تجاهل ثرثرة الأسواق أعظم دروس 2012 بقلم جيمس ماكينتوش
الاقتصاد الآنديسمبر 17, 2012, 2:03 م 599 مشاهدات 0
يجب على جميع المستثمرين الجادين أن يحتفظوا بيومياتهم. فخلافا للانضباط الذي تفرضه على الاستثمار، تسمح اليوميات للفرد بالرجوع والنظر فيما تركه وراءه. مثلا، ما الذي حمله على شراء أسهم شركة إنرون. ومن دون السجلات المعاصرة، فنحن بني آدم المعرضون للخطأ، لدينا عادة سيئة هي خلق قصص للتبرير الذاتي، ما يجعل من الصعب علينا أن نتعلم من أخطائنا.
وكتاب الأعمدة في الصحف ليسوا محصنين. فعلى الرغم من أن وجهات نظرنا تطبع كل يوم ليراها الجميع، إلا أن قليلين من القراء فقط هم من يتذكرون أكبر الأخطاء – أما الكاتب فهو بالتأكيد يتذكر النجاح فقط. لقد حظرت سلطات الصحة والسلامة استخدام صحف الأمس في لف الأسماك ورقاقات البطاطس، لكن يبقى المبدأ.
وبعد الانتقادات الموجهة إلى استراتيجي وول ستريت بسبب سجلهم البائس الخاص بتوقعاتهم لأسواق الأسهم على مدار العقد الماضي (معدل فشلهم أكبر من المعدل السنوي لتحركات السوق) من العدل العودة والنظر مرة أخرى إلى أداء التوقعات قصيرة الأجل والتوقعات بعيدة الأجل هذا العام.
أحرز كاتبك بعض الضربات التي يفخر بها. فباستعادة الأحداث الماضية، كان إدراج ''فيسبوك'' واحدا من الأحداث التي كان ينبغي تجنبها. وكانت النصيحة التي تم تقديمها لمن حصلوا على أسهم في عملية التعويم هي أن يبيعوها في الحال. وفي يوم الطرح الأولي العام الفاشل، قفزت الأسهم لفترة وجيزة من 38 دولارا إلى 45 دولارا، قبل أن تتراجع مرة أخرى. ولم تصل مرة ثانية أبدا إلى سعر البيع، والآن تحوم حول 27 دولارا.
ولم تكن التوقعات في السوق الكبرى سيئة للغاية، فقد أدركت التوقعات على المدى القصير خطر ارتفاع السوق في الأشهر الثلاثة الأولى، حتى مع الاعتقاد بأن ذلك مبالغ فيه. وفي خطوة صحيحة تماما، تم رفض القروض الطويلة الأجل التي قدمها البنك المركزي الأوروبي لأنها لم تكن كافية في حد ذاتها لحل المشاكل الأوروبية.
وبعد الانهيار الذي أعقب الانتخابات اليونانية، تم استبعاد انتعاش دام فترة قصيرة في أيار (مايو) باعتباره قفزة قط ميت.
وعندما كان رد فعل السوق سيئا جدا حيال فشل البنك المركزي الأوروبي في التصرف في بداية آب (أغسطس)، استنتج تحليل قدم رؤية لوضع السوق في المدى القريب أن المستثمرين على خطأ: حينها تحدث ماريو دراجي، رئيس البنك المركزي الأوروبي، وكان ينبغي للمستثمرين أن يكونوا سعداء. فقد تغيرت الأحوال في السوق وبدأ اليورو انتعاشا مذهلا بلغ معه 1.317 دولار.
لكن نتج عن هذا العام دروس مؤلمة أيضا، فعندما تراجعت السوق في حزيران (يونيو)، كانت النظرة القصيرة حذرة. فقد كان عدم وجود تقدم في سياسة منطقة اليورو يعني، من وجهة نظر الكاتب، أن الأمر خطير جدا أن يتم شراء البنوك المتضررة التي كانت أرخص الأصول في المنطقة. واتضح أن ذلك كان خطأ كبيرا، فما كان يهم ليس فقط السياسة ولكن السعر أيضا.
فالمستثمرون الذين كانت لديهم ثقة بأن صناع السياسة الأوروبية يعملون على منع انهيار النظام المصرفي كان يمكنهم، مثلا، أن يشتروا بنك بي إن بي باريبا الفرنسي بما يقل عن 40 في المائة من القيمة الدفترية، وهو سعر رخيص يعادل تقريبا مستواه في آذار (مارس) 2009. والذين فعلوا ذلك، حققوا مكاسب بلغت 73 في المائة في أقل من ستة أشهر، لأن صائدي الصفقات ساعدوا الأسهم على الارتفاع قبل مدة طويلة من تدخل دراجي.
وكانت التوقعات الخاصة بالتحرك السياسي معقولة، فالسوق كانت لديها بالفعل ثقة مفرطة بأن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي جولة أخرى من التسهيلات الكمية في أوائل العام. ونمت المخاوف حول خفض النفقات الأمريكية التلقائية وزيادة الضرائب بمجرد أن أصبحت الانتخابات الأمريكية من الماضي.
وأول الدروس الكبيرة التي يجب أن يتم إعادة تعلمها من قبل المستثمرين مرارا وتكرارا هو أن معظم الثرثرة اليومية في السوق ليست ذات صلة.
وقد اتضحت الحقيقة هذا العام أكثر من أي وقت مضى. فالمستثمرون الذين اشتروا في بداية العام وذهبوا لقضاء العطلات أبلوا بلاء حسنا. وكان من الصعب خسارة الأموال في المراهنات على الأسواق المهمة.
وكانت السوق الكبيرة الوحيدة التي سقطت هي البرازيل، حيث انخفض مؤشر بوفسبا بنسبة 6.66 في المائة. وبعيدا عن عدد من الأسواق الحدودية المعروفة (كازاخستان وأوكرانيا تراجعتا بنسبة 16 في المائة و37 في المائة) برزت قبرص بوصفها صاحبة أسوأ أداء في العالم. فقد انخفضت بنسبة 58 في المائة لتبتعد من ذروة بلغتها في 2007 بنسبة بلغت الآن أكثر من 97 في المائة، بعدما أجبر عجز اليونان الجزيرة المنقسمة على توسل المساعدات الأوروبية.
واتضح عدم وجود منطق يذكر يدعم كون المرء مفرطا في الانتقائية بين أسوق الأسهم الكبيرة. فقد حققت الأسهم في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو وبريطانيا عائدات بلغت 15 في المائة، قياسا بالدولار، بما في ذلك أرباح الأسهم. وكانت الأسواق الناشئة متقدمة قليلا، على الرغم من تباطؤ البرازيل، وكانت اليابان هي السوق الكبيرة الوحيدة المتخلفة عن الركب (على الرغم من أن هناك مستثمرين صنعوا كثيرا من المال). وربما تبدو النظرة القصيرة متغطرسة فيما يتعلق بتحذير في كانون الثاني (يناير) الماضي من أن توقعات الأرباح كانت أعلى بكثير في الولايات المتحدة وأوروبا، لكنها جانبت الصواب باعتقادها أن ذلك يمكن أن يؤثر في أسعار الأسهم.
وثمة شيء واحد فقط مهم حقا هذا العام، وخير دليل عليه هو نجوم الأداء في عام 2012: السندات الأوروبية الطرفية.
إن الجزء المعرفي المهم الذي كان سيكون أكثر فائدة في بداية العام هو أن اليورو سيتماسك بفضل البنك المركزي الأوروبي. إن المستثمرين الذين أبقوا على السندات البرتغالية ذات العشر سنوات يجب أن يكونوا متبلدين، لكنهم حققوا عائدا بلغ 75 في المائة. وثاني أكبر درس لهذا العام هو أن أفضل التداولات التي تشعر بالإحراج من إخبار أصدقائك عنها.
تعليقات