'ضرر للجميع'.. وليد الغانم منتقداً لجوء الحكومة للخيار الأمني
زاوية الكتابكتب ديسمبر 20, 2012, 12:28 ص 768 مشاهدات 0
القبس
الخيار الأمني.. ليس في مصلحة أحد!
وليد عبد الله الغانم
شاهد الناس كلهم الفرق الشاسع في تعامل الجهات الأمنية مع التجمُّعات الليلية، التي جرت في مناطق مختلفة من البلد الاسبوع الماضي، فحينما كانت الحكمة والتفاهم سيدَي الموقف في الجهراء كانت الآليات العسكرية والقنابل المسيلة للدموع حاضرة في مناطق اخرى كالصباحية.
لاحظت جيدا ان في وزارة الداخلية جناحين للتعامل مع تجمعات المواطنين، سواء تلك المرخصة او غيرها. ففي حين يجنح الطرف الأول في «الداخلية» للتعامل بالحكمة والهدوء وتفويت الفرصة على أي صِدام محتمل، يعمد الطرف الثاني في «الداخلية» - أيضا - الى استباق الاحداث واستفزاز المواطنين واستدراجهم لأي مواجهة بالقول والفعل تتبعها اثارة واحتكاك مفتعل.
دعونا نقرأ الاحداث تاريخيا، كما وقعت فعليا خلال الأشهر الستة الماضية.. حكمت «الدستورية» ببطلان مجلس 2012، لا بسبب من المجلس، وانما بسبب عدم صحة مرسوم حل مجلس 2009، فتم إبطال مجلس 2012، ثم أعلنت الحكومة أن اسباب حل مجلس 2009 قائمة، لكنها وبدلا من حله، قامت - وبشكل مفاجئ - باحالة قانون الدوائر الخمس الى «الدستورية» وأبقت على مجلس 2009، ثم حكمت المحكمة الدستورية في سبتمبر بأن الدوائر الخمس دستورية ولا شبهة فيها، فتنفس الناس الصعداء لينتظروا حل مجلس 2009 والدعوة الى الانتخابات، ليصدر مرسوم الدعوة بالصوت الواحد، بدلا من الوضع القائم بأربعة أصوات، فتتصاعد حركات المعارضة التي تجتمع على مقاطعة الانتخابات، ليأتينا مجلس بأقل نسبة مشاركة وأعلى نسبة مقاطعة في تاريخ الكويت السياسي.. كيف نقيّم هذه الأحداث؟!
لقد منحت الحكومة بمرسوم الصوت الواحد المبرر للمعارضين لها، للاجتماع من جديد، رغم اختلافهم، وبينما كان سحب مرسوم الصوت الواحد هو الحد الأدنى من المطالبات، الا انه من بين المعترضين من يحمل مطالب مختلفة تتمثل في الوزارة الشعبية وانشاء الاحزاب وغير ذلك، وإذا لم يتم طرح هذه الأمور الكبيرة ومناقشتها من خلال مجلس أمة منتخب برغبة شعبية مستقلة لنقطع مبررات الخروج في الشارع، فسيظل الشارع محلا للمواجهات والصدام المستمر المنتهي بالخيار الأمني، وهو أمر يضر بالجميع - كما نشاهد - وبالتأكيد، لا نقبل بأذى المواطنين ولا بالإساءة الى رجال الأمن، كما نرفض الفوضى وإهانة القانون من كل الأطراف، والله الموفِّق.
***
• إضاءة تاريخية: أول نوخذة كويتي استخدم الجامة في الغوص هو خليفة بورسلي، حيث شاهدها في غواصة الجبيل، فاستقدم الفكرة للكويت وطوّرها وجعل لها إطاراً من خشب، وكانت تساعد الغاصة في توضيح الرؤية داخل البحر، وتوفي سنة 1951، رحمه الله.
تعليقات