أخطاء عديدة يسجلها جاسم بودي بدء من أبناء الأسرة حتى الناخب العادى..ويتساءل من يجرؤ على الاعتراف بها والتصدى لها، ويجيب بالنفى!
زاوية الكتابكتب مايو 2, 2008, منتصف الليل 549 مشاهدات 0
من يجرؤ؟
يحتاج التغيير في الكويت إلى جرأة، يحتاج إلى أوسع مشاركة في هذه الجرأة، يحتاج إلى الاعتراف بالعجز عن توسيع الآفاق والقصور في الاقدام والضيق في الرؤية.
من يجرؤ من الأسرة على القول إن الخلاف وليس الاختلاف يسود العلاقة بين بعض الاقطاب، وان هذا الخلاف يفسر الكثير من صراعات الأمة، من يجرؤ على القول إن بعض ممارسات أبناء في الأسرة يسيء إلى هيبة الحكم أكثر من اساءته إلى الآخرين.
من يجرؤ من مؤسسة الحكم على القول إنه أخطأ كثيراً في تفصيل بعض المشاريع على قياس أشخاص بعينهم، وأخطأ كثيراً في عقد الصفقات مع النواب، وأخطأ كثيراً في تكريس لعبة سياسية قوامها تحويل الحكومة إلى حزب والبرلمان إلى حزب آخر، وإبقاء البلد أسير الصراع بين الحزبين، وأخطأ كثيراً في التردد عند كل استحقاق إصلاحي بحجة «التعاون»، وأخطأ كثيراً في ترك المستشارين يحكمون بالواسطة، وأخطأ كثيراً في إدارة الظهر لشارع كبر أمله في التغيير.
ومن يجرؤ من النواب على الاعتراف بغياب الرؤية الإصلاحية لديه وبأن شخصانيته دفعته للانخراط في مشروع هذا القطب أو ذاك الشيخ، من يجرؤ على القول إنه أخطأ كثيراً في تغليب السجال على التعاون وإقرار المشاريع التنموية الضرورية لمستقبل الكويتيين، ومن يجرؤ على القول إنه نسي دوره الرقابي التشريعي لمصلحة أدوار أخرى لم تحمه ولم تحفظ له مقعده.
ومن يجرؤ من المرشحين على القول إنه يخطئ كثيراً في استمرار الانسياق وراء ما تريده القبيلة والطائفة والمذهب والمنطقة على حساب الرؤية الوطنية الشاملة الجامعة، ومن يجرؤ على الاعتراف بأن مصلحته الذاتية تأتي أولا حتى ولو ملأ الدنيا تصريحات بأنه يلتزم قرار القبيلة أو الطائفة، من يستطيع أن يجري مراجعة ذاتية يكشف فيها أن أساليب المنافسة لم تكن شريفة وأنه كان عوداً من حزمة مصالح تُدار من خارج الدائرة، ومن يجرؤ على الانسحاب من قائمة أو تكتل بحجة أنها قائمة من لون واحد، قبلية أو طائفية أو مناطقية!
من يجرؤ من الناخبين على الاعتراف بأنه لا يصوت لبرنامج مرشح وإنما لمرشح «المطلوب» أن يصوت له بفعل عوامل أسرية واجتماعية ومذهبية ومصلحية، ومن يجرؤ على دعم منح المرأة حقوقها السياسية فعلاً من خلال منحها الصوت الرابع في أضعف الإيمان إن لم يكن الصوت الأول، ومن يجرؤ على محاسبة النائب الذي أكثر من وعوده ولم ينفذ شيئاً، أم ان «كلمة السر» هي دائماً الأقوى في الخيار والاختيار؟
فعل الجرأة مطلوب أيضاً من الجميع... من الإعلاميين والاقتصاديين وأعضاء مؤسسات المجتمع المدني والهيئات والمؤسسات الاجتماعية والتربويين والمفكرين. فالمجتمعات لم تتطور إلا بالمراجعة الواقعية والدقيقة، والكويت من الدول التي لا نشهد فيها تجارب مراجعة ذاتية لمسؤول سواء كان في السلطة أو خارجها، وإذا حصلت المراجعة فإنما تكون تصفية حسابات شخصية يصور فيها من يقوم بها نفسه بأنه «المظلوم الشجاع» الذي فقد منصبه بسبب تكتل الآخرين ضده.
الكويت تحتاج إلى هذا المستوى من الجرأة في المراجعات الذاتية والاعتراف بخطأ التجربة، ففي ذلك قمة القوة لا قمة الضعف... ومع ذلك لم يجرؤ أحد.
جاسم بودي
تعليقات