ماذا لو لم يتحقق هدف المقاطعين؟.. خالد طعمة متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 746 مشاهدات 0


الراي

الكلام المقتضب  /  بين الترك والتصليح

خالد طعمة

 

أين موقعنا من الخارطة السياسية الجديدة، هكذا طرح التساؤل المستحق نفسه على الساحة المحلية مع أن باب المشاركة كان مفتوحاً على مصراعيه؟ كثيرون اليوم ناقمون على عدم وجود من يتناسب مع أفكارهم ورؤاهم وأهدافهم، بل أن حركة السؤال سوف تتواصل ولن تتوقف بشكل أكبر إذا ما صدر حكم المحكمة الدستورية بدستورية الصوت الواحد لكون التعديل الجزئي صلاحية سيادية ومصونة لا يحق المساس بها دستورياً ، كنت ولا أزال إنساناً مستقلاً ولي موقفي بعدم أخذ دور في هذا الصراع السياسي الذي يبدو أنه وصل إلى نهايته حيث سبق وأن طالبت بضرورة التفاوض للوصول إلى اتفاق يرضي الأطراف كافة، والأهم هنا ماذا لو لم يتحقق هدف المقاطعين؟ 
من جزئية أن يهمل الشخص دوره، أود أن أشرع في الحديث بل وبشكل أخص أوجه كلامي إلى الإسلاميون الذين أقنعوا الشعب وعبر سنوات طويلة بأن المشروع الإسلامي ضرورة وشعار ومبدأ لا يمكن التراجع عنه أو الانصراف عن طرحه واليوم، أقول أين ذهب دوركم ،نعم هنالك إسلاميين في المجلس ولكن مواقف كتلهم معروفة ومعهودة وتعودنا عليها ولن نستغرب منها ولكن ماذا عن البقية؟ أليس واجب إعلاء كلمة الحق أعظم وأرقى والتعصب للمشروع الإسلامي أهم أم التنازل عنه بحجة إجراءات قوانين وضعية أرى شخصياً بأنها ليست ذات أهمية بقدر استكمال تطبيق الشريعة؟
لقد تمسكنا باجراءات تقل أهمية عما هو أهم وأولى باستكمال تطبيق الشريعة التي رأينا آثار تعطيلها بادية على أغلب مناحي حياتنا اليومية، فتأثرت أخلاقنا وزادت أحقاد البعض منا حتى انصدمنا من بعض الجرائم وصعقنا من الواقع الذي وصلنا إليه، أنا مقتنع أن البذل والعطاء لا يمكن الحد منه أمام ذريعة مفادها أن الواقع يقول كذا أو أن فقه الواقع يبين لنا أن الأمور لا بد وأن يكون الموقف منها هكذا، كل تلك الأمور لا تصمد أمام قوة الإرادة لأن باب المشاركة إن تم فإن الناس سوف تعمل وتتكاتف لغيرتها على الدين لا الحزب أو التكتل أو التيار السياسي وما شاهدته اليوم هو انتهاج لمنهج أن الناس تتجه إلى أفراد أو أحزاب لكي تكون حماستها لهم أكثر بعد أن أضفيت حماستهم على الدين .
أحد الأخوة يقول بأن بعض من شارك كانت غايته شريفة ولكن وسيلته العكس أي تحقيق البعض وفق تصوره لمقولة أن الغاية لا تبرر الوسيلة، وهنا لا بد أن أوضح بأن الوسيلة هي هي لم تتغير ما دامت وجهة نظركم تقول بأن الشريعة يتم تعمد تعطيلها، فلماذا لا تجاهدون على تطبيقها؟ ولماذا لم تقاطعوا وتتعاطوا مع الوسيلة ذاتها في السابق على مر السنوات واليوم بذريعة أنها برعاية مرسوم الصوت الواحد؟ وما الفرق ما دمتم سبق وأن شاركتم بمرسوم الخمس والعشرين أليست الغاية لا تبرر الوسيلة مستحقة هنا عندما تقاطعون وتزعمون بأن البلد سوف تثار بها فتنة طائفية وهو الأمر الذي بدا واضحاً بأنه من صنيعتكم بعد أن امتنعتم واكتفيتم بإشاعة فكرتكم القاضية بالمقاطعة؟ أليس التعرف على موطن الخلل وتركه دون إصلاح من باب الإثم؟ هل تقنعوننا بأن من يجد منكراً ما أو باباً يسبب المشاكل للناس فتركه ومقاطعته أولى أي تركه بخرابه؟ هل إن وجد أحدنا حفرةً في الطريق يهملها ويترك غيره يواجه مصيره في السقوط داخلها ؟ هل هذا هو المعنى المراد؟ هل ترك المبنى متهاوٍ ومترنح أفضل أم إصلاحه ؟ أيهما أشد إثماً؟ 
أقولها وأكررها بأن الأمور كلها باتت واضحة وجلية، ولا بد لنا أن نميز ونجعل المصدر الرئيسي والذي اعتمده لنا الدستور في المادة الثانية المتمثل بالشريعة الاسلامية هو وسيلتنا في تصفية الواقع ومن ثم نقرر ما هو صحيح وما هو خطأ. والله سبحانه وتعالى المستعان في الأول والآخر.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك