خليفة الخرافي ناصحاً: ما نحتاجه قيادات فاعلة وليس بالواسطة!

زاوية الكتاب

كتب 689 مشاهدات 0


القبس

بلوانا بقياديينا! نظرية 'حاء حاء'

خليفة مساعد الخرافي

 

«من الواجب - وعاجل جدا - إعادة تقييم اداء جميع القياديين في الدولة، لعدم توافر - في كثير منهم - ميزات القيادي الناجح».

هذا هو اول بند من توصيات اللجنة الاستشارية العليا، التي شكّلها سمو الامير.

وأكد تقرير توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق هذه التوصية في اول بند من تقريره، مشيرا الى ان معظم القياديين الحاليين ليست لديهم القدرة على تنفيذ خطة التنمية، لمحدودية امكاناتهم الفنية والادارية والقيادية.

لا تقام الامم ولا تتطور الا بقيادات فذّة. لهذا، تعطَّلت مشاريعنا، وتخبَّطت امورنا، وضاعت احلامنا! هذه القيادات الفاشلة تستفيد من عدم المساءلة، فتعيث في الكويت فساداً، تغطي نقصها في الخبرة والعلم والتقصير بالنفاق، وبإثارة الفتن والتبريرات وإلقاء اللوم على آخرين، وفزعة نوابها إما لطائفتها أو قبيلتها، أو «شِلّتها» من شيوخ، او غيرهم.

سمو رئيس الوزراء.. لديك مهام كثيرة، أهمها انتشال خطة التنمية من عثرتها، ومعها قانون الخصخصة المنكوب! كما ان هناك مشاريع حيوية تعطّلت، كمدينة الحرير المتطورة والمتميزة في مخططاتها، وميناء مبارك في جزيرة بوبيان، الذي سينمي التجارة البينية (الترانزيت)، لما لموقع جزيرة بوبيان من ميزة استراتيجية لملاصقتها دولتي ايران والعراق، اللتين يفوق تعداد سكانهما مائة مليون نسمة، وقد تصدى الشيخ محمد المبارك، لتنفيذ وانجاز اضخم مشروعين في الكويت، وهما: مدينة الحرير وميناء مبارك، اضافة الى عمله وزيراً للبلدية، وهي مهمة سيتعرّض فيها لضغوط كثيرة، سواء كوزير للبلدية او مسؤوليته عن المشروعين الجبارين.

سمو رئيس الوزراء.. مشاريع الــ B.O.T في جهاز المشاريع الكبرى، والمبادرات جاهزة للتنفيذ، تنتظر التفاتة واحدة منك لتنفيذها، تحتاج متابعة، كما ان هناك دراسات ومقترحات مهمة أُهمِلت!

سمو رئيس الوزراء.. لديكم كوكبة من شباب الكويت وشاباتها المتفوقين، تم تدريبهم في افضل مؤسسات الخبرات في متابعة ومراقبة انجاز المشاريع الكبرى، وهو ما تحتاجه في هذه المرحلة الحرجة، والأعين جميعها تتطلع اليك - المحب والكاره والحاقد والحاسد - فلن يعينك على تحقيق اهدافك لإصلاح الكويت وتطويرها الا شباب «ذخر» المتحمس، المتمرس، الفاعل، وهم جاهزون للعمل.

سمو رئيس الوزراء.. لن تعينك قيادات في الدولة! جُرِّبت كثيرا، وتبين ان لا جدوى ولا فائدة ولا خير يُرجى منها، فمعظمها أتى عن طريق الواسطة. فمنها من يتبع فئة، ومنها من يتبع طائفة، ومنها من يتبع قبيلة، ويا ليتهم يختارون افضل ما في الطائفة والقبيلة والعائلة! حيث نجد كثيرا منهم يفتقرون الى حُسن القيادة والادارة والعلم، ولا يملكون قدرات الابداع والمبادرة والمثابرة، ولا صفات القيادي الناجح.

