استثمارات الدولة إلى أين؟ بقلم خالد البواردي

الاقتصاد الآن

746 مشاهدات 0

صورة ارشيفية

 

 

الاستثمارات المملوكة للدولة هي من يعول عليه نحو تنويع مصادر الدخل وتوظيف السعوديين وقد رأينا بعض الشركات الحكوميَّة قد أدَّت الدور المطلوب منها وساهمت مساهمة فعَّالة في اقتصاد البلد وتحقيق أعلى مردود، أما في بعض شركات الدَّوْلة فنرى أن أداءها أقل من المطلوب.

في الأسبوع الماضي تحدَّثت عن شركة سنابل السعوديَّة وذكرت بأننا لم نرَ منها أيّ مشروعات تذكر ولم تحقق الهدف المطلوب منها منذ تأسيسها، والحقيقة أنَّها ليست هي الوحيدة التي لم تحقق أهداف الحكومة، بل إن هناك الشركة السعوديَّة العقارية التي كان أداؤها بالرغم من أنّه أفضل من سنابل السعوديَّة إلا أنَّه متواضع جدًا رغم مرور ستة وثلاثين عامًا على تأسيسها.

أسهل طريقة لقياس إِنْجاز الشركات هو مقارنتها بشركات مشابهة وفي بيئة مشابهة، وأقرب مقارنة للشركة السعوديَّة العقارية هي شركة إعمار الإمارتية التي تمتلك اليوم في السعوديَّة مشروعات أكبر من تلك التي تمتلكها الشركة السعوديَّة العقارية كما أن إعمار تعمل في أكثر من مدينة في المملكة والشركة العقارية تعمل في الرياض فقط. وفيما يلي مقارنة سريعة بين الشركتين:

تأسست إعمار الإماراتية عام 1997 وأصبحت من الشركات الرائدة عالميًّا في مجال التطوير العقاري ولها مشروعات جبارة وضعت دبي على خريطة العالم.

من مشروعاتها، بناء أعلى برج في العالم وإنشاء أحد أكبر أسواق العالم، كما أنشأت اثني عشر مشروعًا ضخمًا، منها دبي مارينا ومنطقة برج خليفة واريبيان رانشز. وتحتوي هذه المشروعات على آلاف الوحدات السكنية بالإضافة إلى أماكن تسوق وترفيه.

لقد قدَّمت إعمار قيمة مضافة لدبي وزرعت البهجة في ساكني هذه المشروعات ومرتاديها وأصبحت أماكن للجذب السياحي. لقد غيَّرت إعمار حياة النَّاس والطريقة التي يعيشون بها إلى الأفضل.. وبعد نجاحها محليًّا ذهبت إلى العالميَّة حيث أصبحت تعمل اليوم في اثنتي عشرة دولة.

أما بالنِّسبة للشركة العقارية السعوديَّة، فقد تأسست عام 1976 وتقول الشركة في رؤيتها: إنّها ترغب في أن تكون شركة عقارية عالميَّة.. وبالرغم من الرؤية العالميَّة إلا أنّه منذ تأسيسها قبل 36 سنة لا يوجد لها أيّ مشروع خارج الرياض.

ومن مشروعاتها داخل الرياض، بناء حوالي 1500 وحدة سكنية صغيرة ومجمع سكني وتجاري في شارع الستين وبناء العقارية 1 و2 و3 التي دائمًا نراها ويندر أن نزورها. ناهيك عن مقارنة الجودة بين مشروعات الشركتين.

أما عندما نقارن بلغة الأرقام فنجد بأن العقارية أُسسَت قبل 36 عامًا وإعمار قبل 15 عامًا، اما بالنِّسبة للقيمة السوقية فإنَّ القيمة السوقية للعقارية 4.3 مليار وإعمار 22.7 مليار، وبالنِّسبة للدخل فإنَّ صافي دخل العقارية 150 مليونًا وصافي دخل إعمار 1.8 مليار.

كان من المفترض أن تكون الشركة السعوديَّة العقارية من الشركات العالميَّة أو على الأقل من الشركات المحليَّة التي وضعت بصمتها بمشروعات ساهمت في حلِّ مشكلة الإسكان وتطوير السياحة الداخليَّة. مساهمة الشركة في القطاع الترفيهي والسكني لا تكاد تذكر وقد كان بالإمكان أن تكون من أكبر الشركات المساهمة في حلِّ مشكلة الإسكان الحالية.

السبب وبدون أدنى شك هي الإدارة فالإدارة هي ما جعل سابك والمراعي وجرير تتفوق وتصل إلى قمَّة النجاح، نظرة إلى تطوّر أرباح المراعي وجرير مقارنة بمنافسيها نعلم بأن الإدارة هي العمود الفقري للنجاح. شركات القطاع الخاص أو شركات الدولة يجب أن يَتمَّ اختيار الأكفأ والمتميِّز لها، إدارة جيِّدة لا تكفي بل نحتاج إلى إدارة متميزة.

العامل المشترك بين شركة سنابل السعوديَّة التي لم تثمر والعقارية السعوديَّة ذات الرؤية العالميَّة التي لم تتعد حدود الرياض هي أن الشركتين مملوكتان لصندوق الاستثمارات العامَّة، لذا يجب إعادة النَّظر في طريقة إدارة هذا الصندوق ومراجعة إنجازاته وتطويره ليخدم مصلحة أجيال اليوم وأجيال المستقبل، يكفي ما ضاع علينا من فرص.

الآن:الجزيرة

تعليقات

اكتب تعليقك