها تحقيقها. تضاعف شركة سامسونج، الرائدة في مجال الصناعة، هامش أرباح التشغيل من الإلكترونيات الاستهلاكية (ولا سيما التلفاز) في الأشهر التسعة الأولى من عام 2012 - ولكنها لا تزال لم تتمكن من كسر حاجز 5 في المائة. وبينما تحقق شركة أبل الأرباح بمعدّل أكثر من الضعف مرتين من أرباح أجهزة آي فون في ربع عام واحد، تشير التقديرات إلى أن صناعة التلفزيون بأكملها تحقق هذا الربح في عام واحد. ليس هذا ما تحتاجه شركة أبل لتتكيف مع وضع علم لها داخل أجهز حجرة المعيشة قبل أن يسبقها إلى ذلك أحد منافسيها من الشركات. هي بالفعل لديها مكان على الأريكة: إذ أصبحت الهواتف الذكية والجهاز اللوحي بحكم الأمر الواقع ''شاشات ثانية'' تجذب الأنظار بعيدا عن جهاز التلفزيون. أصبحت شركات الترفيه ووسائل الإعلام على علم بأنه يجب أن تعلم أن المستهلكين ينظرون أولا للشاشات الصغيرة وبعدها يتأثرون بما يشاهدون على الشاشة الكبيرة، بحسب قول شون دبرافيك، كبير الاقتصاديين في جمعية الإلكترونيات الاستهلاكية والمُنظِّمة لحدث معرض الإلكترونيات الاستهلاكية. بحلول منتصف هذا العام، يضيف دبرافيك، فإن نحو نصف الأسر الأمريكية من المحتمل أن يكون لديها جهاز لوحي -وهو جهاز الاستهلاك الإعلامي الذي أصبح الفيديو ''التطبيق القاتل''. وهذا يضع شركة أبل، مع أكثر من نصف السوق اللوحي، في وضع أقوى من أي شيء آخر للتغلب على تقارب الأجهزة اللوحية المقبلة، إذ إن التطبيقات والمحتوى سينتقل بها بشكل طبيعي إلى التلفزيون. كما أن التلفاز يمثل الأساس الاستراتيجي الكبير في الإلكترونيات الاستهلاكية، فنادرا ما يمكن استبداله إذ إنه يجذب انتباه كل أفراد الأسرة. وكسب سوق التلفزيون طريقة أفضل للحفاظ على الجهات المالية لأجهزة ''أبل''. وعلى الرغم من هذا فقد كان ''السبب'' واضحا، في ''الكيفية'' التي ستظل هي الجزء الصعب. هذه حالة ليس من المرجح أن تسعى فيها شركة أبل التي تسيطر في الغالب على شركة الأجهزة تريد مربعا مستقلا يجمع الفيديو على الإنترنت وغيرهما من خدمات على التلفاز -شيء تبيعه بالفعل- للوصول إلى قلب تجربة مشاهدة التلفزيون، وهو ما فشلت فيه. الجهاز الكامل المتكامل من شركة أبل قد تكون فرصته في البقاء أكثر، ولكن التحوّل البطيء في أجهزة التلفاز والأسعار المرتفعة التي سوف تطلبها شركة أبل للحفاظ على هامش الربح، سيجعل هذا مجرد منتج تجريبي -وليس محل شراء من جمهور كبير بالنسبة لأصحاب المنفعة من أجهزة آي فون وآي باد. وهذا تترك الأمر بأن يكون فك التشفير هو الوسيلة الواقعية فقط من التوزيع. وتحتاج شركة أبل للتحالف مع موزعين قناة متعددة يتحكمون في عالم التلفزيون-بقدر ما تحالفت مع مشغلي شبكات الهاتف النقال لقهر الهواتف الذكية. هل ترى تلك الشركات فائدة فيما تفعله شركة أبل من هذا العرض -وحول جهاز تلفاز بتطبيق يرتكز فيه على مشاركة القنوات والبرامج، مع تطبيقات أنظمة تشغيل أخرى، الذي يصبح فيه متجر شركة أبل مجرد موزع إضافي؟ وهذا لن يحدث إلا إذا اعتقدوا أنها ستكون خطوة للحفاظ على أعمالهم الحاليّة- وقد تقود السيطرة التامة على واجهة مستخدم أبل، وهو ما يمكن تبريره لمنع خسارة أكبر تنجم عن تخلي العملاء تماما عن اشتراكاتهم في خدمات الإنترنت، التي تأتي ''في الأولوية ككل''.. وبالنسبة لشركة أبل، فإن السيناريو سيكون حلم اتفاق حصري لتركيب البرنامج في جهاز الإرسال أو الأقمار الصناعية بإحدى شركات التوزيع- مثل الكثير من الصفقات الحصريّة لأول مرة مع مشغلي شبكات الهاتف النقال آي فون. وإذا كان لهذا تحول هائل من قبل العملاء، فإنه ليس أمام بقية شركات هذا المجال، سوى أن تحذو حذوها. ولكن هل التنافس بين موزعي الفيديوهات لمجموعة قنوات يمثل قوة كافية لإجبار شركة على وضع قدمها داخل المجال؟ في النهاية قد يكون هذا هو العام الذي يجد إجابة لذلك. وإلا فستكون هناك في عام 2014.
تعليقات