الإسبان يهاجرون من بلدهم بسبب تفاقم الأزمة المالية
الاقتصاد الآنديسمبر 14, 2012, 6:24 م 526 مشاهدات 0
خلال سنوات الألفين تحولت إسبانيا بفضل انتعاش القطاع العقاري إلى فردوس للمهاجرين لكنها اليوم بعد أن تأزم ذلك القطاع في 2008 والأزمة الاقتصادية، انقلبت الآية فأصبح الإسبان هم الذين يسلكون طريق الهجرة.
وقد كان المهاجرون ومعظمهم من البلدان التي كانت تحتلها إسبانيا سابقا في أمريكا اللاتينية، أول من فقدوا عملهم وعادوا إلى بلدانهم التي أصبحت اليوم تنعم بنمو كبير.
وتلاهم الإسبان من ذوي الكفاءات بسبب البطالة التي تطال عاملا من أصل أربعة وشابا يقل عمره عن 24 سنة من أصل اثنين، فتوجهوا إلى البلدان الأوروبية وكذلك الى البرازيل وفنزويلا.
ومن بين هؤلاء المهاجرين مرثيديس مارتين (29 سنة) التي سترحل في يناير الى البرازيل على أمل تطوير شركتها للتسويق على الإنترنت بدلا من البقاء في إسبانيا والبحث عن زبائن غير محتملين.
وقالت مرثيديس التي سبق وقامت بزيارات استعداد لذلك البلد 'إنه أمر صعب، لأن الشركات هنا لا تستثمر. إنها تخاف وتقتصد كثيرا في النفقات، وفي البرازيل أظن أن هناك فرصا أكثر'.
وفي إشارة الى الحاجات الناجمة عن تحضيرات ذلك البلد لاحتضان كأس العالم لكرة القدم في 2014 والألعاب الأولمبية في 2016، مضيفة أن هناك العديد من فرص العمل، وهناك فرص للأشخاص المؤهلين.
كذلك تستعد كاترين ارنانديث (37 سنة) المولودة في فنزويلا والتي تقيم منذ 12 سنة في جزر الكناري مع والديها المتحدرين من تلك الجزر الإسبانية، الى مغادرة عائلتها في لاس بالماس للعودة الى فنزويلا حيث يتوقع أن يبلغ النمو 5 بالمئة خلال 2012.
وقالت كاترين 'أنا عاطلة عن العمل' في الكاناري حيث بلغت نسبة البطالة 33 بالمئة و'في فنزويلا هناك نمو والكثير من فرص العمل وهي متنوعة'.
وأضافت أن من سخرية القدر أنه 'خلال انتعاش القطاع العقاري في العقد الأخير كان الناس القادمين من أمريكا اللاتينية يقابلون باستياء (...) كانوا يظنون أن الفقراء يأخذون عمل الإسبان والآن أصبح الذين كانوا يشوهون سمعتهم، في الوضع نفسه وتعين عليهم الرحيل'.
وتفيد الأرقام الرسمية أن 117 ألف إسباني غادروا البلاد خلال السنتين الأخيرتين، في معاودة الهجرة التي شهدتها البلاد خلال فترة دكتاتورية فرانكو (1939-1975)، وفي 2011 أصبح عدد المهاجرين الراحلين من إسبانيا أكبر من القادمين إليها.
ومما يدل على ذلك مدارس اللغة التي باتت مكتظة مثل معهد غوته الثقافي الألماني في مدريد الذي ارتفع عدد طلابه بخمسين في المئة خلال سنتين.
وأكد مديره مانفريد ايفل: 'منذ فبراير 2011 سجلنا عددا كبيرا من الطلاب، حوالي 25 بالمئة من طلابنا مهندسون وأطباء ومعلوماتيون يبحثون عن عمل ومستقبل في المانيا'.
من جانبه رحل خايمي مورا فرنانديث (21 سنة) وهو رسام صناعي 'إثر نزوة شخصية' الى إنكلترا بحثا عن حظه.
وقال 'اشتريت تذكرتي الثلاثاء ورحلت الاثنين التالي' الى ليفربول 'فقط لأن الاسم كان يعجبني'.
وأوضح في اتصال هاتفي 'خلال أسبوع كنت على ما يرام لكنني عندما وصلت الى هناك وجدت نفسي وحدي وكان الأمر صعبا'.
تعليقات