السيارة الأولى.. والطريق الطويلة بقلم حميد عوض العنزي
الاقتصاد الآنديسمبر 15, 2012, 12:28 م 555 مشاهدات 0
أن تنتج سَيَّارَة على أرضك متأخرًا خيرٌ من أن تبقى طول حياتك متفرجًا على سيَّارات الآخرين التي تستوردها بكميات هائلة، وربما هذا سبب فرحة مشاهدة أول سَيَّارَة تنتج أو تجمَّع على أرض المملكة، التي قادها الوزير الشاب الدكتور توفيق الربيعة في تاريخ تاريخي 12-12-2012 م وكانت نتاج بدء مصنع شركة «إيسوزو» العالميَّة بالمملكة، وتحدَّثت بعض المصادر أنْ يُوفِّرَ هذا المصنع وظائف مباشرة وغير مباشرة بنحو 4800 وظيفة للسعوديين.
** أيْضًا توقيع خطاب النوايا لمشروع صناعة السيَّارات بين البرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعيَّة التابع لوزارة التجارة والصناعة وشركة جاكوار لاندروفر للسيَّارات الذي يتوقع أن يكون بحجم استثمارات تصل إلى 4.5 مليار ريال في مرحلته الأولى، وذلك لإنتاج 50 ألف سَيَّارَة سنويًّا للأسواق المحليَّة والعالميَّة في الوقت الذي قدِّرت فيه حجم القُوَّة العاملة بنحو 4500 موظف، ويُتوقَّع أن يبدأ الإنتاج فيه بحلول 2017م، فهذه مشروعات مشرقة انتظرناها طويلاً.
** من حقِّنا أن نفرح بمثل هذه الصناعات لأنّها ذات مردود إيجابيّ على برامج توظيف السعوديين، وغالبًا فرصها الوظيفية تكون مرغوبة من الشباب لأنّها شركات عالميَّة وتوفر لموظفيها مزايا تسهم في استقرارهم الوظيفي، إضافة إلى التقنيات المتقدِّمة لهذه الشركات، وإذا صدقت الأرقام فإنَّ مثل هذه الصناعة ستوفر نحو 10000 وظيفة للشباب السعودي، وهو رقم جيد خصوصًا في مثل هذه الصناعة، إضافة إلى أن مثل هذه الصناعات سوف تدعم الصناعات التحويلية المُتَعَلِّقة بالسيَّارات، التي أيْضًا بدورها سوف تخلق معها فرصًا استثماريَّة ووظيفية.
** وعلى الرغم من أن جميع الخطط الخمسية كانت تُؤكِّد على أهمية تنويع القاعدة الاقتصاديَّة من خلال التوجُّه للصناعة وجعلها هدفًا رئيسًا إلا أن وزارة التجارة والصناعة كانت لعقود مضت قد عطلت تفعيل هذا التوجُّه بسبب البيروقراطية التي أفقدت المملكة استقطاب الصناعات المهمة، إلا أن الوزارة في عهدها الجديد تعيد الأمل بفكر يتجاوز بيروقراطية تلك الحقبة الزمنية.
** صناعة سيَّارات النقل تُعدُّ خطوة أولى لكن يجب ألا نقف عندها طويلاً فالمستقبل يجب أن ينظر بعمق للصناعة بقاعدتها العريضة وألا تكون مرتبطة بشركة أو اثنتين، نحن نتمنّى أن نتجاوز إلى الحلم البعيد بأن نكون بلدًا صناعيًّا بالمعنى الحقيقي، ولا يجب أن نطيل الاحتفال والاحتفاء بمنتج واحد أو بشركة معينة، فالطَّريق طويلة، وأن نكون بلدًا صناعيَّة أمر ليس بالسهل، وأيْضًا ليس مستحيلاً، لكنَّه يحتاج إلى عمل دؤوب وإستراتيجيات حقيقية، وأن توحد الجهود تجاه تحقيق ذلك.
تعليقات