هناك اولويات أهم من شيل الصحافة وحط الصحافة.. نايف العدواني مؤكداً

الشاهد

شيل الصحافة وحط الصحافة

د. نايف عبد الله العدواني

 

قرار رئيس مجلس الأمة بنقل الصحافيين البرلمانيين الى القاعة العلوية بدلاً من الطابق الارضي للقاعة، هو قرار يخص الرئاسة وأمانة سر المجلس وقد يكون لدواعي تنظيمية أو أمنية؟ هذا لا يهم ولكن الاهم هو لماذا اصبح هو الاهم في اولويات رئيس مجلس الامة الجديد، وهل هذا الموضوع من الأهمية والضرورة بمكان ان يحصل بصفة الاستعجال، ام ان الامر له علاقة بقرار رئيس المجلس الاسبق احمد السعدون الذي ألغى قرار رئيس المجلس السابق جاسم الخرافي وقرر اعادتهم الى الشرفة الارضية، وهل الأمر له علاقة بحالة السجال بين الرئيس الحالي والرئيس السابق على خلفية تصريحاته السياسية، ومواقفهم الوطنية وهل قرار نقل الصحافيين اهم من اعادة تنظيم الهيكل الاداري لمجلس الامة الذي سيطر على مناصبه ولمدة طويلة التيار الديني المتحالف مع الحكومة، وبقية ايتام اعضاء مجلس الامة السابقين، وهل المبالغ المالية والكوادر المالية والمميزات العينية وما يتبعها من الشرهات وبند المكافآت يتناسب مع الجهد والمؤهلات التي يحظى بها موظفو وقياديو مجلس الامة، وهل المناصب التي يتقلدونها تتفق مع اشخاصهم، اذ ان احد مرشحي المجلس الحالي والذي لم يحالفه الحظ ويشغل منصباً قيادياً في مجلس الامة، كشف لنا تصريحه في وسائل الاعلام عن سذاجته وسخافته وقلة درايته بالأمور العامة ناهيك بالشأن السياسي وامور السلطة التشريعية وهل قرار نقل الصحافيين اهم من تعديل اللائحة الداخلية لمجلس الامة لوقف سيل الاستجوابات الشخصانية والاستعراضية ووقاحة بعض الاعضاء ضد زملائهم من الوزراء والاعضاء الآخرين؟ وهل القرار اهم من متابعة سلوك بعض اعضاء مجلس الامة وتصريحاتهم ضد مصلحة الكويت وشتم اشقائهم من حكام ورؤساء بعض دول الخليج والدول العربية، او الحد من افشاء اسرار الدولة امام عدسات الكاميرات وامام الصحافة العالمية والمحلية وهل القرار اهم من اعداد الأعضاء الجدد في دورة تدريبية في المعهد البرلماني »المغلق والمعطل« لمعرفة اصول الرقابة والالمام ببنود الدستور، ومواد اللائحة الداخلية وضرورة حضور اعمال اللجان ومعرفة متى يتم استخدام الادوات الدستورية واخيراً الاستجواب وكيف يعد وما محاوره وما الهدف والصالح العام منه قبل تقديمه الى رئيس مجلس الامة، هناك اولويات كثيرة نستطيع ان نقوم بها بدلاً من شيل الصحافة وحط الصحافة.