جمل أم بغق !!

زاوية الكتاب

كتب 4697 مشاهدات 0


اجبر هتلر اليهود إثناء الحرب العالمية الثانية، بوضع نجمه داوود السداسية على صدروهم عند خروجهم من المنزل، لتميزهم عن باقي الألمان وإلا تعرضوا لأشد العقاب.
هذا التمييز من الفوهرر الألماني، يحاول الجهاز المركزي أن يفعل مثله هذه الأيام لكن بطريقة اخرى، وما البطاقات الملونة التي صدرت للبدون مؤخراً بألوانها الأحمر والأصفر والأزرق والأخضر ألا دليلا على ذلك التوجه، ' ويا خوفي من بكره ' كما قال عبد الحليم حافظ، 'وتطق برأس' فوهرر ويطور الموضوع ويطلب من أصحاب البطاقات الحمراء بوضع كبوس حمر على رؤوسهم عند خروجهم من المنزل، ومن أصحاب البطاقات الزرقاء كبوس ازرق ، وكذلك بقية الألوان .
حينها لك أن تتخيل بدونا وهو بطريقه الى الدوام، وقد اتصلت عليه والدته مهلوعة : ' وينك يمه ؟! ارجع بسرعة ... نسيت كبوسك'!! فيأخذ المسكين فوق تحت على عجل، قبل أن يمسكه احد رجال الفوهرر !!


أن البطاقات الملونة التي يظهر أن لأحد مدرسي الرسم كف وأنامل بالموضوع، هي بين سيئ واسوا ولا تضيف شيئا للبدون، وخصوصاً البطاقة الخضراء التي تشع ظلماً كما اليورانيوم، كون أصحابها مستوفي شروط التجنيس لكنهم سينتظرون لسنوات خمس قادمة، حتى، وضع خط تحت كلمة حتى، ينظر في أمرهم وهم بذلك أشبه بالأيتام على موائد اللئام!!
لا نريد أن نتحدث عن أصحاب البطاقة الحمراء فالله يعينهم على لونهم لان حالهم واقف كالإشارة الحمراء. وهنا نسأل هل هذا 'ما قدرك الله عليه' يا جهازنا المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية '... حقاً كما قالت العرب ' تمخض الجبل فولد فأراً ' .


الجهاز المركزي باسمه الطويل جدا، والذي يتفوق بالطول على سور الصين العظيم، يذكرني بليبيا القذافي باسمها الرسمي 'الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى' لذلك وبمبادرة شخصية مني قمت باختصار اسم الجهاز المركزي المكون من ثمان كلمات، بأخذ الحرف الأول من كل كلمة ليصبح اسمه الجديد: 'جمل أم بغق ' وهذه 'هديه ما ورآها جزيه' أقدمها free للحكومة وفوقها بعير أم سالم !! وهوما سيوفر على الناس الحروف والكلمات، فيقول الرجل مثلا: عندي غدا مراجعة لجمل أم بغق، فيما يسأل أخر صديقاً له : تكفه.. تعرف واسطة في جمل أم بغق. وهكذا دواليك ... أرأيتم كيف أن الحياة أسهل مع مولينيكس، ومع جمل أم بغق !!
وبخلاف الاختصار، فان تغيير الاسم له فائدة قانونية أيضا،
إذ لا يعقل أن بدونا كان بالأمس مقيما بصورة غير قانونية وقد أصبح اليوم كويتيا حتى فشلة ، أو أن شهيداً تم تجنيسه وقد كان هو الأخر مقيما بصورة غير قانونية، يعني مجرم وبطل في آن واحد .. ما تنبلع!! فلو أن الحكومة لم تتدرج بتسمية البدون الى غير مبين، ثم غير محدد الجنسية، الى أن استقرت على التسمية الأخيرة، وهو تدرج شبيه بالبيضة، التي تتحول الى يرقة، ثم الى شرنقة، ثم فراشة، لكان وقعها اللفظي اقل وطأة.
نعود الى بطاقاتنا الملونة 'والعود مشاري' ونقول، أن هذه البطاقات ستكون سيئة السمعة والسلوك، وستحال عاجلا ام آجلا الى شرطة الآداب، خصوصا وإنها ستدخل البدون في متاهة جديدة لن تخلو من الطرافة في بعض الأحيان، ولن نستغرب لو أن احد البدون ممن يحمل بطاقة مراجعة ذات الشريط..الأحمر المسمى الرسمي للبطاقة ـ قام بخطبة فتاة تحمل بطاقة مراجعة ذات شريط اخضر، وقال له والد الفتاة:' اعذرني يا إولدي.. أنت احمر وابنيتي خضرة .. ومابي أضيع مستقبلها..شوفلك وحده من لونك'!! فينكسر الشاب ولسان حاله يقول : قل للمليحة ذي الشريط الاخضري .. ماذا فعلت بالبدون الاحمري!!
هذا الرجل الأخضر الرافض للمعرس الأحمر، من باب أن 'الناس ألوان'، نذكره بأن لا فضل لأخضر على أحمر. أن أكرمكم عند الله اتقاكم. ثم لو فرضنا أن الزواج تم بين احمر واخضر، فهل الناتج بعد الطرح والقسمة سيكون مولودا لونه اصفر، استنادا لما تعلمناه في حصة الرسم!!
ضالان ومع توزيع الألوان على مستحقيها، الأخضر اخضر، والأزرق ازرق..الخ، فهل يعني ذلك أن الأزمة في طريقها الى الحل، ام يتفتق عقل جمل أم بغق عن ألوان جديدة أكثر عصرية، كالفوشي والبمبي والتركواز، وبتقسيمات جديدة حسب الوزن هذه المرة، ليس لها علاقة بإحصاء 65 وغيره من الشروط.. هذا ما سنشاهده بالحلقات القادمة، من مسلسل معاناة البدون، الذي يظهر انه سيكون أطول من حلقات مسلسل مكسيكي مدبلج، نعايش معا بألم أحداث الحلقة 148!!

الآن - رأي: كامل الفضلي

تعليقات

اكتب تعليقك