راسبوتين البدون !!

في عام 1976 أمر امبراطور افريقيا الوسطى 'بوكاسا' المشهور بحبه للحوم البشر، بذبح مجموعة من السجناء ' المجسمين' وتقديمهم وجبة غداء لضيوفه، باحدى المناسبات الوطنية المصادفة مع اليوم العالمي لحقوق الانسان في العاشر من ديسمبر.

ولان حديثنا سيكون جزء منه عن هذا اليوم العالمي، فان البدون من ناحيتهم يحمدون الله على ان المعتقلين الثمانية خلال المظاهرة الاخيرة باليوم العالمي لحقوق الانسان كانوا شباب 'معظمين' وليسوا مجسمين، والا ربما لقدمتهم الحكومة 'قوازي بشرية' بمناسبتها الوطنية بعودة مجلس الامة، كما فعل 'خويهم' بوكاسا او بوطاسا!!

وانطلاقا من دستورك ادينك، فان القانون اعطى حق التظاهر السلمي للافراد دون اخذ موافقة السلطات الرسمية التي ناقضت دستورها الذي صاغه عقلها وخطته اناملها، واشترطت تقديم طلب التظاهر من ثلاث مواطنين وقبل خمسة ايام من المظاهرة..ولا ادري ان كانت هناك شروط اخرى للموافقة كتقديم صور شخصية مقاس 4×6 بخلفية زرقاء لجميع المتظاهرين، أو أن لا يقل عمر المتظاهرعن 75سنة ولا يزيد عن 100 بهدف دمج الشباب بالخبرة!! ولان خيالي يسرح بي كما يسرح الراعي بغنمه، فان سبب رفض ترخيص المظاهرة والله اعلم والعهدة على خيالي الواسع، كان بسبب رقم موبايل مقدم الطلب المسجل على الكتاب، والذي لم يكن رقما ذهبيا او فضيا بل كان 'سكسيا' بوجود اربع ستات ببدايته، وقد دون بالكتاب الذي نشرته 'الان' ويظهر في اسفله رقم موبايل مقدمه. المهم ان البدون نفذوا ما برؤوسهم بطريقة سلمية، ومع ذلك ضربوا واعتقلوا وعليه نسال:' هذا نفرات بدون ماكو جنجال...ليش شرطي طقي ' ؟!! خصوصا وانهم كانوا يرددون خلال التظاهرة الاناشيد الوطنية التي لم تنفع اوتشفع لهم امام هروات رجال الداخلية، لذلك انصحهم بالمرات القادمة ان يغنوا على وقع الطبول الافريقية:'جمبولي جمبوليلا...جمبولي جمبوليلا...جمبولي جمبولالا' ويرقصوا كما الافارقة في مظاهراتهم، فيندمج رجال القوات الخاصة معهم ويشاركونهم الرقص على النغم الجمبوليلي...وادي، اديله..ادي، اديله، فيختلط الحابل بالنابل وتضيع الصقله..وياهيك مظاهرة يا اما بلا!!

ان تجاوزات الداخلية بقمع التظاهرة السلمية الاخيرة التي بدأت بازالة خيمة عزاء لاحد البدون، لم يسلم من شرها وهو فوق الارض فلحقته الى تحت الارض، لهي تجاوزات مستنكرة، بالذات وهي التي جاءت مع اليوم العالمي لحقوق الانسان..آل حقوق الانسان..آل!! ولا ادري ماذا كانت ستعمل الحكومة بالمتظاهرين، لو تصادفت المظاهرة مثلا مع اليوم العالمي للعمال؟!

ولما كان البدون مثل شعب الروهنجا لا بواكي لهم، وهم مخيرون بين اكل لحم الميت او اكل لحم الخنزير، لم يكن امامهم الا التظاهر والتظاهر فقط سواء كان بيوم عالمي للانسان، او بيوم عالمي للطفل، او حتى بيوم عالمي لسرطان الثدي، وعليه اقول لمناهضي البدون ممن يتغدون في روما ويتعشون في باريس، ان 'وراكم يوم مثل دق الثوم'.. يوم لا ينفع مال ولا بنون.

ان مظاهرات البدون مرشحة فوق العادة وتحتها بالاستمرار، ولن تتوقف حتى تحج البقرعلى قرونها، لان الحكومة الماسكة بالخيط والمخيط تستمتع بممارسة السادية معهم، ولو كانت جادة لحلت وحلحلت قضيتهم بكل اريحية، وهي تضحك بدلع منسدحة على شط البحر تداعب رمله الناعم بقدمها الكريمة، لكنها هداها الله أصرت يصر اصرارا، وألحت يلح الحاحا، والمعنى في بطن التاجر، تعاملت مع تجنيس البدون بمنطلق تجاري بحت بحساب الربح والخسارة، ووضعت باللجنة المركزية رجلا يتوافق مع تلك السياسة، رجلا يسمى راسبوتين، تعرفونه جيدا، يردد للبدون جملة واحدة لا ثاني لها كرهتهم بالمبتدأ والخبروهي :' طلعو جناسيكم' ولان هذه الجملة تحديدا تصيبنا نحن معشر البدون بالغثيان، وجب الرد على راسبوتين ومؤيديه من الراسبوتيين، بجملة عكسية بلسان مقلوب تنفَره من كل حروف الهجاء وفوقها حروف الجر، مكتوبة على لافتة سنرفعها بالمظاهرة السلمية القادمة نقول فيها:'وصلتنا رسالتك غدا يا راسبوتين، وسنكشف امام اذنيك عن جنسياتنا الاصلية المزورة، عندما نلقاك بالامس..مع تحيات سيبويه' !!