المقاطع يقترح على المعارضة تشكيل 'برلمان ظل' لإحراج المجلس والحكومة
زاوية الكتابكتب ديسمبر 10, 2012, 12:21 ص 1060 مشاهدات 0
القبس
الديوانية / الرقابة الشعبية على المرحلة المقبلة
أ.د محمد عبد المحسن المقاطع
كيف يمكن للمعارضة ان تخرج من ردة الفعل لتصنع الفعل وتثبت أنها ائتلاف سياسي ايجابي يبني ولا يعرقل، وانها قادرة على ان تقود مشروعا اصلاحيا وطنيا حتى وهي خارج البرلمان، بدلا من ان تكون عنصرا في اثارة الاختلافات وعرقلة مسيرة الدولة وأعمالها المختلفة، وهذا بدوره يتطلب فكرا ابداعيا وقدرات حقيقية، على المعارضة ان تثبت انها تملك مثل ذلك، وان خلافها يمكن ان يصب في مصلحة الوطن بشكل لم يخطر على بال أحد ممن يحاول التعريض بها. وعليه فان هناك جملة من الأمور التي لا بد من ان تفكر فيها المعارضة في هذا الشأن وهي:
1ــ ان تعمل على تكوين ما يمكن أن يطلق عليه «برلمان الظل» بحيث تتولى المعارضة عقد اجتماعات أسبوعية ثابتة في موعدها في احدى جمعيات النفع العام أو اي مكان آخر يتم اختياره، ويتم استكمال العدد الى 50 شخصا يمثلون بدورهم أعضاء مجلس الظل الذي يجتمع بناء على جدول أعمال معين يناقش الموضوعات المطروحة على الساحة، ويضع لها الحلول والمقترحات والبدائل التي يمكن ان تصدر على شكل قوانين يقرها برلمان الظل، بحيث تكون في تلك الخطوة محاكاة كاملة لما هو معروض على جدول أعمال مجلس الأمة الرابع عشر، وبذلك تستطيع المعارضة ان تحرج المجلس الجديد والحكومة، وان تنتقل من خيار الانتقادات والمعارضة غير المجدية الى حالة المعارضة البناءة والمؤثرة.
2 ــ ان يتم تشكيل فريق من جمعيات النفع العام التي ترغب في المساهمة في برلمان الظل، او من غيرهم ليتم تقسيمهم الى فئتين مع بقية نواب الظل، الفئة الأولى حكومة ظل تتكون من 16 شخصا او جهة باعتبار أنهم وزراء، والفئة الثانية يتم تكوين لجان برلمانية من خلالها تتولى دراسة ما يعرض عادة على لجان مجلس الامة، وتقوم بمحاكاة ما يعرض على جدول أعمال اللجان الموجودة في مجلس الأمة فعلا.
3 ــ ان يتولى أعضاء مجلس الظل اثارة الموضوعات والقضايا التي تهدف الى اصلاح المسار السياسي وكشف أوجه الفساد او الانحراف، سواء في العمل الحكومي من خلال اعداد صيغ أسئلة برلمانية يتم بثها ونشرها حتى تبين جدية المعارضة في متابعة ملفي الاصلاح والفساد بصورة عملية وواقعية، أما على صعيد العمل البرلماني من خلال ابراز أوجه المخالفات التي يرتكبها أعضاء المجلس من باب اثارة فكرة حالات تعارض المصالح او الانتفاع السياسي لأعضاء المجلس او تكسبهم على حساب الوظيفة البرلمانية.
4 ــ وفي هذا الاطار أيضا تقدم المعارضة من خلال برلمان الظل مجموعة الاقتراحات التي تمخضت عن اجتماعاتها الى سمو الأمير أو الى رئيس الحكومة، اشارة منها الى أن دورها في المعارضة دور بناء وايجابي، ولا يسعى أبدا الى مصالح خاصة بقدر ما يسعى الى مصلحة عامة، ولا يستهدف اثارة حالات القلق وعدم الاستقرار في البلد بأسلوب ادارة المعارضة بقدر الاثارة العقلانية والمسؤولة للأوضاع السياسية السيئة، اخراجا للبلد من حالة المأزق السياسي العام.
5 ــ ان تقدم المعارضة بديلا عمليا يبقيها في دائرة الضوء وفي الحياة العامة السياسية بدلا من أن تؤدي مجريات الأحداث وتطورات الأمور الى عزلها وفقدان وجودها ومن ثم نسيانها من قبل عموم الشعب خصوصا الناخبين، وهي بذلك توجد قناة للتواصل السياسي مع الشأن العام وفئات المجتمع بطريقة حضارية حكيمة فعالة ومبتكرة، وهو ما يكسبها مكانة مهمة اذا حرصت على تبنيها والعمل على انجازها، والا فان المعارضة الحالية ستستمر في الدوران حول نفسها مع استمرار صغر قطرها حتى لا يبقى حولها فيما بعد الا قواعدها الخاصة القليلة دون أبناء الشعب الكويتي بكل فئاتهم.
ختاما هذه فكرة اطرحها، متمنيا ان تلقى أفئدة صاغية وعقولا حكيمة تؤدي الى تبنيها عاجلا غير آجل.
اللهم اني بلغت،
تعليقات