يا سمو رئيس الوزراء.. هل تملكون القدرة على إصدار قرار بتقييم اداء القياديين من قيادات عليا ووسطى من خلال لجان اجنبية مُطعَّمة بكفاءات وخبرات وطنية متخصصة بتقييم القياديين عن طريق اختبارات خاصة؟ إذا وجدتها فستلقى كثيرا من القياديين في الدولة لن يتمكنوا من تجاوز هذه الاختبارات!

سمو رئيس الوزراء، ما تحتاجه الكويت هو قيادات فاعلة وليس بالواسطة.

هناك رافد آخر بالاستعانة بقياديين كويتيين، الا وهم بعض القيادات الامنية والعسكرية، والتي تقاعدت، خوفا من نظرية «حاء، حاء»، حيث قيل: من يرفض عرض وزارتي الداخلية والدفاع - بإغراء القيادات العليا الامنية والعسكرية في التقاعد مقابل اعطائه مبلغاً يقارب مائة الف دينار كويتي وزيادة راتبه التقاعدي، بما يقارب سبعمائة وخمسين ديناراً كويتياً - فهو إما انه ضابط «حرامي»، وإما انه ضابط «حمار»، فتقاعدت اغلبية القيادات الامنية والعسكرية، حتى لا تنطبق عليهم نظرية «الحاء، الحاء»، ولإغراء العرض السخي جدا المقدم.

سمو رئيس الوزراء.. هناك قيادات عسكرية وامنية حصلت على دورات اركان من معاهد عسكرية مشهود لها بالعراقة والخبرة، وحصلوا على تقديرات متقدمة بدرجة «جيد جدا» و«امتياز»، يضاف إليها تربيتهم العسكرية بالحزم، واتباع الخطة في تنفيذ البرنامج بكفاءة من دون كلل او ملل، اضافة الى نزاهتهم، نتمنى الاستعانة بخبراتهم.

* * *

سمو رئيس الوزراء.. محاربة الفساد ليست بالخطب والتصريحات والكلمات، بل بتطبيق قانون هيئة النزاهة الذي سيكشف - بقوة وحزم - القيادي الشريف النزيه من القيادي الفاسد المرتشي، هكذا تتم محاربة الفساد. وهو الاجراء الوحيد الذي يقضي على الفساد «اللي ما تشيله البعارين»، بكشف ذمة هؤلاء وعقاراتهم واملاكهم ومصدر هذه الاموال والاملاك! هل هم وارثو هذه الاموال، أم من خلال تجارة بالحلال، ام من الرشى وعمولات لصفقات مشبوهة؟!

* * *

بسبب البيروقراطية ومحاولة تنفيع بعضهم، بخلق ادارات للوزارات والمؤسسات، كثر عدد القيادات العليا والوسطى، فأصبح القياديون في الكويت «الكود أبيزه» وبعض قياديينا «ما تسرحهم بصخلتين»!

* * *

ما لفت نظري في الجلسة الافتتاحية لمجلس الامة، وأعجبت به اعجابا كبيرا، وأكبرت فروسيتهما، كلمتا النائبين د. علي العمير، والاخ احمد المليفي، ردا على فوز منافسهما الاخ علي الراشد، واللتان تدلان على رقيهما وحُسن طباعهما، كما أُعجبت اكثر برد النائب سيد عدنان عبد الصمد، الذي لم يحول عدم فوزه الى معركة مع الحكومة والمجلس، وهو من ينتمي الى كتلة سياسية فاعلة وقوية، ولم يكرر فعل احدهم، حين فقد منصب الرئاسة في مجالس سابقة، لك منِّي كل تحية وتقدير يا سيد عدنان عبد الصمد، فالكويت عندك أولاً، وليس الكرسي.

نتمنى التوفيق والنجاح للحكومة ولمجلس الامة في سعيهما لإصلاح الوطن وتطويره.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك