الجريمة تزداد يوما بعد يوم!!.. وائل الحساوي مستنكراً
زاوية الكتابكتب ديسمبر 27, 2012, 12:46 ص 1408 مشاهدات 0
الراي
نسمات / ليس أسهل من مكافحة الجريمة
د. وائل الحساوي
كعادتنا ننتفض في كل مرة تحدث عندنا جريمة مروعة ونطالب بالقصاص من القتلى وبتطبيق القوانين الرادعة على المجرمين، ثم يتنافس نواب المجلس على التنادي لعقد جلسة خاصة لنقاش ظاهرة الجريمة التي استشرت في الكويت.... ثم ماذا؟! لا شيء، بل ان تلك الظاهرة تزداد يوما بعد يوم وتتفاقم، ألم تسمعوا عن قصة الدب الصغير الذي اتخذه اهل البيت وسيلة للترفيه عن ابنائهم، ولما كبر افترس ابناءهم؟! هذه هي قصة هؤلاء الشباب اليافعين المدللين الذين يملأون علينا الدنيا بجمالهم ودلالهم، بينما يحملون في داخلهم قلوب مجرمين ووحوش لا تلبث ان تنقض علينا لتفتك بنا.
قد يقول قائل: ولكن ماذا تريدنا ان نفعل بتلك المصيبة التي حلت على رؤوسنا وتتمثل في ابنائنا وبناتنا؟!
بالطبع فإن الجواب ليس سهلا لانه يتعلق اولا بمناهج التربية التي نمارسها في بيوتنا ومدارسنا، وهذه تتطلب اصلاحا جذريا للانسان قبل الحديث عن المناهج والكتب والمدرسين.
وهب ان الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني والاسر قد قامت بدورها، فهل ستنجح في ظل وجود المؤثرات الخارجية التي تهدم ليل نهار في المجتمع من اعلام مستورد وعادات دخيلة ومجرمين منتشرين بيننا كما قال الشاعر:
ولو ألف بانٍ خلفهم هادم لكفى
فكيف ببانٍ خلفه ألف هادم
وقول آخر:
متى يبلغ البنيان يوما تمامه
اذا كنت تبنيه وغيرك يهدم؟!
هنالك قضية مهمة قد تكون اسهل كثيرا في ردع الجريمة لكن للاسف ان منظمات حقوق الانسان العالمية قد ارعبت الناس منها وصورتها بالوحشية والتخلف والردة عن الانسانية، ألا وهي العقوبات الرادعة للجرائم، ومن يسمع دفاعهم المستميت يعتقد بأنهم يدافعون عن الابرياء وليس عن مجرمين يستحقون اشد العقوبة ان لم يكن تأديبا لهم فقط فهي لردع الجريمة في المجتمع وحماية افراد المجتمع.
ولو تكلمنا بلغة الارقام فإن دراسة لجامعة ايموري الاميركية على اكثر من ثلاثة آلاف مقاطعة اميركية في الفترة من 1977 الى 1996 اظهرت نتائجها ان كل اعدام يتم تنفيذه يساهم بالمتوسط في خفض 18 جريمة قتل، وفي دراسة لشايرد استنتج بأن التعجل في تنفيذ الاعدام يساهم في خفض جريمة قتل واحدة مقابل 2.75 سنة انتظار يتم تقليصها، اي ان السرعة في تنفيذ العقوبة لها رادع اعظم بكثير من بقاء قضايا سنوات طويلة في المحاكم - كما يحدث الان - بحيث ينسى الناس الجريمة ويلتهون بغيرها.
يقول الله تعالى: «ولكم في القصاص حياة يا أولي الالباب لعلكم تتقون» فالقصاص هو حياة للمجتمع ولأفراده، والتساهل الذي هو سمة مميزة للقوانين الوضعية يقتل في الناس روح الثأر من المجرمين وشفاء صدورهم لايقاع القصاص العادل، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لحد يعمل به في الارض خير للناس من ان يمطروا اربعين صباحا»، ولست في مجال بيان المساوئ الكثيرة للسجون من تخريجها للمزيد من المجرمين واعطائها دروسا في الجريمة، ومن نفقاتها الكبيرة التي يتحملها المجتمع، ناهيك عن ان غالبية خريجي السجون يعودون الي جرائمهم بعد الخروج من السجن.
تعليقات