شركات السيارات تزرع ثقافة «التقسيط» في الصين بقلم باتي فالدمير
الاقتصاد الآنيناير 3, 2013, 1:47 م 749 مشاهدات 0
في الصين لا تزال النقود ملكة في سوق السيارات، لكن كثيرا من المشترين الأصغر سناً في السوق الأكبر في العالم يأخذون بالعادات الغربية بشكل سريع، بما في ذلك استخدام الائتمان لشراء سيارة بتكلفة أكبر مما يمكنهم تحمله.
وشركات تصنيع السيارات، الأجنبية والصينية، حريصة على تشجيع مزيد من الإسراف في شراء السيارات في بلد يضعه سلوكه المالي المحافظ بعيدا عن الأسواق الأخرى. وفي الآونة الأخيرة أقدم بعض هذه الشركات على تأسيس شركات لتمويل شراء السيارات، على أمل أن يلعب الائتمان في الصين الدور نفسه الذي يلعبه في أوروبا والولايات المتحدة، ما يزيد الطلب على المركبات.
وفي كثير من الأحيان يتم شراء المنازل نقداً في الصين، لذلك لا يعد شراء سيارة نقداً أمرا غير معتاد. وفي حين أن فكرة دفع ثمن أي شيء عن طريق الائتمان بدأت ترسخ في الأذهان بين جيل الشباب، إلا أن كبار السن لا يزالون يمقتون مفهوم الدين. وظلت نسبة مشتري السيارات بواسطة الائتمان صغيرة خلال السنوات الخمس الماضية، لكن ذلك بدأ يتغير كما يقول أحد محللي السيارات.
وتقول إيفا تشان، التي اقتنت سيارة في الفترة الأخيرة، إنها قادرة على تحمل الدفع نقداً، لكنها قررت استخدام الائتمان لأن بنكا محليا عرض قرضا من دون فوائد، في إطار حملة ترويجية. وانتهى بها الأمر مع سيارة بمبلغ 200 ألف رنمينبى (32 ألف دولار)، تم شراؤها مقابل 120 ألف رنمينبي عن طريق الائتمان.
ويقول جون لولر، رئيس شركة فورد - الصين الكبرى: ''إن الغالبية العظمى من العملاء في جميع أنحاء الصين يواصلون الدفع الفوري''. لكنه لاحظ في السنوات القليلة الماضية ''أن فوائد التمويل أصبحت مفهومة بشكل أفضل (...) على الرغم من أن التمويل لا يزال أقل بكثير من الأسواق الأخرى في العالم''.
وشهدت جنرال موتورز، الرائدة في صناعة التمويل في السوق الصينية من خلال مشروعها المشترك ''جماك – سايك'' لتمويل السيارات، قاعدة عملائها تتضاعف تقريبا عما كانت عليه عام 2010، لتبلغ نحو 900 ألف اعتباراً من آب (أغسطس) الماضي. وتقول جماك إن سوق التمويل تنمو بوتيرة أسرع من سوق السيارات نفسها وتتوقع أن تتضاعف السوق بحلول عام 2020.
وقال بنك مينشنغ في تقرير الشهر الماضي إن قروض سيارات المستهلك المعلقة بلغت عام 2011 نحو 300 مليار رنمينبي، ربعها تقريبا من شركات تمويل السيارات، وربع من قروض بطاقات الائتمان، و40 في المائة من البنوك التجارية.
وأضاف أن ذلك ضعف الرقم عام 2010 ويمكن أن يتجاوز تريليون رنمينبي في غضون عشر سنوات.
لكن في حين أن اختراق السوق في الصين يمكن أن يصل إلى مستويات مماثلة لأماكن أخرى في آسيا، كما تقول جماك، إلا أنه من غير المرجح أن يطابق مستويات الولايات المتحدة، أو أوروبا.
بيل روسو، رئيس استشارات السيارات في ''سينيرجيستكس – بكين''، يضع معدل الاختراق الحالي لجميع أشكال تمويل السيارات في الصين - التي تقدمها شركات صناعة السيارات من خلال شركات الائتمان الخاصة بها والبنوك الصينية - عند 15 ـ 20 في المائة، مقارنة بـ 92 في المائة في الولايات المتحدة، 70 في المائة في ألمانيا، و74 في المائة في المملكة المتحدة.
ويقول: ''العقلية الآسيوية عن الائتمان تختلف تماما''، مشيراً إلى أن اختراق السوق في اليابان لا يزال أقل من 50 في المائة. ويضيف: ''40 المائة ربما هي السقف في الصين''.
ويشير إلى أن شركات صناعة السيارات العالمية حريصة على توسيع نطاق توافر التمويل في الصين، لأن الائتمان يوسّع مجموعة المشترين المحتملين بمن فيهم أولئك الذين ليس لديهم ما يكفي من النقود لشراء سيارة، ويقلل من دورة حياة ملكية السيارات، لأن المستهلكين الذين يستأجرون سيارة يغيرونها في كثير من الأحيان عندما ينتهي عقد الإيجار.
وتنشئ هيونداي موتور الكورية الجنوبية هذا العام مشروعا مشتركا لتمويل السيارات مع شركة بكين لصناعة السيارات. ويقول لي تشانغ كيو، الرئيس التنفيذي لشركة هيونداي لتمويل السيارات في بكين، إنه في حين أن 15 في المائة فقط من المشترين يستخدمون الائتمان، إلا أن 30 في المائة يقولون إنهم على استعداد لفعل ذلك. ويجد كثيرون صعوبة في الحصول على موافقة البنوك التجارية، التي يقول لي تشانغ كيو إنها لا توافق إلا على نصف الطلبات.
ويقول كيرك كورديل، الرئيس التنفيذي لمشروع بي إم دبليو المشترك لتمويل السيارات في الصين، الذي تم إطلاقه في 2010 مع بريليانس تشاينا، إن إنشاء تاريخ ائتماني للمشترين المحتملين ليس بالأمر السهل. ويضيف: ''في بعض الأحيان يتعين علينا القيام بفحوص منزلية للتأكد من أن العميل يعيش حقاً حيث قال إنه يعيش''. وفي الغرب، عادة ما تقوم معظم شركات تمويل شراء السيارات بزيارة منزل العميل فقط عند استعادة السيارة.
ويقول محللو سوق السيارات إن التحول في موقف الصين تجاه الائتمان ما زال في بدايته. لكن كلاوس باور، الرئيس العالمي لأبحاث السيارات في شركة إيبسوس، يلاحظ أن ''السنوات الخمس الماضية كان فيها تغيير هائل في نهج حياة الأشخاص في الصين وهذا يمتد إلى شراء السيارات، ويُعتبَر هذا تغيرا كبيرا جداً''.
تعليقات