آه يا 10 ديسمبر!
زاوية الكتابسجون بلادنا باتت تعج بالعشرات من سجناء الرأي.. زايد الزيد متعجباً
كتب ديسمبر 11, 2012, 12:49 ص 1911 مشاهدات 0
النهار
الخلاصة / آه يا 10 ديسمبر!
زايد الزيد
مرت يوم أمس الذكرى الرابعة والستون للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهو عبارة عن وثيقة أصدرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في العاشر من ديسمبر 1948. وقد أخذت معظم دساتير العالم التي صدرت بعد هذا التاريخ المضامين الأساسية التي وردت في الإعلان من حقوق طبيعية للإنسان.
وفي مثل هذا اليوم من كل عام، أتذكر - شخصيا - أشياء جميلة تعود إلى عام 1987، حيث قمنا حينها أنا والأخوة د. غانم النجار ومظفر راشد عبدالله وبسام قبيسي والأخت وفاء العتيقي بتأسيس أول مجموعة كويتية تابعة لمنظمة العفو الدولية (Amnesty International)، وكانت لنا العديد من الأنشطة والفعاليات التي نقيمها سنوياً كان أهمها اثنان: الأول اقامتنا لأنشطة توعوية في العاشر من ديسمبر كل عام احتفالاً بالذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، أما الثاني فكان يتمثل في مشاركتنا الفعالة في اقامة جناح مستقل في معرض الكويت العربي للكتاب.
كان النشاط الرئيس لكل أعضاء منظمة العفو الدولية في كل دول العالم يتمركز حول كتابة «رسائل مناشدة» لحكومات وسلطات الدول التي يوجد بها سجناء رأي ، كانت فكرة «رسائل المناشدة» التي ابتدعها مؤسس «العفو الدولية» بيتر بينيسون بسيطة إلا أنها فكرة عبقرية ذلك أنها فعالة بشكل لا يوصف، ولك أن تتخيل عزيزي القارئ كيف تنهال عشرات الآلاف من الرسائل على مكاتب المسؤولين في الدول التي نناشدها لاطلاق سجناء الرأي المعتقلين فيها!
كانت فكرة الراحل بيتر بينيسون مؤسس العفو الدولية (أسس المنظمة في 1961 وتوفي في عام 2005) تقوم على ارسال ملف خاص بسجين الرأي إلى كل المجموعات والفروع في كل الدول التي يكون لمنظمة العفو فيها تواجد، ويحوي الملف كل المعلومات المتوافرة عن «سجين الرأي»، ويُطلب من المجموعات والفروع أن توجه أعضاءها المنتسبين (ويقدر عددهم حاليا بـ 2.8 مليون عضو حسبما هو موجود في موقع المنظمة على الانترنت) لكتابة «رسائل مناشدة» تطالب السلطات بالإفراج عن ذلك السجين خلال مدة زمنية قصيرة، وبذلك تنهمر الرسائل على المسؤولين في تلك الدولة خلال تلك المدة ما يسبب ضغطاً كبيراً عليهم للإفراج أو تحسين ظروف الحبس لذلك السجين في أضعف الأحوال، وكم كانت سعادتنا بالغة حينما كنا نبلغ من المنظمة الأم بخبر الإفراج بحق السجين، فيا له من شعور جميل ينتابك حينما تعرف أن الجهد البسيط الذي قمت به ولم يأخذ من وقتك سوى بضع دقائق ويتمثل في كتابة رسالة من صفحة واحدة، قد ساهم في الإفراج عن سجين ظل حبيساً لشهور أو ربما سنوات طوال.
كان كل أعضاء منظمة العفو الدولية يقومون بهذا العمل بصرف النظر عن لون السجين أو جنسه أو عرقه أو دينه أو طائفته، أقول: كان هذا العمل ولايزال بالطبع مستمراً حتى هذه اللحظة، وما أجمله من عمل تطوعي إنساني، يجعلك تتسامى فوق كل التمايزات والفوارق مهما كان نوعها.
أتذكر الآن كل هذا بعد نحو ربع قرن من الزمان، وبلادي اليوم التي كنا نفاخر بها بين زملائنا في منظمة العفو الدولية في المؤتمرات واللقاءات الدولية التي كانت تجمعنا وإياهم، بأن بلدنا الكويت يخلو من سجناء الرأي، كنا نقولها بفخر شديد: نحن لا يوجد لدينا سجين رأي واحد.
أقول قولي هذا، وأنا اليوم أشعر بأسى شديد، لأن سجون بلادي باتت تعج بالعشرات من سجناء الرأي، هذا عدا من خرج منهم من المعتقل وينتظر محاكمته!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله..
تعليقات