'مثقفو الشعب' أصبحوا في عزلة.. هكذا يعتقد تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 651 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  عوامل تثير 'مثقفي الشعب'!

د. تركي العازمي

 

القانون وتطبيقه... حماية المال العام... الأمن... حسن اختيار القياديين... الحفاظ على النسيج الاجتماعي.. العيش الرخاء.. تطوير التعليم.. توفير المسكن والخدمات الصحية.. والقضاء على ظاهرة الازدحام المروري... هذه عوامل مختصرة تؤثر في طبيعة الحراك السياسي والعلاقة بين الحكومة والشعب!
فالفئات المستثارة من الشعب... بعضها وجد الخروج للشارع للتعبير عن رأيها تجاه قضايا متصلة في بعض العوامل المذكورة أعلاه... وبعضها يرى أن التعبير عن الرأي لوحده لا يكفي والبعض الآخر من «مثقفي الشعب» يرى ما لا يراه العموم فهم «أي مثقفي الشعب» أصبحوا في عزلة فلا الحكومة تستشيرهم ولا المعارضة تدعوهم لـ «جلساتها المغلقة»!
كنت في وقت سابق طالبت كتلة الغالبية «المعارضة» بضم عدد أكبر من مثقفي الشعب كي يحصلوا على عدد أكبر من المؤيدين وهو أمر لم يحصل وظلت نفس الأسماء هي من تقود وبعضها جاهل بمفاهيم القيادة!
لذلك فالظن بأن العودة إلى النظام القديم سيتم من خلال الخروج في مسيرات داخل المناطق السكنية لربما يحصل لكن المتوقع أن يستمر الوضع على ماهو عليه وحتى وإن تم حل مجلس 2012 فإننا سنجد المشاركة في نظام 5+1 مختلفة لأن خسارة بعض المجاميع سيجعلها أمام خيار واحد وهو المشاركة خـــــاصة وأنــــهم عــــدديا يستــــطيعون الفــــوز بينما الداعون إلى 5+4 فبالهم مشغول في «البدل»!
لو كنت في مكان الحكومة لوضعت خيار تطبيق القانون على الجميع بأكثر فاعلية وحاولت قدر المستطاع معالجة القصور الذي شاب معظم القضايا المرتبطة في العوامل المذكورة أعلاه وعليه ستنخفض نسبة المعارضة وستبرهن الحكومة حسن النوايا!
ولو كنت في مكان الحكومة لقمت بمحاربة كل فاسد ومفسد... وبالقانون ولا يجب أن تغض الحكومة النظر عن فرد أو مجموعة ما!
والحكومة تفهم سبب الحراك السياسي المناهض لأدائها التشغيلي ومستوى خدماتها المتدنية و«التجاوزات» التي شهدها المال العام ولا يمكن بأي حال من الأحوال إقناع من لم يشارك في الانتخابات الماضية إلا من خلال القضاء على العوامل التي تسببت في إثارة مثقفي الشعب!
تستطيع أن تحلل الوضع وفق ثقافتك ولكنك لا يجوز أن تفرض قناعتك على البقية من مثقفي الشعب وهذا الأمر الواقع يتطلب فتح المجال أمام طبقة من المثقفين تم تجاهلهم ليس لقصور منهم لكن فكرهم لا يقبل السير كـــــــ «الأعمى» خلف المجاميع التي تتقدم خط الدفاع عن المكاسب الدستورية من كتل وتيارات ومجاميع معلومة لدى الجميع!
نذكر هنا تحركاً إيجابيا من وزير الصحة بعد إلغائه عقد جامعة جون هوبكنز ونرجو منه مراجعة عقد جامعة ماكجيل ومستوى القياديين في الوزارة وهو مطلب حري بجميع الوزراء اتباعه حيث معظم القضايا المتسبب فيها قياديون دون المستوى!
نكتب اليوم وفق قناعة مختلفة متمنين من المولى عز شأنه أن يحفظ البلد والعباد من كل مكروه... والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك