شملان العيسى منتقداً: التعليم العام في حالة ترد مستمرة!

زاوية الكتاب

كتب 828 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  لماذا تردى التعليم؟! (2-1)

د. شملان يوسف العيسى

 

رغم الاهتمام الكبير الذي تبديه الدولة وعلى رأسها صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح لقضايا التعليم في بلدنا الا ان الحقيقة المرة هي ان التعليم العام في حالة ترد مستمرة وقد اكدت على ذلك التقارير الدولية التي نشرتها الصحافة مؤخراً.
السؤال الذي علينا طرحه هو من هو المسؤول عن تردي التعليم؟ هل هي الاسرة أم المدرسة ام المجتمع؟ الاجابة على هذا التساؤل ليست بالامر السهل، فالعائلة هي الاساس في تربية الطفل وتعليمه وثقافته واعداده لمعركة الحياة.. علينا ان نقر ونعترف بان العائلة الكويتية مرت في مراحل أهملت فيها تربية ابنائها، ففي السابق قبل اكتشاف النفط كانت العائلة الممتدة (الجد والجدة والاولاد) كانوا يولون ابناءهم كل العناية، فلقد حرص معظم ابناء المجتمع على تعليم ابنائهم القراءة والكتابة وتعليم القرآن الكريم وكان الاهل يدفعون الرسوم المدرسية المطلوبة للمطوع والمطوعة نظير تعليم ابنائهم هذا الحرص على التعليم يعود على «عقلية الحرمان» وهي شعور الانسان لحاجة التعليم لتحسين مستوى معيشته، حتى بعد فتح المدرسة المباركية كان المواطنون يدفعون الرسوم لتعليم ابنائهم وكان الفقراء يحصلون على تبرعات المحسنين لتعليم ابنائهم او يحصلون على اعفاء من الرسوم ان كانوا متفوقين.
ماذا حدث للعائلة الكويتية بعد النفط؟ في البداية في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات كان هناك اهتمام من قبل الاسرة بتعليم ابنائهم، لكن مع ازياد الثروة وازدياد الاعتماد على الخدم في تربية الابناء وانشغال الاهل في قضاياهم ومشاكلهم الخاصة تخلى اولياء الامور عن تدريس ابنائهم لانشغالهم في العمل او التجارة وتركوا امر التعليم للمدرس الخصوصي بعد ازدحام مقاعد الدراسة، واصبح الاهل يعتمدون على الدروس الخصوصية اكثر ولم يعودوا يتابعون دراسة ابنائهم، وتركوا كل شيء على المدرسة املاً بان تحل المدرسة مكان العائلة في تربية الابناء وتدريسهم، هذا الدور السلبي للعائلة الكويتية ولا ندعي كل العائلات لكن معظم الاهالي اليوم اقتصر دورهم مع الاسف على لوم وزارة التربية أو المدرسين او الحكومة لكن اولياء الامور لايسألون انفسهم لماذا يتغيب ابناؤهم عن المدرسة ولماذا لا يعتمد ابناؤهم على انفسهم بدلاً من المدرس الخصوصي؟ ولماذا ترددت ثقافة الطالب وتحصيله الثقافي والعلمي، والسبب واضح وهو اهمال الاهل لابنائهم وتركهم ينشغلون في نظم المعلوماتية الحديثة سواء كانت تلفزيون او فيديو او انترنت وتويتر وغيرها، كل ذلك يحصل بتشجيع من الاهل لانهم يتصورون بان التربية تعني الافراط في تدليع الابناء على اقتناء اخر الاكتشافات من التلفونات الحديثة – آي باد – وغيرها..
الاهل اهملوا أبناءهم وتركوهم لانهم كانوا يتصورون بان دورهم يقتصر على توفير الماديات لابنائهم وان مهمتهم في تربية الابناء قد انتهت بعد تسليمهم للمدرسة، بدون ان يتصوروا بان للمدرسة مشاكلها.. (وللموضوع بقية).

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك