«فولفو» تهدف إلى تغيير مستوى أدائها في الصين بقلم ريتشارد ميلن
الاقتصاد الآنيناير 3, 2013, 1:48 م 640 مشاهدات 0
يقوم هاكان صامويلسون، الرئيس التنفيذي الجديد لشركة فولفو بتقديم التدابير لرفع المبيعات في الصين حيث تناضل الشركة السويدية لصناعة السيارات الفاخرة من أجل سد الفجوة حتى يتم إطلاق النماذج الجديدة خلال عامين.
قال صامويلسون في أولى لقاءاته بعد توليه منصب الرئيس التنفيذي للشركة في شهر تشرين الأول (أكتوبر)، إن المبيعات في الصين ستكون أمرا حاسما خلال السنوات القادمة بعد التدهور الذي حدث منذ شهرين في أوروبا التي تعد أكبر أسواق الشركة والتي تمتلكها شركة جيلي الصينية.
'' يجب أن نعبر بسلام خلال هذين العامين. إن السوق تهبط بسرعة كبيرة جدا في أوروبا، وهذا يعد انخفاضا حادا، وزادت وتيرته خلال الأشهر القليلة الماضية،'' وفق ما قاله لـ '' فاينانشيال تايمز'' في مكتبه في جوتنبرج بجوار أحد مصانع شركة فولفو الرئيسية.
لقد كانت المبيعات في الصين مخيبة للآمال بشكل كبير بالنسبة لشركة فولفو على الرغم من ملكيتها الصينية. في خلال 11 شهرا حتى نهاية شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، قامت ببيع نحو 37633 سيارة فقط في الصين، وهي نسبة أقل بنحو 9 في المائة عن العام السابق. ومن ناحية أخرى قامت شركة بي إم دبليو الألمانية المنافسة ببيع 296 ألف سيارة وهي نسبة مرتفعة بنحو 37 في المائة عن العام السابق.
يقوم صامويلسون باتخاذ الإجراءات اللازمة، حيث قدم ثلاثة مقترحات لإعادة المبيعات الصينية إلى مسارها الطبيعي مرة أخرى. أولا، من الأفضل أن نوصل للعملاء حرص الشركة على السلامة. ثانيا تدريب منظمات البيع، فهم يحتاجون إلى أداء أفضل في النقاش بخصوص المنتج''، وفق ما قاله صامويلسون.
وأخيرا، يقول إنه يريد توفير وكالات في المدن والمناطق التي لا توجد فيها سيارات ''فولفو''. إن هدف ''فولفو'' لتنمو في الصين بنفس القوة التي تنمو بها في باقي الأسواق المتميزة، يبدو أنه شيء بعيد في الوقت الحالي عن متناول ''فولفو''.
ويقول صامويلسون: ''أعتقد أننا ربما نرى بعض التحسن خلال فترة الستة أشهر. سيكون أمرا مرحبا به، فنحن في حاجة إلى ذلك''.
إن السبب هو الانهيار الذي شهدته الأسواق الأوروبية. وانخفضت المبيعات هذا العام بنسبة 11 في المائة في أوروبا و 14 في المائة في بلدها الأم في السويد، وانخفضت عالميا بمقدار 6 في المائة. ويحاول صامويلسون إضفاء لمحة من التفاؤل قائلا: '' نأمل أننا وصلنا إلى القاع. إن هذا أمل، ولكن يمكن للأمور أن تزداد سوءا قبل أن تتحسن''. يعتزم أن يقوم العام القادم '' بحماية نصيبه في السوق'' الأوروبية، مما يعني تراجع المبيعات إذا تراجعت السوق بشكل عام. وفي الولايات المتحدة من المحتمل أن يحدث انخفاض مماثل حيث أوقفت ''فولفو'' بعض نماذج السيارات على الرغم من أن صامويلسون يقول إنه يجب أن تحافظ على نصيبها في سوق سيارات الدفع الرباعي.
خسائر المبيعات منذ أن بدأ صامويلسون - ما يعادل 20 ألف سيارة أو شيء من هذا القبيل- ويحتاج ليتم تعويضها إلى ما يزيد على مليار كرونة سويدية (150 مليون دولار) من خفض النفقات، وفق ما قاله
''الاستشاريون، تكنولوجيا المعلومات، الإعلانات التجارية والعلاقات العامة''- كلها سيتم تقييدها حيث يتم التركيز على تطوير منتجات جديدة لنهاية عام 2014 و 2015'' . سنكون صارمين للغاية بشأن التكاليف لكي نمر من خلال هذين العامين بسلام.
ويقول إن هدف الانطلاق حتى في ظل مستوى تشغيلي سيكون الوصول إليه هذا العام صعبا. العام القادم سيظل الهدف هو الانطلاق على الرغم من أنه سيكون شديد الصعوبة جدا.
صامويلسون لا يتوهم حول حجم المهمة المسندة إليه. إن وظيفته في ''فولفو'' تمثل عودة لوطنه الأم بعد أن ترك شركة سكانيا لتصنيع الشاحنات قبل عقد من الزمن لينضم إلى منافستها الألمانية شركة مان، التي تولى فيها منصب الرئيس التنفيذي. لقد حاز على شهرة بين المستثمرين عن طريق قيامه بإعادة هيكلة مجموعة الشركات قبل تلطيخ دفتره بإطلاق عملية استيلائه المشؤومة المعادية لشركة سكانيا. ووقتها قام بتقديم استقالته وسط فضيحة فساد كبرى أنكر معرفته بها، والتي يتم التحقيق فيها من قبل المدعين في ميونيخ.
تستند خطته لشركة فولفو على المدى الطويل إلى ثلاثة عناصر: الأول تعزيز العلامة التجارية لشركة فولفو. صامويلسون يريدها أن تتحسن ليس فقط فيما يتعلق بالسلامة ولكن أيضا التصميم الاسكندنافي والأداء.
الشق الثاني هي المنتجات الجديدة. سيارة إكس سي 90 جديدة، وسيارات ''فولفو'' للدفع الرباعي سيتم إطلاقها في نهاية 2014 ومدونات السيارات تقول إنه سيتم تحديث سيارة الركاب الصالون إس 80 في العام القادم حيث ستتحول الشركة السويدية من المنصات التي طورتها شركة فورد، المالك السابق، إلى منصات أخرى قامت الشركة بتطويرها. الشق الأخير شق ثقافي ويقوم على حجمها الصغير. إن بيع 450 ألف سيارة فقط سنويا مقارنة بمبيعات ''بي إم دبليو'' البالغة 1.7 مليون سيارة و80 مليون سيارة لشركة فولكس واجن. ويقول صامويلسون:'' علينا أن نتمتع بالذكاء والحيوية والسرعة كمنظمة. لا يمكننا أن نتحمل كوننا بيروقراطيين في عملية صنع القرار طويلة المدى كشركة الأربعة ملايين سيارة''.
وعند سؤاله عما إذا كانت ''فولفو'' في فرصتها الأخيرة لتكون في الصالات، قال '' لا يوجد بالطبع أي سبب يجعلنا نعتقد أن لدينا فرصة ثانية. يجب علينا أن نقوم بالأمور بصورة صحيح الآن كي نؤمن مستقبلنا، وهو أيضا تحد غاية في الصعوبة، ولكن هذا يزيد الأمر تشويقا.
تعليقات