أهمية التسريع في تطبيق الاتحاد الخليجي بقلم د.سامي بن عبدالعزيز النعيم
الاقتصاد الآنديسمبر 27, 2012, 3:22 م 578 مشاهدات 0
بمناسبة انعقاد القمة الخليجية الثالثة والثلاثون في مملكة البحرين الشقيقة، أو التحدث هذا الأسبوع عن أهمية الاتحاد وأهمية التسريع في تطبيقه بين دول الخليج العربي الست الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- في القمة السابقة ويأمل -حفظه الله- أن يتم الإعلان الرسمي عن تطبيقه خلال القمة القادمة التي سوف تنعقد في مدينة الرياض العام القادم كما ذكره ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في كلمته التي ألقاها بالنيابة عن خادم الحرمين الشريفين خلال افتتاح المؤتمر. إن أهمية هذه الدعوة الكريمة وأهمية التسريع في تنفيذها على أرض الواقع ليس له فقط بعد وأهمية عسكرية للحفاظ على أمن دول الخليج العربي الواقعة في منطقة جغرافية محاطة بالنزاعات الإقليمية والحروب المتتالية ابتداء بالنزاع الفلسطيني الصهيوني ومن ثم مروراً بالحرب الإيرانية العراقية ثم حرب الخليج الأولى وتحرير دولة الكويت من الغزو العراقي الغاشم وحرب الخليج الثانية وختاما بالنزاع الإيراني الغربي حول ملف إيران النووي الشائك والمريب ومن ثم حركات الربيع العربي التي امتدت غربا وشرقا. ولا ننسى كذلك الأطماع الإيرانية والدولية في هذا الإقليم المتخم بالثروات البترولية والغاز الطبيعي والتدخلات الخارجية الإيرانية كما حصل في مملكة البحرين الشقيقة وخطر ذلك التدخل على الأمن القومي لجميع الدول الخليجية الست وليس فقط على مملكة البحرين. عند ما ننظر إلى لغة الأرقام بعد تطبيق فكرة الاتحاد العام القادم -إن شاء الله- فإننا نجد أن هذا الاتحاد سوف يمتلك احتياطي نفط أكثر من 500 بليون برميل بترول والذي يمثل أكثر من 35% من الاحتياطيات العالمية للبترول وسوف يمتلك أكثر من 42 ترليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي الذي يمثل أكثر من 25% من احتياطيات الغاز الطبيعي العالمية، أضف إلى ذلك الكميات الهائلة من البترول والغاز غير مكتشف بعد خاصة في المملكة العربية السعودية، والكميات الهائلة من البترول والغاز غير التقليدي الذي يقدر بعدة بليونات البراميل من البترول ومئات الترليونات من الأقدام المكعبة من الغاز الطبيعي غير التقليدي، والكميات الهائلة من مصادر الطاقة البديلة المستقبلية وفي مقدمتها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مما سوف يجعل هذا الاتحاد يتحكم بخريطة الطاقة العالمية على المدى البعيد. وكمذكر خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- أن هذا الاتحاد يجب أن يكون اتحاداً متماسكا ومتكاملا ليس فقط اقتصاديا وخارجيا كالاتحاد الأوروبي بل عسكري وأمني بطريقة محكمة وفعالة تؤدي إلى وجود منظومة واحدة دفاعية ممثلة بجيش واحد قوي يستطيع الحفاظ على دول الاتحاد من الأخطار الخارجية، ومنظومة أمنية واستخباراتية واحدة تستطيع الحفاظ على الأمن الداخلي لدول الاتحاد. إن هذا الاتحاد وبلا شك سوف يؤدي إلى الأمن والاستقرار والانتعاش الاقتصادي والتكامل والتكافل بين دوله الضروري لتوفير الحياة الكريمة لكل مواطنيه وكل من يعيش على ترابه، فنحن لدينا عوامل وأسباب استراتيجية للاتحاد أقوى من دول الاتحاد الأوروبي، فاللغة واحدة والدين واحد والأصل واحد والمستقبل واحد، أضف إلى ذلك المحبة والأخوة والمصاهرة. اللهم عجل بهذا الاتحاد وبارك فيه واجعله خيراً وسلاما لأهله الطيبين، اللهم آمين، اللهم آمين، اللهم آمين.
تعليقات