مبارك الذروة ناصحاً: النجاح والتميز لا يصنعه الحل الامني أوصمت القبور!

زاوية الكتاب

كتب 841 مشاهدات 0


الراي

رواق الفكر  /  صحة الكويتيين في خطر

د. مبارك الذروة

 

يجمع العلماء على أهمية الصحة النفسية في استقرار الانسان وسعادته، فاجتماع القوة النفسية للفرد في المجتمع وانسجامه مع المحيط الثقافي والاجتماعي واتساق هذا كله مع المناخ السياسي يدفع المواطن بلا شك إلى الرضا والعمل والانجاز...
هناك امراض نفسية قد يصاب بها المرء بسبب فقدان عزيز أو خسارة فادحة او حادث أليم.
وهناك ما يسمى بأمراض الهجرة النفسية كالاكتئاب كما في السويد والنرويج والدنمارك حيث يصاب بها من يهاجر بحثا عن حياة كريمة فلا يجد ما كان يتوقعه.... فينكسر محبطا منزويا سلبيا عن المجتمع!!
فقدان الثقة بالمؤسسات الحكومية وقوانين الدولة أدى إلى اهتزازات خطيرة في معدلات الانجاز والرضا الوظيفي للمواطن الكويتي.
وشعور المواطن بضعف الرقابة الحكومية على المال العام أصابه أيضا بالقلق والإحباط والخوف من المستقبل المجهول.
ازداد الامر اكتئابا بعد خروج الوزير السابق شعيب المويزري وكشفه لعبث الحكومة بأموال الدولة والأجيال القادمة وبيع حصصها لأصولها ذات الربحية الجيدة!
ان نظر بعض المواطنين الكويتيين اليوم للمؤسسة التشريعية هي نظرة مشوبة بالشك!! ونظرهم لنواب الصوت الواحد غير مريحة...، فالمقاطعون ينظرون إلى سوء الحياة السياسية وعبثها، ومستقبل البلاد بيد من وصلوا لمصالحهم الخاصة وللتكسب!!
والمشاركون لديهم هم وتحدٍ كبير في إثبات الوجود وتقديم خدمة ذات تكلفة باهظة تنسي الشعب معاناة السنين العجاف!! ثم هم بعد ذلك يعانون من انهزام الذات امام المجموع العام... فمحاولة نواب اليوم تشكيل معارضة شرسة لن يصدقه الشعب المراقب!..، فالعملية ليست كلباس الثياب الشتوية... للوقاية من البرد فقط!!، فلن يصدق احد ان يتحول دميثير إلى معارض مثلا!!، ولن ينال مكانة شعبوية اذا استقال في حال عدم اسقاط القروض مثلا!، ولن يقنع الشارع تعاون سيد عدنان او تهاونه!، الا اذا كانت المعارضة قائمة على فلسفة المزاج النفسي!
من هنا كلا الفريقين يعاني من هم! من هم مخيف... ينعكس على الاداء النيابي والحكومي... المشارك والمقاطع.
ان فوائض المال وعلو معدلات السوق وارتفاع أرقام النمو... لا تقيم نهضة ولا تحيي أمة ما لم يسبقها استقرار الشعب وتماسك انساقه... ان يعيش الكويتيون بسلام وثقة مع قوانين الدولة ومؤسساتها! وان يشعر ذوو الدخل المحدود بالأمن من جودة الإدارة وجديتها ومصداقية النهج الحكومي اليوم... هذا ما يدفع البلاد إلى الأمام... نحو مستقبل أفضل.
ما لم تلتفت السلطة إلى الأمراض النفسية الملاحظة اليوم في حواراتنا ودواويننا وبرامجنا والتي سببتها إدارة البغضاء والاقصاء والتخلف الاعلامي والسياسي فإن مستقبل كثير من ابنائنا في خطر!
فالجرائم والحوادث والانحرافات السلوكية لا تأتي من فراغ، وكذا الابداعات العبقرية والنجاح والتميز ايضا لا يصنعه الحل الامني أوصمت القبور...!
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه ورزقنا جميعا الأمن النفسي والأمان في الاوطان.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك