لهذا ستهزم الأمة
زاوية الكتابالشريان: خمسون عاما ونحن نمدح الظلمة والفساد بالسلطة
كتب ديسمبر 18, 2012, 6:06 م 3622 مشاهدات 0
خص عضو مجلس إدارة جمعية المحامين المحامي شريان الشريان، خص بمقال عن ما اسماه بفساد السلطة منذ خمسون عاما، فيما يلي نص المقال:
نحن أمه تنتج الكذب وتصدقه وترى الحقيقة استهتار وغوغاء ، والطغيان والاستعباد للعباد استقرار فقط نتحدث بالماضي ونفتخر بأوهامه ، خمسون عام عمر ديمقراطيتنا المزيفة خمسون عام ونحن نتعلق بذيل الحداثة خمسون عام ودستورنا يطعن من الخلف تارة من السلطة وتارة من الشعب.
خمسون عام ونحن نمدح الظلمة والفساد خمسون عام والسلطة لا تقبل النقد وتفتح قلبها للمدح والتملق وتكرم من يعمل بكار المدح والنفاق، أن لغة المدح بسياسة هي عنوان على ضعفها ووهنها ولهذا أصبح بعض الفقهاء والأساتذة والدكاترة من أصحاب الألسنة المدفوعة فتجد السلطة تغزوهم بالجاه والنعمة والرخاء والعطايا فتجدهم من الفائزين، ومن لا يعرف ان يتعاطا مع هذا النفاق والكذب فإن الطريق يسد أمامه وتصبح عيشته قاسيه لان ذنبه الوحيد عفاف لسانه من مرض التملق والمدح والتمجيد.
خمسون عام والقطاع العام ينهب الاقتصاد يعاني الكساد رغم ثروتنا ومتانة خزينتنا العامة بسبب أن الأمة لم تتعلم بمناهجها العلمية غير مدح السلطة والتغني بها وإطلاق الأشعار لها والتزلف لمسؤوليها بمفردات الفخر والعز ومن خلال ثقافة التملق، استغلت السلطة السياسة هذه الثقافة المستوردة مناجم الدول الفاشية والدكتاتورية لتضيف عليها مبدأ جديد وهو مفهوم دولة الطعام والراتب والعلاج وتردي عبارتهم الشهيرة ماذا تريدون تموين وظيفة بيت علاج تعليم، أهذا ليس كافي أهذا النعم موجودة لدى الشعوب الأخرى لهذا يجب عليكم يا شعب ان تطيعوا وتسمعوا وان لا تنتقدوا وتتدخلوا بسياسة فقط تحمدوا وحمدوا ربكم على ذلك ..
نعم يا ساده لابد ان نحمد الله على ذلك ولكن يجب ان نعلم أن النعم من الله كما ان نعم وطننا تحديدا ابتكرها وأنتجها الله سبحانه وتعالي لنا فهي من النعم التي جلبتها الطبيعة لهذا الوطن، فالسلطة لم تبتكرها أو تساهم بنمائها لأنها لا تستطيع الإنتاج فمستواها العقلي يتوقف عند اخرج النفط وبيعه واستثمار جزء من ماله بالعقار والبورصة عن طريق جيش من المستشارين والخبراء والمختصين ورغم هذا 'مو فالحين ولا قادرين' ان يحققوا التميز بما وهبهم الله به من ثروات لماذا ؟؟ لان ثقافة المدح كرست بعقول البعض مقولة اعمل فلا حساب أمامك ولا يوجد قوه تراقبك فالمال مالك والبيت بيتك والأرض أرضك ولهذا نحن نعيش بشيخوخة أفكارنا التي أصبحت عاجزة فكل شي واقف التنمية والتطور والصحة والتعليم والرياضة والفن والمسرح والجامعة والبنية التحتية فقط نحن متطورين بإرساء مفاهيم الطاعة واستغلال الدين لتكريس منهج الركوع للعباد أما المستفيدون من هذا التخلف هم المادحون الهائمون المتغزلون للعباد لتحقيق هدف الوصول للقيادة وتكليفهم برياده لمجتمعهم فالشعوب التي لا تحاسب ولا تراقب ولا تدقق او تتفكر بما لها وما عليها وتكرس مناهج الضغط من اجل الإصلاح هي بالأصل شعوب خانعة معدومة سيلعنها المستقبل .. فكما تكونوا يولى عليكم .. 'وخبزاً خبزتيه يا الرفله اكليه .. '.
تعليقات