العسكر بين الحربش ومشعل الأحمد
محليات وبرلمانالفارس الوهمي والفارس الحقيقي
إبريل 30, 2008, منتصف الليل 1966 مشاهدات 0
عاش البورجوازي دون كيشوت في اسبانيا في القرن السادس عشروكان رجل متوسط الحال لم يتزوج من كثرةشغفه بكتب الفروسية فانقطع ما بينه وبين الواقع وراح يفكر في إعادة دور الفرسان وذلك بمحاكاتهم والسير على نهجهم حيث يخرجون لينشروا العدل وينصروا الضعفاء، ويدافعوا عن المساكين.
قبل شهرين وبدون مقدمات فتح النائب السابق مرشح الدائرة الثانية حاليا الدكتور جمعان الحربش النار على وزارة الدفاع متهما رئيس الأركان بالتقصير والشللية وان المؤسسة العسكرية تعاني من خلل . لقد تمثلت مطالب الحربش في حينه في قضايا واضحة وضوح الشمس وهي المحسوبية في إلحاق الضباط بدورات الأركان و عدم جاهزية طائرات سلاح الطيران وإهمال الذخيرة وتسرب القيادات الوسطى و الكلية العسكرية ومشاكل الطلبة والأكاديميين فيها .ثم ازدادت وتيرة الهجمات لينظم للحربش أعضاءآخرون من 'حدس' ،حيث توسع النائب السابق مرشح الدائرة الرابعة حاليا الدكتور ضيف الله بورمية ليقول إن سبب سقوط الوزارة و حل المجلس هو تجاوزات وزارة الدفاع وأنه اعد استجواب للنائب الأول وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك مما جعل الأخير يتحاشى الاستجواب فيصعد الأمور حتى استقالت الحكومة وتم حل المجلس .
يوم أمس صدم المتابعون لنشاط النائب السابق مرشح الدائرة الثانية الدكتور جمعان الحربش من تصريحه الذي قال من ضمنه عن إقرار بعض الامتيازات المالية الجديدة للقيادات في المؤسسة العسكرية انه' يشيد بهذا القرار' وان 'هذا القرار يعد تقديرا وتكريما لهم على سنوات العطاء'. ثم يشير الحربش إلى' انه قد نمى إلى علمه بأنه تمت إلزامية نتائج اختبارات دورات الأركان التي تجرى في البلاد قبل بدء كل دوره، ما يمنع وينهي حالات التلاعب في النتائج والتي كانت تحدث وتتم في السابق بناء على تعليمات' بعض القيادات العسكرية'،ليختم تصريحه 'انه في حالة ما تحقق ذلك الهدف بالتعاون والتفاهم بين السلطتين يكون هذا أروع واصدق مثال على التعاون في روح وطنية متميزة وعالية والتي يجب أن تسود دائما بدلا من الصراعات المتكررة التي أخرت البلد ولم تنفع أحدا'.
لا يمكن أن يفسر ماسبق إلا بأن النائب السابق مرشح الدائرة الثانية الدكتور جمعان الحربش قد تبنى خط 'حدس ' العتيد في عقد الصفقات، ولا نعلم حقيقة ماجرى، لكن المؤكد أن وزارة الدفاع تشن منذ مدة حملة علاقات عامة لتحسين صور الوزير والقيادات العسكرية سواء بالعتب على أهل الصحف أو بالتهديد والوعيد تحت ذريعة سرية العمل العسكري، ثم اخيرا بحجب المدونات ومحاولة اختراق المواقع التي تنتقد اوجه القصور. فهل نجحت وزارة الدفاع في اختراق' حدس'؟ أم تحييد الحربش شخصيا؟ من خلال فتح قناة تسويق انتخابي له يتم عبرها قبول عسكر من طرف الحربش لدورات الأركان و الطلبة ضباط في الكلية العسكرية ، أم انه قد تم وعده بتنفيذ طلب' حدس' الشرعي وهو السماح بتربية اللحى للعسكريين ؟ أم أن هناك صفقة لصالح احد كوادر 'حدس ' هدفها منصب وكيل وزارة الدفاع الشاغر منذ اعتكاف وكيل الوزارة الشيخ صباح الناصر؟
إن إشادة الحربش بالقرارات التي صدرت لصالح العسكريين هو استخفافا بعقول المراقبين للصفقات في زمن الانتخابات وزمن التشكيلة الوزارية .ولا تعدوا إلا أن تكون غزل سياسي أوتهدئة صدرت بها الأوامر للحربش من القيادة العليا 'لحدس'. حيث قال في غزله ' إن استكمال هذه الإجراءات والامتيازات أثناء فترة الحل يعد مؤشرا مشجعا على نية ورغبة الحكومة الصادقة في التعاون مع المجلس المقبل ووفق أرضية واضحة وقوية للإصلاح الحقيقي وليس بالشعارات فقط'
الكل يعلم أن إقرارالعلاوات التقاعدية للعسكريين تمت نتيجة جهد واضح للشيخ مشعل الأحمد الذي وعد وأوفى بوعده بانجاز القرار في أسبوعين .وهو بلا شك فارس حقيقي في نظر العسكريين، أما الحربش فلا دخل له او 'لحدس' في هذا الموضوع حتى يشيدون به ،لكن النجاح كمايقال في الأمثال له ألف أب . في الوقت نفسه لا نجد فيما تحقق للعسكريين سوى القبول في كلية الأركان كما صرح الحربش فأين ما هو أهم من ذلك أين إصلاح جاهزية سلاح الطيران التي هاجمتها وأين إهمال الذخيرة وأين تسرب القيادات وأين كادر الأكاديميين وأين الكثير من الخلل في رئاسة الأركان وذكرته قبل شهرين .
في زمن اختلاط الصور بين إنجازات القول وانجازات الفعل وبين الفارس الوهمي والفارس الحقيقي انقطع ما بين د. الحربش وبين الواقع وراح يحاول التقاط مجد لم ينجزه . بل نجزم ان الحربش اكتشف أن سيفه الخشبي اضعف من مقارعة طواحين وزارة الدفاع فلجأ إلى عقد الهدن والصفقات. ونزعم ايضا أن الصورة اكبر من ذلك وأن 'حدس' في مستويات عليا أرادت التكسب من نجاح مشروع مشعل الأحمد لصالح العسكريين وتجييره لصالحها في فترة توزيع المناصب الوزارية ؟
تعليقات